كارثة إنسانية واجبار على النزوح ونسف للمنازل.. الاحتلال يستنسخ تجربة غزة في جنين وطولكرم

موقع المنار

كارثة إنسانية واجبار على النزوح ونسف للمنازل.. الاحتلال يستنسخ تجربة غزة في جنين وطولكرم

  • منذ 6 ساعة
  • العراق في العالم
حجم الخط:

تفجير ونسف منازل في جنين(أ.ف.ب.)

استنسخت قوات الاحتلال الإسرائيلي تجربة الحرب التي ارتكبتها في غزة على مدى 15 شهراً، وما شملها من قتل وتهجير ونسف منازل ومربعات سكنية، إلى مخيم جنين شمال الضفة الغربية المحتلة، حيث أعلن جيش الاحتلال تفجير 23 منزلاً، فيما أشارت مصادر محلية إلى أنها طالت 3 أحياء في المخيم.

ومساء الأحد، كان مخيم جنين على موعد مع أكبر عملية نسف مربعات سكنية منذ 2002، أقدم عليها الجيش الإسرائيلي. وفجرت قوات الاحتلال في مخيم جنين بشكل متزامن قرابة 20 بناية في الجهة الشرقية من المخيم، بعد تفخيخها، مما ألحق أضراراً في بعض أقسام مستشفى جنين الحكومي، دون أن تسجل إصابات.

وفي السياق، قال الباحث في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أحمد حواشين، إن “الجيش الإسرائيلي يعمل على تغيير معالم المخيم الجغرافية”. وأضاف حواشين، ابن مخيم جنين، أن “إسرائيل شرعت في استنساخ تجربة قطاع غزة منذ بدء عمليتها العسكرية في المنطقة، عبر ترحيل الفلسطينيين قسراً، ثم بدء عملية تجريف واسعة لعدد من الأحياء”.

وذكر أن “الجيش الإسرائيلي يعمل على تغيير معالم المخيم، وسنكون بعد العدوان أمام مخيم بجغرافية جديدة”. وتابع “حتى بعد انتهاء العملية العسكرية، لن يتمكن العديد من السكان من العودة إلى منازلهم، بفعل التدمير الإسرائيلي”.

وأوضحت مصادر محلية أن المنازل في المخيم تُبنى بطريقة عمودية، بسبب ضيق المساحات، مما يعني أن هذه البنايات تحوي أكثر من شقة سكنية بداخلها.

هذا، ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مدينة جنين ومخيمها لليوم الرابع عشر على التوالي، مخلفاً 25 شهيداً، وعشرات الإصابات، والاعتقالات، ونسف عشرات المنازل، وسط عملية نزوح كبيرة طالت 15 ألف مواطن.

وأخطرت قوات الاحتلال عائلة الشاب قصي السعدي بقصف منزلها في الحي الشرقي من مدينة جنين، المكون من 3 طبقات، في حال لم يسلم نجله قصي، بدعوى أنه مطلوب للاحتلال. كما جرى الاعتداء على صحفيين أثناء تغطيتهما للأوضاع الميدانية في جنين.

ويواصل الاحتلال دفع تعزيزات إلى مدينة مخيم جنين من حاجز الجلمة العسكري، في حين تستمر جرافاته بتدمير منازل في حارة الدمج. وقال رئيس بلدية جنين محمد جرار، إن قرابة 15 ألف شخص نزحوا من مخيم جنين، وحي الهدف، وتوزعوا في 39 هيئة من هيئات المجتمع المحلي في محافظة جنين وبلداتها.

وأضاف جرار: “نواجه كارثة إنسانية في مدينة جنين، خاصة مع تواصل عمليات إخلاء المواطنين، وإجبارهم على النزوح”، وقال إنه على الرغم من تشكيل لجان لإغاثة المواطنين المتضررين بالاحتياجات الطارئة، إلا أن التحدي الأكبر هو إيجاد مساكن لهذا العدد الكبير من النازحين. ويستمر دوام المدارس الحكومية والخاصة في مدينة ومخيم جنين إلكترونياً ليوم الاثنين، بسبب استمرار عدوان الاحتلال.

ومن جانب آخر، أكدت سرايا القدس-كتيبة جنين أن مقاتليها في سرية السيلة الحارثية فجروا عبوة ناسفة موجهة في آلية عسكرية إسرائيلية اقتحمت البلدة.

الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الثامن.. نزوح قسري ونسف منازل وأوضاع إنسانية صعبة

وبالتزامن مع العدوان على جنين، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها، لليوم الثامن على التوالي، وسط الدفع بمزيد من آلياتها العسكرية، ومداهمة المنازل، وتخريبها، وإجبار سكانها على النزوح، واعتقال الشبان.

