ترك برس
قال الكاتب والإعلامي التركي بولنت أوراك أوغلو، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي وصل إلى منصبه تحت شعار "إعادة أمريكا إلى عظمتها" يقدم أكثر المقترحات جنونًا وتحديًا في التدخلات الخارجية، وهو تحويل غزة إلى "لاس فيغاس" الثانية، متسائلا عما إذا كان هذا المشروع العقاري يعود إلى صهر ترامب اليهودي جاريد كوشنر.
وأشار أوراك أوغلو في مقال نشرته صحيفة يني شفق إلى أن اقتراح ترامب بشأن تهجير 2.2 مليون فلسطيني من ديارهم أثار ردود فعل غاضبة في العالم العربي.
ورأى أن التدخل المباشر للولايات المتحدة في غزة سيؤدي إلى توسيع وجود واشنطن في الشرق الأوسط بشكل جذري، وسيؤثر بشكل عميق على مصير المنطقة التي دمرتها الصراعات المستمرة بين حماس وجيش الاحتلال.
وفي ما يلي نص المقال:
صرح ترامب خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع رئيس الوزراء الإسرائيلي القاتل ومرتكب الإبادة الجماعية بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، بأن الولايات المتحدة ستتولى إدارة قطاع غزة، وستكون مسؤولة عن تفكيك القنابل غير المنفجرة والأسلحة الأخرى هناك، بالإضافة إلى التخلص من أنقاض المباني المدمرة. وأشار إلى أن غزة باتت منطقة مدمرة بالكامل، مؤكدا أن الحل الأفضل للفلسطينيين هناك هو الانتقال إلى مناطق سكنية جديدة سيتم إنشاؤها في الدول المجاورة، وعلى رأسها مصر والأردن. وأضاف ترامب، متبنيا خطابا مخادعا يدّعي مراعاة حقوق الإنسان: "ستتولى الولايات المتحدة إدارة قطاع غزة، وسنقوم هناك بمهمة معينة. سنفرض سيطرتنا ونتكفل بإزالة جميع القنابل غير المنفجرة والأسلحة الأخرى، وسنتخلص من المباني المدمرة.
ماذا يكمن وراء مخطط احتلال غزة؟
لكن الواقع كان مختلفاً تماماً. فقد أثارت تصريحات دونالد ترامب خلال مؤتمره الصحفي المشترك مع نتنياهو، الذي خرق البروتوكولات الرسمية، ضجة عالمية وجعلت من القضية الشغل الشاغل للمجتمع الدولي. إذ أعلن ترامب أن "الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على قطاع غزة"، مشدداً على ضرورة "انتقال الفلسطينيين إلى أماكن أخرى." ولكن لم يقدم أي تفاصيل تذكر بشأن هذا المخطط، مما أثار موجة من الغضب الدولي. وقد أدانت السلطة الفلسطينية وحركة حماس والعديد من الزعماء في العالم العربي والغرب هذه التصريحات بشدة، في حين حاول بعض حلفاء واشنطن النأي بأنفسهم عن هذا المخطط.
إذن لماذا أقدم ترامب على هذه التصريحات؟ ولماذا يريد غزة؟ وهل يمكن تنفيذ الخطة التي عرضها؟ للإجابة على هذه الأسئلة:
الرئيس الأمريكي ترامب الذي وصل إلى منصبه تحت شعار "إعادة أمريكا إلى عظمتها" يقدم أكثر المقترحات جنونًا وتحديًا في التدخلات الخارجية، وهو تحويل غزة إلى "لاس فيغاس" الثانية، هل هذا المشروع العقاري يعود إلى صهره اليهودي جاريد كوشنر؟
ترامب، الذي قاد حملته الانتخابية تحت شعار "إعادة أمريكا إلى عظمتها"، قدَّم عقب توليه الرئاسة اقتراحًا للتدخل الخارجي هو الأكثر جرأة وصعوبة منذ غزو العراق قبل أكثر من 20 عامًا. ففي المؤتمر الصحفي الذي عقده مع القاتل نتنياهو، قال ترامب إن الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على غزة، مشيرًا إلى أن هذا "سيجلب الاستقرار لهذه المنطقة من الشرق الأوسط وربما للشرق الأوسط بأسره". في الواقع، كان يجب أن يقول إنها خطة ستحول الشرق الأوسط إلى فوضى وتزيده اشتعالًا. لم يسبق لأي رئيس أمريكي أو مفاوض للسلام في الشرق الأوسط أن اقترح الفكرة التي قدمها ترامب، إنه يعتبرها الحل لإنهاء الصراع الذي استمر أجيالًا بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وفي ذات الوقت فرصة لمشروع عقاري. ورغم أن الفكرة كانت جريئة، إلا أنه كان واضحا منذ البداية أنها ستواجه تحديات كبيرة داخليًا وخارجيًا، ومن غير المرجح أن تسعى الولايات المتحدة إلى تنفيذها فعليًا.
