ما الذي سوف يعود على إٍِقليم كردستان العراق بعد رسالة أٍِوجلان .. وهل تنتهي بؤر التوتر في الإٍِقليم والمنطقة؟
بداية يقول الكاتب والباحث في الشأن السياسي والمتخصص بالشؤون الكردية، السيد كفاح محمود:"إذا تم بالفعل تطبيق ما طلبه (أوجلان) من عناصر حزبه المسلحة برمي السلاح والذهاب إلى الخيار السلمي والديمقراطي في
حل قضيتهم وحل حشدهم والاندماج في ذراعهم المدني الذي يعمل في تركيا ولديه مقاعد في البرلمان التركي، بالتأكيد سيكون لهذا الأمر أثرا طيبا على إقليم كردستان".
وأضاف في حديثه لـ"
سبوتنيك" :"أن المناطق التي يحتلها حزب العمال في الإقليم قد تم تدميرها بالكامل وتم تدمير بنيتها التحتية، بمعنى أن هناك أكثر من 800 قرية قد تم هجرها من قبل سكانها، لأنها إما مسيطر عليها من قبل حزب العمال الكردستاني التركي، وأما خاضعة لبعض القواعد العسكرية التركية، أو ساحة قتال ما بين القوات التركية و بين عناصر حزب العمال".
وتابع محمود، " تلك القرى كانت تضم آلاف السكان ومئات البساتين وينابيع المياه التي تم هجرها، إن لم تكن قد دُمرت أيضا".
وقال الباحث في الشؤون الكردية: "اعتقد أن إدارة الإقليم قد فشلت طوال السنوات الطويلة الماضية في إقناع عناصر هذا الحزب بالذهاب إلى الأراضي التركية، لأنها هي المكان الأمثل والمكان الطبيعي لنضالهم، خاصة وأن معظمهم من الأتراك".
ويرى محمود، "إذا تحققت دعوة أوجلان على أرض الواقع أعتقد أن إدارة الإقليم الخدمية ستقوم بإعادة الحياة إلى هذه القرى وتُعيد سكانها إِليها، من المعلوم أن هذه المناطق بأكملها تم تخريب شبكات الكهرباء والمياه و كثير من الخدمات التي كانت تتمتع بها هذه القرى سواء من
حزب العمال أو من القصف التركي، هذه واحدة من أهم المكاسب التي سيحصل عليها إقليم كردستان، خاصة إذا ما حصل في المقابل أيضا في في مناطق الإدارة الذاتية في في سوريا إذا ما وافقت هي الأخرى على الحل السياسي مع دمشق،لأنها تقع أيضا ضمن دائرة حزب العمال الكردستاني".
وأشار محمود، إلى أنه "إذا تم فك الارتباط ما بين حزب العمال الكردستاني التركي وبين إدارة المناطق ذاتية الحكم في في سوريا في شمال شرق البلاد، اعتقد هذا الأمر سيدفع الإدارة هناك بأن تتخذ خطوة متقدمة لحل سياسي مع النظام الجديد في سوريا".
من جانبه يقول الخبير والمستشار العسكري العراقي السابق، صفاء الأعسم: "إِن عناصر حزب العمال الكردستاني متواجدين في
الداخل العراقي والسوري والتركي، علاوة على أن هناك تنظيمات لحزب العمال موجودة إلى الآن في الجارة إيران، نحن نتحدث عن منطقة كبيرة لذلك يجب أن يكون هناك توافق بين أعضاء الحزب داخل تلك البلدان وأن يلتزم الجميع برسالة أوجلان".
وأضاف في حديثه لـ"
سبوتنيك": "وفي اعتقادي أن الأمر لن يكون بتلك السهولة، حيث تحدثت بعض التقارير الإعلامية عن رفض بعض أعضاء حزب العمال رسالة أوجلان الداعية إلى ترك السلاح وحل الحزب واعتباره منظمة سياسية لها علاقة بالكتل والأِحزاب"
وتابع الأعسم، "إلى الآن لم تتضح المواقف بشكل حقيقي، هناك اعتراضات على الرسالة وعلى عملية حل الحزب وخاصة
الجانب العسكري، وفيما يتعلق بالمصالح العراقية الناجمة عن تلك الخطوة التي اتخذتها أوجلان، نجدها تعطي نوع من الارتياح للداخل والاطمئنان على أٍِن الجانب التركي سوف ينسحب من الأٍِراضي العراقية لفقدانه مبررات الدخول والتواجد في شمال البلاد".
وفيما يتعلق بالفوائد التي تعود على كردستان إٍِذا ما تم التوافق على رسالة أٍِوجلان يقول الأعسم: "الجميع يعرف أٍِن هناك أٍِحزاب داخل الإٍِقليم متعاونة حزب العمال الكردستاني وتدعمه، بالتالي تلك الأٍِحزاب ستكون في حل من هذا الدعم، علاوة على أٍِن هذا الهدوء سوف يؤثر كثيرا على
الجانب الإٍِقليمي وسيكون هناك هدوء واستقرار في الشمال العراقي نظرا لأٍِن الحزب كان يعمل داخل العراق منذشس أٍِكثر من 44 عاما".
في المقابل يقول الدكتور سمير صالحة، الأكاديمي والمحلل السياسي التركي: "إن الرسالة التي بعث بها عبد الله أوجلان مؤسس حزب العمال الكردستاني من محبسه للحزب من أجل وقف
العمليات المسلحة سبقها الكثير من الحراك بشكل مباشر وعلني وأيضا بشكل غير مُعلن على المستوى الداخل التركي وعلى مستوى الإقليم".
