هل ينجح إقليم كردستان العراق في تخطي العراقيل التي تواجه تشكيل الحكومة الجديدة؟

سبوتنيك عربي

هل ينجح إقليم كردستان العراق في تخطي العراقيل التي تواجه تشكيل الحكومة الجديدة؟

  • منذ 5 ساعة
  • العراق في العالم
حجم الخط:
هل ينجح الحزبان الكبيران في كردستان "الاتحاد الوطني والديمقراطي" في تخطى العقبات وإخراج الإقليم من أزمته السياسية الحالية في ظل التحديات الإقليمية والدولية التي تحيط به؟
بداية، يقول الخبير في الشؤون الكردية والعراقية، كفاح محمود: "بكل تأكيد هناك عقبات، حيث أِن الحزبين الكبيرين (الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني) اللذين تشاركا في العملية السياسية منذ العام 2005 وحتى وقتنا هذا اليوم في تشكيل حكومات ائتلافية، واستطاعا من خلال تعاونهما سويا وإِن كانت هناك اختلافات في الرؤى أِن يحققا الكثير من الازدهار والتقدم للإقليم، وإن كانت اليوم هناك بعض التأخيرات فأعتقد أنها سوف تمر كما حدث في السابق".
إدلاء المواطنين بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية التي تجرى اليوم في إقليم كردستان العراق - سبوتنيك عربي, 1920, 17.12.2024
بعد خلافات حادة بين الديمقراطي والوطني..هل اقترب تشكيل الحكومة الجديدة في كردستان العراق؟

أجواء إيجابية

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "أعتقد أن الاجتماعات التي تمت بين الحزبين الكبيرين خلال الفترة التي تلت العملية الانتخابية كانت أجواؤها إيجابية وتبشر بالخير، كان هناك حرص كبير من قيادة الحزبين على التوصل لاتفاق حول تشكيل حكومة ائتلافية قوية تلبي طلبات وطموحات المواطنين، خاصة وأن الإقليم يتعرض لشبه حصار من قبل الحكومة الاتحادية في بغداد وما يتعلق بحقوقه في الموازنة الاتحادية المنتقصة التي لم تسلمها بغداد بشكل كامل".
وتابع محمود: "حقيقة من المستغرب جدا أن تنتقص حصة الإقليم إلى نسبة غاية في الخطورة، فما يحصل عليه الإقليم لا يزيد عن 6 بالمئة من حصته التي ينص عليها الدستور، ناهيك عن الإشكالية التي تواجه رواتب الموظفين، وهناك تيار ضاغط وواضح جدا يتمثل بقوى ميليشياوية لديها أذرع في البرلمان بالمخالفة للدستور الذي يحظر أن يكون هناك تمثيل في البرلمان، وهي قوى ميليشياوية معروفة تشكل ضغطا كبيرا على الحكومة الاتحادية وتعرقل كافة قراراتها ومحاولاتها لرأب الصدع بين بغداد وأربيل".
نفط العراق - سبوتنيك عربي, 1920, 14.02.2024
خبير اقتصادي يوضح لـ"سبوتنيك" متطلبات عودة تصدير نفط كردستان العراق عبر تركيا

تخطي العقبات

وأوضح الخبير في الشؤون الكردية والعراقية، كفاح محمود: "وفيما يتعلق بين الحزبين الكبيرين في كردستان كانت تلك القوى الميليشياوية تحاول توسيع حدة الخلاف بينهما، إلا أن حكمة قيادات الحزبين ربما ستمنع تلك المحاولات، وأِعتقد أِن الحزبين اليوم في مرحلة كتابة منهاج الحكومة القادمة، ولم يحدد موعد لتشكيل الحكومة بعد الاجتماع الأخير بسبب الالتزامات الحكومية والحزبية لكلا الحزبين".
وقال محمود: "أعتقد أِن التغيرات التي تحدث للملف الكردي سواء في سوريا أو تركيا وفيما يتعلق بالنشاطات لكلا الحزبين كانت أحد أسباب عدم تحديد موعد جديد للتشاور بين الحزبين، ولكن قد تحمل الأيام القادمة إعلان عن تحديد موعد لتشكيل حكومة جديدة في الإقليم والتي يرغب الطرفان بأن يكون أعضاؤها عبارة عن طاقم فني متخصص يلبي الرغبات ويواجه التحديات التي يتعرض لها الإقليم سواء كانت سياسية أم اقتصادية وخدمية، بعد النقلة النوعية التي حققتها حكومة البارزاني في الكثير من القطاعات".

