عدوان متواصل على جنين وطولكرم.. قتل ونسف وتهجير
يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مدينة جنين ومخيمها لليوم الخامس عشر على التوالي، مخلفاً 25 شهيدًا وعشرات الإصابات، إلى جانب تدمير واسع في البنية التحتية ونسف وتفجير عشرات المنازل.
وفي هذا السياق، أخطرت قوات الاحتلال الإسرائيلي عائلة الشهيد نضال العامر بتفجير منزلها بالقرب من مسجد الأنصار، بينما تم هدم منزلين في عمق المخيم وسط سماع أصوات الانفجارات الناجمة عن عمليات النسف والتدمير لممتلكات المواطنين داخله.
ويواصل الاحتلال إرسال المزيد من التعزيزات العسكرية إلى مدينة ومخيم جنين عبر حاجز الجلمة العسكري. كما اعتقلت قوات الاحتلال شابًا بعد احتجاز مركبته بالقرب من دوار الحثناوي وسط مدينة جنين.
وفي الإطار نفسه، صرّحت وكالة “الأونروا” بأن العدوان الإسرائيلي على مخيمي جنين وطولكرم هجّر آلاف الفلسطينيين، مشيرةً إلى أن المشاهد المروعة في الضفة الغربية تنذر بتصعيد جديد. وفيما يتعلق بعملية تفخيخ وهدم نحو 20 بناية في مخيم جنين، قالت الوكالة: “لم نتلقَّ أي تحذير مسبق بشأن الانفجارات في مخيم جنين، ولم يعد الاتصال بالسلطات الإسرائيلية مسموحًا به، فيما دُمرت أجزاء كبيرة من المخيم في تفجيرات متتالية”.
مشاهد جديدة من مخيم جنين..دمار واسع؛ جرّاء عدوان الاحتلال المستمر. pic.twitter.com/mqWvvqhexm
— ولاء الاصبحي (@GhfraaaanA) February 3, 2025
من جانبه، أوضح رئيس بلدية جنين، محمد جرار، أن 35-40% من الأحياء لا تزال محرومة من المياه نتيجة عمليات التدمير، حيث خرج أهم بئر للمياه، “السعادة”، عن الخدمة منذ اليوم الأول للعدوان، مما أدى إلى انقطاع المياه عن أحياء جبل أبو ظهير، خلة الصوحة، الهدف، وادي برقين، جزء من حي الجابريات، الزهراء، البساتين، والمحطة. وأشار جرار إلى أن هذا العدوان هو الأصعب منذ اجتياح المخيم عام 2002.
وفي ظل استمرار العدوان الإسرائيلي، يستمر التعليم في المدارس الحكومية والخاصة في مدينة ومخيم جنين إلكترونيًا اليوم الثلاثاء، فيما أتاحت مديرية التربية والتعليم في المدينة للطلبة النازحين إمكانية الالتحاق بمدارس القرى والبلدات التي نزحوا إليها لحين انسحاب جيش الاحتلال.
كما دخل عدوان الاحتلال الإسرائيلي على مدينة طولكرم ومخيمها يومه التاسع، وسط استمراره في مداهمة المنازل وتخريبها وطرد سكانها وتدمير البنية التحتية واعتقال الشبان.
وواصلت قوات الاحتلال طوال الليلة الماضية الدفع بمزيد من التعزيزات العسكرية إلى المدينة ومخيمها، ونشر جنود المشاة في مختلف الأحياء والأزقة، تخللها أعمال تفتيش وتمشيط، في الوقت الذي تواصل فيه الاستيلاء على المباني التجارية والسكنية وسط المدينة ومخيمها ومحيطه وتحويلها إلى ثكنات عسكرية وأماكن للقناصة.
كما داهمت قوات الاحتلال منازل المواطنين، وعملت على تخريب محتوياتها وطرد أصحابها منها بالقوة وتحت تهديد السلاح، حتى أصبحت منطقة وسط المخيم خالية من سكانها، إلى جانب حارات كاملة، منها: الشهداء، السوالمة، الغانم، النادي، العكاشة، المطار، الحدايدة، الربايعة، أبو الفول، والخدمات.