وأضاف صالحة في حديث سابق لـ"
سبوتنيك": "أن هناك أكثر من عامل من وجهة نظري سبق رسالة أوجلان، على مستوى الداخل التركي كانت هناك أجواء سياسية اقتصادية إيجابية دفعت بالداخل التركي إلى نقاش جديد من هذا النوع، بجانب أن العامل الإقليمي لا يقل أهمية نظرا لوجود الكثير من المتغيرات والحديث المستمر عن شرق أوسط جديد، خاصة في التصريحات
الإسرائيلية ومحاولة تل أبيب باستمرار اللعب بالورقة الكردية في سوريا ضد تركيا".
وتابع: "الآن أمام تركيا أسباب ودوافع من أجل فتح الطريق أمام تلك الرسالة، حيث تحاول إسرائيل التأثير في سوريا وشرق الفرات، كل العوامل السابقة مهمة من أجل الوصول إلى
نتائج إيجابية، لكن أظن أن الوقت لا يزال مبكرا لكي نحكم على النتائج التي سوف تلي رسالة أوجلان، وهل سيكون هناك نقاش جديد في الداخل التركي متمم للنقاش الذي كان يفترض أن يبدأ قبل عشر سنوات في اسطنبول".
وأشار صالحة، إلى أنه"حتى الآن لا أحد يعرف تفاصيل ما سيحدث مع حزب العمال الكردستاني وقيادته في السجون وفي الجبال ، كيف سيكون الشكل من الناحية التقنية".
وحول توقيت الرسالة وما حملته من تحول في قيادة ومنهجية حزب العمال يقول صالحة: "الرسالة تحمل في طياتها الكثير من التحول، خاصة وأن أوجلان يقوم بعملية نقد ذاتي، وتحتاج تلك الوثيقة إلى وقت كافي لكي نعرف كيف سيتم التعامل معها مستقبلا".
وأعلن حزب العمال الكردستاني، السبت الماضي، وقف إطلاق النار مع تركيا استجابة لدعوة زعيمه عبدالله أوجلان، لحل الجماعة ونزع سلاحها.
وقال الحزب في بيان له: "نعلن وقفا لإطلاق النار يسري ابتداء من اليوم السبت، ولن تنخرط أي من قواتنا في أي عمل مسلح ما لم تتعرض لهجوم"، وفقا
لشبكة "رووداو" الكردية.
وجاء في بيان اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني، تحت عنوان "إلى شعبنا الوطني والرأي العام"، إن "نداء القائد عبد الله أوجلان، الصادر في 27 فبراير(شباط) بعنوان "نداء السلام والمجتمع الديمقراطي" يضيء الطريق أمام جميع قوى الحرية والديمقراطية، ويُعد بمثابة مانيفستو العصر، وبما أن هذا المانيفستو قد تعزز لدى شعبنا ولدى الإنسانية، فإننا نحيي القائد آبو، بكل احترام".
وأكد البيان أن "هذا النداء يأتي في سياق عملية تاريخية بدأت في كردستان والشرق الأوسط"، مشيرًا إلى أن "هذه الخطوة سيكون لها تأثير كبير على تطور القيادة الديمقراطية والحياة الحرة على مستوى العالم".
وشدد الحزب على أن "إطلاق نداء بهذا الشكل خطوة في غاية الأهمية، لكن تحقيقه بنجاح أكثر أهمية"، مؤكدًا أن "حزب العمال الكردستاني يلتزم بهذا النداء بشكل مباشر، وسيتخذ خطوات، وفقاً لضروراته ومتطلباته".
وأشار البيان إلى أن "هيكل القيادة والمجلس المركزي لحزب العمال الكردستاني يشكلان
القوة المنظمة للنضال"، مؤكدًا أن "الحزب خاض نضالا تاريخيا كبيرا خلال القرن الماضي في كوردستان، وحقق إنجازات عظيمة من خلال التضحيات والالتزام والمقاومة".
وأضاف: "نحن نستذكر بكل تقدير واحترام شهداء النضال من أجل الحرية، ونجدد عهدنا بمواصلة المسيرة بنفس العزيمة والإصرار".
وأكد حزب العمال الكردستاني في بيانه أنه "يدخل مرحلة جديدة من النضال، مستفيدا من الرؤية الاستراتيجية للقائد آبو (أوجلان) والتجربة التاريخية للحزب، من أجل تحقيق أهدافه عبر نهج سياسي ديمقراطي".
وفي وقت سابق، دعا زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، جميع المجموعات الكردية المسلحة للتخلي عن السلاح وحلّ نفسها.
وجاء في بيان لمؤسس حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، نشره حزب "الديمقراطية والمساواة للشعوب" التركي الموالي للأكراد بعد زيارته في سجن جزيرة "إمرالي": "في ظل المناخ الحالي، الذي تشكل بدعوة دولت بهتشلي، والإرادة التي أظهرها السيد رئيس الجمهورية (رجب طيب أردوغان)، والمواقف الإيجابية للأحزاب السياسية الأخرى تجاه هذه الدعوة،
أتوجه بالدعوة إلى التخلي عن السلاح، وأتحمل المسؤولية التاريخية لهذه الدعوة".
وبدأ الصراع المسلح مع حزب العمال الكردستاني في تركيا عام 1984، و استؤنف عام 2015.
وتوجد في شمال العراق قواعد لحزب العمال الكردستاني، حيث تقوم القوات المسلحة التركية بعمليات جوية وبرية ضدها بشكل متكرر.
وأصبح وجود القوات التركية في معسكر "زليكان" شمال شرقي الموصل، نقطة خلاف بين بغداد وأنقرة، إذ تبرر الأخيرة انتشارها بأنه "ضروري".