تشكيل الحكومة في لبنان.. حقائب حُسمت وأخرى تخضع للمشاورات وأطراف داخلية تعترض على طريقة التشكيل

موقع المنار

تشكيل الحكومة في لبنان.. حقائب حُسمت وأخرى تخضع للمشاورات وأطراف داخلية تعترض على طريقة التشكيل

  • منذ 2 ساعة
  • العراق في العالم
حجم الخط:

نواف سلام - جوزاف عون

رغم كل العقبات والعراقيل التي تطرأ على مسار تشكيل الحكومة بين الوقت والآخر، إلا أنه يبدو أن هناك إصرارًا من جانب الرئيس المكلف نواف سلام ورئيس الجمهورية جوزاف عون على تذليل العقبات للوصول إلى تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن.

وخلال الساعات الأخيرة سرت أنباء عن نصيحة خارجية لنواف سلام، بفرملة هذه الاندفاعة بتشكيل الحكومة بانتظار تطورات معينة قد تجري على الساحة الإقليمية وتساعد بطريقة أو بأخرى في تشكيل الحكومة، بحسب مصادر متابعة.

وعلى الرغم من كل هذا الإصرار والتسهيلات التي قدمت من جانب “الثنائي الوطني”، والتي أدت إلى الاتفاق على معظم الحقائب، لا زلنا نشهد بعض العقبات التي لها علاقة ببعض الأطراف الداخلية التي اعترضت على طريقة تشكيل الحكومة، وفق المصادر نفسها.

وثمة حرص لدى سلام على تأمين “مناخ تعاون إيجابي”، على أن يكون القرار له في اختيار الأسماء المرشحة لتولي الحقائب. لكن بالمقابل اعتبرت بعض القوى السياسية أن الشروط التي وضعها سلام قاسية، خاصةً بعد رفضه ترشيحات قدمتها أكثر من جهة سياسية، بناءً على ملاحظات حول “الميول الحزبية الواضحة” لبعض الأسماء، كما برز ميله بشكل واضح إلى خرّيجي الجامعات الأميركية أو الجامعة اليسوعية في بيروت.

ولا يزال سلام مصراً على التصدي للعادات الموروثة ومتمسكًا بالمعايير التي سبق واعلن عنها، كما قال في تصريح له مساء الأربعاء بعد لقائه العماد عون في قصر بعبدا. وبموازاة تأكيده على أهمية عمل الأحزاب، إلا أنه اعتبر أن هذه المرحلة دقيقة، لذلك اختار فعالية العمل الحكومية على التجاذبات السياسية.

وطرح سلام مواصفاته للحكومة التي ينوي تشكيلها، بأن تكون منسجمة وحكومة إصلاح تضم كفاءات عالية، ولا تحمل في داخلها إمكانية تعطيلها.

ونظراً إلى المعطيات والإيجابية التي يبديها الرئيس المكلف، أوضح المحلل السياسي اللبناني حسين الدر أن العقد بدأت تتحلحل، والأمور تتجه نحو إرضاء حزب “القوات”، في حين أن التيار الوطني الحر في وضع “محرج”، بينما جرى حل مسألة التمثيل الوزاري للطائفة السنية أيضاً.

وأشار الدر في حديثه لموقع المنار الإلكتروني، إلى أن هذه الحكومة هامة، كونها ستشرف على العديد من الاستحقاقات، وأبرزها الانتخابات النيابية والبلدية المتوقع اجراؤها في أيار من العام الحالي. وفي هذا الإطار، اعتبر الدر أن هناك أطرافاً داخلية تعتبر أن هذه الحكومة تأسيسية لمرحلة جديدة، وبالتالي تحاول الاستفادة من تطورات الأوضاع في الخارج لصالحها.

وأوضح الدر أن تلك الأطراف تحاول توظيف ما جرى في سوريا، حيث ترى أن هذه فرصتها لتفرض رأيها، وفق الدر. وأشار إلى أن البعض يحاول ابتزاز نواف سلام للحصول على مكتسبات سياسية في الحكومة العتيدة.