وفي السياق ذاته، تواصلت عمليات إخلاء السكان من منازلهم في المخيم، وسط جهود طواقم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني التي تمكنت من إخلاء سيدتين مسنتين من حارة المطار تعانيان من أمراض مزمنة وصعوبة في المشي.
تتوالى مناشدات من تبقى من المواطنين داخل المخيم، لإنقاذهم خاصة كبار السن والمرضى والأطفال، وتوفير متطلباتهم الأساسية في ظل الوضع الإنساني الصعب الذي خلفه العدوان من حصار مشدد وانقطاع للكهرباء والمياه والاتصالات والإنترنت بعد تدمير البنية التحتية من قبل جرافات الاحتلال.
#متابعة_شهاب | محافظة طولكرم الاحتلال حول عشرات المنازل والمباني في المدينة والمخيم إلى ثكنات ومراكز تحقيق ونشر قناصة.
– الاحتلال يواصل تشديد حصاره على مستشفيي ثابت ثابت الحكومي والإسراء التخصصي في المدينة.
– الاحتلال اعتقل مواطنين وكوادر من الهلال الأحمر من محيط مستشفى ثابت…
— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) February 4, 2025
وصرح محافظ طولكرم عبد الله كميل، أمس، أن قوات الاحتلال أجبرت ما يزيد عن 75% من سكان مخيم طولكرم على النزوح قسراً من المخيم، خلال العدوان المستمر عليه، وأن هناك ما يقارب 9 آلاف مواطن تقريباً أجبروا على النزوح من المخيم في هذا العدوان غير المسبوق على المحافظة. وكانت أصيبت أمس الاثنين طفلة (13 عاماً) بشظايا رصاص في الصدر أطلقها قناصة الاحتلال، وتم نقلها للمستشفى.
إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال الليلة الماضية عدداً من الشبان بعد مداهمتها للمنازل في ضواحي المدينة، عرف منهم: زين سالم، وإيهاب حدايدة من عزبة الطياح، وأحمد حسام سارة من ضاحية ذنابة. كما اعتقلت الشاب محمد تيسير عمران، عند وصوله بمركبة إسعاف الهلال الأحمر إلى طوارئ مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي.
أفاد شهود عيان بأن الشاب عمران وصل الطوارئ مصاباً بوعكة صحية، لتقتحم قوات الاحتلال قسم الطوارئ وتمنع الطاقم الطبي من فحصه، حيث استجوبته وهو على السرير الطبي ثم اعتقلته مباشرة، علماً أنه كان قد أصيب بشظايا في الرأس خلال قصف سابق لطيران الاحتلال على مخيم طولكرم عام 2023.
كما احتجزت قوات الاحتلال سيدة كانت برفقة مريضة في مركبة إسعاف جمعية الهلال الأحمر كانت متوجهة إلى مستشفى الشهيد ثابت الحكومي، وأخضعتها للتحقيق الميداني قبل أن تفرج عنها.
وفي وقت متأخر من الليلة الماضية، احتجزت قوات الاحتلال مسعفاً متطوعاً في جمعية الهلال الأحمر من داخل مركبة الإسعاف عند نقله لحالة مرضية إلى داخل المستشفى، وأخضعته للاستجواب الميداني لساعات قبل الإفراج عنه.
يشار إلى أن قوات الاحتلال تفرض حصاراً مشدداً على مستشفيي الشهيد ثابت ثابت الحكومي والإسراء التخصصي، وتعرقل عمل مركبات الإسعاف والطواقم الطبية والمرضى وتخضعهم للتفتيش والتحقيق الميداني. إلى ذلك، جرفت جرافات الاحتلال الثقيلة شارع ياسر عرفات، وهو بداية شارع نابلس الذي يصل وسط المدينة بمدخل المخيم الشمالي، وأحدثت دماراً في البنية التحتية وبسطات المواطنين الباعة في المكان.