استهداف ممنهج

في المقابل يقول عبد القادر النايل، عضو الميثاق الوطني العراقي: "إن الأسباب الحقيقية وراء تأخير تشكيل حكومة كردستان العراق خارجية دولية وإقليمية، كما هو معلوم أن النفوذ الإيراني والشراكة الفعلية بين جناح السليمانية المتمثل في بافال الطالباني والإطار التنسيقي والمليشيات المسلحة واضح جدا، ومن جهة أخرى مع حزب العمال الكردستاني المطلوب تركيا".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "بات واضحا الاستهداف الممنهج الذي يتعرض له الحزب الديموقراطي الكردستاني برئاسة مسعود البارزاني من جميع المحور المصطف مع الاتحاد الوطني الكردستاني جناح بافال الطالباني، ولذلك تأتي الأزمة مع بغداد بشكل رئيسي في تعميق أزمة تشكيل حكومة كردستان وشاهدنا كيف تم تشكيل حزب الوسط والجنوب ضد مسعود البارزاني وأربيل".
مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان - سبوتنيك عربي, 1920, 01.03.2024
واشنطن تدعم جهود بغداد وأربيل من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن اقتسام الإيرادات

وسائل ضغط

وتابع النايل: "يتم استخدام عدة وسائل للضغط على الديمقراطي منها، رواتب موظفي الإقليم الدعم المستمر لحزب العمال الكردستاني، قانون النفط والغاز، الاتهامات المستمرة ضد أربيل بأنها ضمن المحور الأمريكي، وهذا التصعيد ليس وليدة اللحظة فهو مستمرمنذ سنوات، وإعادة إعطاء كركوك لجناح بافال الطالباني وتسمية محافظ يمثله، فضلا عن تأسيس شراكة مع الفصائل المسلحة".
وأوضح النايل: "أن زيارة مسعود البارزاني إلى بغداد فشلت بعد الاجتماع مع الإطار التنسيقي، ومن هنا نستطيع القول، إن أكثر جهة تنفذ تأخير تشكيل حكومة كردستان هي بغداد تنفيذا لرغبات إقليمية ومصالح الحلفاء مع السليمانية".

تصحيح مسار

بدوره يقول طارق جوهر، المستشار الإعلامي لبرلمان إقليم كردستان العراق: "إن السبب الرئيسي لتأخر تشكيل الحكومة في الإقليم يرجع إلى عدم وجود أي نوع من الاتفاق أو التوافق بين القوى الأساسية في الإقليم، خاصة بين الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي، وأيضا بقية الأحزاب التي دخلت إلى البرلمان بعد إعلان نتائج الانتخابات في الدورة البرلمانية السادسة".
وأضاف في حديث سابق لـ"سبوتنيك": "رغم وجود الخلافات والعقبات التي تقف في طريق الحكومة الجديدة، إلا أن هناك اجتماعات وحوارات بدأت في الآونة الأخيرة، وهناك اتفاق على تشكيل لجنة من الطرفين لوضع برنامج مشترك للمرحلة القادمة، وسيتم مناقشته في الاجتماع القادم".
وتابع جوهر: "بشكل عام هناك استحقاق ينتظره شعب كردستان بعد إعلان نتائج الانتخابات التي سجلت نسبة حضور وتصويت أعلى من كل الدورات السابقة، يأملون ويتمنون الإسراع في تشكيل الحكومة القادمة وبناء عملية سياسية جديدة، تستهدف تصحيح مسار الحكم في إقليم كردستان ومعالجة الأخطاء التي مرت بها التشكيلة الوزارية السابقة، وتهيئة وضع الإقليم وتوحيد مواقفه وترتيب البيت الكردستاني من أجل مواجهة كل التحديات التي تمر بها المنطقة بعد الأحداث الأخيرة في سوريا وتغيير النظام، وربما تداعياته فيما بعد على بقية دول المنطقة في ظل هذه التطورات الخطيرة".
أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، الأربعاء 30 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، النتائج النهائية لانتخابات برلمان إقليم كردستان، وأشادت بالانضباط والمهنية والشفافية التي اتسمت بها العملية الانتخابية.
وقال رئيس مجلس المفوضين في مؤتمر إعلان نتائج انتخابات الإقليم النهائية، إن "المفوضية اتخذت سلسلة من الإجراءات لضمان نزاهة الانتخابات وبأجواء آمنة، وعملنا بشكل دؤوب لإنجاز هذه المهمة الوطنية"، بحسب "كردستان 24".
وأضاف أن "41 ألفاً من موظفي اقتراع عملوا في انتخابات كردستان و1800 مراقب دولي و10 مراقبين محليين".
وجرت في الـ20 من شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي عملية الاقتراع لاختيار أعضاء برلمان إقليم كردستان، الذي يتمتع بالحكم الذاتي في العراق، حيث شهدت تلك الانتخابات جدلا كبيرا في داخل الإقليم ومع الحكومة الاتحادية في بغداد، وتم تأجيلها 4 مرات على مدى عامين، لكن تم عقدها اليوم رغم التحديات الداخلية والخارجية التي تواجهها، والظروف الإقليمية والدولية.


عرض مصدر الخبر



تطبيق موسوعة الرافدين




>