لقد أثار اقتراح ترامب بتهجير 2.2 مليون فلسطيني من ديارهم ردود فعل غاضبة في العالم العربي. إن التدخل المباشر للولايات المتحدة في غزة سيؤدي إلى توسيع وجود واشنطن في الشرق الأوسط بشكل جذري، وسيؤثر بشكل عميق على مصير المنطقة التي دمرتها الصراعات المستمرة بين حماس وجيش الاحتلال. وأثناء إعلان ترامب عن فكرته الواسعة بينما كان يقف بجانب نتنياهو المبتسم في البيت الأبيض، لم يقدم ترامب أي تفاصيل تذكر كعادته. ولم يستبعد الرئيس، الذي طالما عارض التدخل العسكري الأمريكي في الخارج، إرسال القوات الأمريكية لتأمين غزة أثناء إعادة بنائها. وعندما سئل عن إمكانية نشر القوات الأمريكية هناك، قال: "سنفعل ما يلزم... سنسيطر عليها ونعمل على تطويرها." إن أحد الأبعاد الرئيسية للخطة كان متعلقًا بالمشروعات العقارية. فترامب، الذي يعتبر نفسه مقاولًا، وصهره جاريد كوشنر، اليهودي الصهيوني، كانا قد صرحا العام الماضي أن "العقارات الساحلية في غزة قد تكون ذات قيمة كبيرة، وأن على إسرائيل إخراج المدنيين (الفلسطينيين) أثناء تطهر غزة". وعندما سُئل عن الذين سيعيشون في المناطق المُعاد بناؤها، أكد أن الخطة تتضمن إخراج الفلسطينيين من أرضهم بشكل دائم وإعادة توطينهم في أراض أخرى.
هل أثارت الخطة غضب الشرق الأوسط؟
ولكن لم يقدم ترامب أي تفاصيل حول الأماكن التي يمكن أن يتم فيها إنشاء مستوطنات جديدة للاجئين. وأعاد تأكيد أن مصر والأردن يجب أن يقبلا سكان غزة. لكن هذين البلدين رفضا هذا الاقتراح بشكل قاطع. فالفلسطينيون مثل الإسرائيليين، يرغبون بالبقاء في أراضيهم. إن الدول العربية المجاورة، وحتى التي تربطها علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة، لن تدعم تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة. فقد أعلنت وزارة الخارجية السعودية، في بيان لها، أنها "ترفض بشكل قاطع أي محاولة لإجبار الشعب الفلسطيني على مغادرة أراضيه".
وقد صرح صهر ترامب، جاريد كوشنر، العام الماضي بأن "العقارات الساحلية في غزة يمكن أن تكون ذات قيمة كبيرة"، وأن على إسرائيل إخراج المدنيين أثناء "تطهيرها" للقطاع. وعندما سُئل ترامب عمن سيعيش في المناطق التي سيعاد إعمارها اليوم، قال ترامب إن "مواطنين من مختلف العالم" سيتم توطينهم هناك. ثم خرج المتحدث باسم البيت الأبيض ليقول إن كلمات الرئيس قد أُسيء تفسيرها، وإن الفلسطينيين الذين سيخرجون من المنطقة سيعودون بعد إعادة إعمار غزة. فهل يمكن تصديق ذلك؟