المعطيات وتسلسل الأحداث تشير إلى أنه خلال الأيام المقبلة، سيتبين المسار الحقيقي لتأليف الحكومة.. فهل تولد في قادم الأيام، أم أن هناك من يريد عرقلة العملية لإحراج الرئيس المكلف؟

سلام يبدي انزعاجه من الانتقادات التي شككت في خطواته

في تفاصيل الجلسة التي جرت مساء الأربعاء بين الرئيس المكلف والعماد عون، أشارت مراسلة المنار إلى أن سلام، الذي دخل إلى الاجتماع مبتسمًا وهو يحمل تحت ذراعه ملفًا قيل إنه يحتوي على التشكيلة الحكومية الكاملة بالأسماء، خرج خلافًا للحالة التي دخل بها بعد حوالي 45 دقيقة.

وبدا سلام منزعجًا من الحملات التي شُنَّت ضده، وأراد من على منبر بعبدا الرد على تلك الانتقادات التي شككت في خطواته، والتي دعت بعضها إلى اعتذاره عن مهمة التأليف. وأكد سلام تمسكه بالمعايير التي رآها مناسبة لهذه المرحلة، ومنها رفض توزير أي نائب أو أي شخص يعتزم الترشح للنيابة، قائلاً: “هاجموني بحجة أن هذا الأمر غير منصوص عليه في الدستور، لكن الدستور أيضًا لا يمنع المعيار الذي وضعته، وهو عدم توزير من يعتزم الترشح للنيابة، لأنني أعتقد أن هذه المرحلة تتطلب وزراء من نوع مختلف.”

وكان الرئيس المكلف متمسكًا بمعاييره، لكنه أقر في الوقت ذاته بأن الأمور ليست سهلة. لم يقل ذلك بشكل مباشر، لكنه أوضح أن الحكومة المطلوبة في هذه المرحلة تحتاج إلى نهج مختلف عن الممارسات التقليدية لبعض القوى السياسية، ما يشير بوضوح إلى أن الأمور لم تحسم بعد، خلافًا للتوقعات التي سادت في الساعات الماضية حول إمكانية ولادة الحكومة المنتظرة في هذه الليلة، بحسب ما أفادت مراسلتنا.

ورغم الانطباع الذي تركه الرئيس المكلف بخروجه من الاجتماع بانزعاج واضح، قيل إن هذا لا يعكس بالضرورة طبيعة اللقاء مع رئيس الجمهورية، حيث جرت مشاورات ولم يتبقَ سوى حقيبة أو اثنتين بحاجة إلى مزيد من النقاش. ومن المتوقع أن يزور المكلف القصر الجمهوري إما غدًا أو بعد غد لاستكمال البحث.

وتشير المعلومات إلى أن العقدة المسيحية المتمثلة بمشاركة “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” في الحكومة لا تزال قيد البحث. فقد جرت اتصالات مكثفة خلال الساعات الماضية. ووفقًا لبعض المصادر، زار وفد من “القوات اللبنانية” القصر الرئاسي، حيث تم التوصل إلى صيغة تقضي بمنح “القوات” 4 حقائب وزارية، على أن يتم الاتفاق على اسم وزير للخارجية يحظى بتوافق بين الرئاستين الأولى والثالثة و”القوات اللبنانية”.

أما “التيار الوطني الحر”، فلا يزال موقفه غير واضح، وسط معلومات تفيد بأنه يتجه إلى عدم المشاركة في الحكومة، اعتراضًا على طريقة التعاطي وعدد الحقائب الممنوحة له. في حين لم يحسم “تيار المردة” قراره بشأن قبول حقيبة الإعلام أو حقيبة السياحة. أما فيما يخص الوزير الشيعي الخامس، فقد تُرِك الأمر للنقاش بين الرؤساء الثلاثة خلال اجتماعهم المقبل في القصر الجمهوري.

باختصار، حكومة نواف سلام لم تتشكل بعد، وهي الحكومة التي كان الرئيس جوزيف عون يرغب في أن تكون سريعة الولادة وفق ما أعلنه في خطاب القسم. فالشيطان ليس فقط في التفاصيل، بل هناك شياطين عدة تكمن في التفاصيل، والساعات المقبلة ستكشف إن كانت التطورات ستزيح هذه العقبات أم لا.

ورغم التوقعات المتفائلة التي سادت اليوم بشأن احتمال ولادة الحكومة، إلا أن هذه الاحتمالات تلاشت، في انتظار ما ستحمله الساعات المقبلة من مشاورات وربما لقاءات بعيدة عن الإعلام.



عرض مصدر الخبر



تطبيق موسوعة الرافدين




>