وداهمت قوات الاحتلال فجر اليوم منازل المواطنين في ضاحية عزبة الطياح جنوب مدينة طولكرم، واعتقلت خمسة شبان. وتواصل قوات الاحتلال حصار مستشفيي الشهيد ثابت ثابت الحكومي والإسراء التخصصي، وعرقلة عمل مركبات الإسعاف وطواقمها الطبية، وإخضاعها للتفتيش والتحقيق الميداني، في الوقت الذي اتخذت فيه من المباني المحيطة بهما ثكنات عسكرية وأماكن لقناصتها.

وما زالت قوات الاحتلال تدفع بمزيد من آلياتها إلى المدينة ومخيمها من معسكر “تسنعوز” العسكري غرب طولكرم، وتنشر دوريات المشاة بأعداد كبيرة في الشوارع والأحياء ووسط سوق الخضروات، وتقوم بتمشيط وتفتيش بين المنازل والأزقة والتضييق على المواطنين.

وصعدت قوات الاحتلال انتهاكاتها بحق المواطنين في المدينة ومخيمها، من خلال سلسلة من الاعتداءات التي شملت مداهمة منازل، وإجبار أصحابها على النزوح، وتخريب وسرقة محتوياتها، وتفجير وتدمير عدد منها، إضافة إلى التضييق على حركة التنقل، في الوقت الذي تستولي فيه على مبانٍ تجارية وسكنية وتحويلها إلى ثكنات عسكرية وأماكن لقناصتها.

ودمرت آليات الاحتلال مساء أمس عدداً من بسطات الخضروات وسط سوق طولكرم، الموجودة على جوانب الأرصفة، وترويع أصحابها ومحاولة دعدستهم.

وفي مخيم طولكرم، واصلت قوات الاحتلال نشر أعداد كبيرة من جنود المشاة في أحيائه وأزقته كافة، ومداهمة المنازل، وإجبار سكانها على مغادرتها، والاستيلاء على البنايات العالية وتحويلها إلى منصات قنص وإطلاق نار صوب المواطنين، مما أدى إلى إصابة مواطن (40 عاماً) برصاص قناص جنود الاحتلال المتمركزين داخل أحد هذه البنايات.

ويواصل الاحتلال عملية إخلاء واسعة للمواطنين من منازلهم في المخيم، امتدت إلى حارات الغانم والمدارس، إضافة إلى النادي والشهداء والمطار وأبو الفول، وإجبارهم على مغادرة المخيم نحو المدينة.

ويعيش مخيم طولكرم وسط هذا التصعيد المتواصل غير المسبوق، وسط أوضاع إنسانية صعبة، بعد أن دمرت جرافات الاحتلال بشكل كلي وجزئي المنازل والمحلات التجارية، وتفجير عدد منها وحرق أخرى، تزامناً مع تدمير كامل للبنية التحتية، ما أدى إلى انقطاع المياه والكهرباء والاتصالات والإنترنت، وبات من الصعب وصول الطواقم المتخصصة من البلدية وغيرها لإصلاحها بسبب منع الاحتلال لها من الدخول إلى المخيم.

كما تفاقم وضع المواطنين الذين ما زالوا موجودين في منازلهم من كبار السن والمرضى والنساء والأطفال، بسبب النقص الحاد في المواد الغذائية والطبية ومياه الشرب وحليب الأطفال.

وتمكنت طواقم الهلال الأحمر، مساء أمس، من إنقاذ المسن عبد الكريم العوفي من مخيم طولكرم، بعد بقائه سبعة أيام داخل منزله دون ماء أو طعام، بسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل، وإخراجه من المخيم.

إلى ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال مساء أمس مقر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بالقرب من مستشفى الشهيد واحتجزت الطواقم الموجودة داخله، ومنعت الطواقم الميدانية من الدخول إليه، وأغلقت أبواب الجمعية على من فيها ومنعتهم من القيام بالواجب الإنساني.

وفي وقت سابق، اعتدت قوات الاحتلال على طاقم إدارة مخاطر الكوارث التابع للجمعية أثناء محاولته إخلاء سيدتين مسنتين، إحداهما ذات إعاقة حركية من داخل مخيم طولكرم، وذلك في مهمة إنسانية تم التنسيق لها، كما احتجزت اثنين من طواقمها أثناء عملهما الإنساني داخل حارة المقاطعة في المخيم.

ومن جانب آخر، أعلنت كتائب الأقصى – شباب الثأر والتحرير عن إيقاع قوة من جنود الاحتلال في كمين محكم بمخيم الفارعة في طوباس، حيث فجرت عبوة ناسفة شديدة الانفجار بهم، تلاها وابل كثيف من الرصاص، مؤكدة أنها حققت إصابات في صفوف القوة.



عرض مصدر الخبر



تطبيق موسوعة الرافدين




>