الخارجية الايرانية: إيران لم تتلق رسالة من أمريكا ولا تفاوض تحت الترهيب والتهديد

موقع المنار

الخارجية الايرانية: إيران لم تتلق رسالة من أمريكا ولا تفاوض تحت الترهيب والتهديد

  • منذ 2 ساعة
  • العراق في العالم
حجم الخط:

اسماعيل بقائي

أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية اسماعيل بقائي أن بلاده “لم تتلق رسالة من أمريكا”، وذلك رداً على ادعاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن إرسال رسالة إلى إيران. ورداً على سؤال حول المفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية، قال بقائي “يتم التأكيد مرة أخرى على أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم تغلق أبداً باب المفاوضات بالمعنى الحقيقي للكلمة، لكننا لا نقبل أي إقتراح تفاوض يقوم على الترهيب والتهديد ونحن لا نعتبره تفاوض”.

ورداً على الادعاء بأن أمريكا بادرت بالتفاوض بكتابة رسالة، أكد بقائي أن “المفاوضات في ظل مناهج تقوم على التآمر والبلطجة والتنمر والضغط لا معنى لها في الأساس وقد أعربت الجمهورية الإسلامية الأیرانیة عن موقفها بوضوح شديد في هذا الصدد”.

وحول الموافقة على القرار ومسؤولية سويسرا تجاه الوثائق الدولية، اوضح أنه “في أيلول/سبتمبر 2024، تمت الموافقة على قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة، كان من بين بنوده طلب إلى سويسرا باعتبارها الراعي والمؤسس للوثائق الدولية للحقوق الإنسانية، وخاصة اتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949، بشأن حماية وحماية المدنيين والأهداف المدنية في الهجمات المسلحة”، متابعاً “كان من المقرر أن يعقد هذا الاجتماع يوم 7 آذار/مارس الجاري وكان هدفها الأساسي هو الموافقة على أحكام القانون الدولي الإنساني في الأراضي المحتلة في فلسطين وغزة من قبل الأعضاء الملتزمين بهذه الوثائق وقد أدرج هذا الطلب في هذا القرار باعتباره طلباً من المجتمع الدولي كما أثير هذا الطلب في أحد الاجتماعات التشاورية لمحكمة العدل الدولية وفي هذه الأشهر القليلة جرت مشاورات مكثفة ومفصلة، خاصة بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في جنيف لعقد الاجتماع “.

وأضاف بقائي “لقد شعرنا بالأسف الشديد والمفاجأة بأن سويسرا قررت أخيراً عدم عقد هذا الاجتماع، وهذا الموضوع كان من بين القضايا التي تمت مناقشتها في الاجتماع الأخير، كما أعرب وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي عن أسفهم لعدم عقد هذا الاجتماع والحقيقة أنه خلال العامين الماضيين حدثت انتهاكات واسعة النطاق للحقوق الإنسانية الدولية، لكن لم يكن هناك أي رد فعل من الأطراف التي تعتبر نفسها هي المسؤولة عن هذه القضية”.

ولفت إلى أن “قرارات الاجتماع الأخير لمنظمة التعاون الإسلامي سترسل إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة”.

 أما عن تفاصيل اجتماع جدة وقرار الدول الإسلامية بشأن خطة التهجیر القسري لأهل غزة، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية “تم نشر الوثيقة التي وافقت عليها منظمة التعاون الإسلامي، وتم التأكيد في الوثيقة على مركزية قضية فلسطين بالنسبة للأمة الإسلامية والعالم الإسلامي”.

وأشار بقائي إلى مسألة التهجير القسري لسكان غزة والضفة الغربية، قائلاً “موقف منظمة التعاون الإسلامي في مجال الضم كان سريعاً وواضحاً وعارضت الدول الأعضاء في هذه المنظمة بشدة أي خطة من شأنها أن تؤدي إلى نقل وإعادة تهجير الشعب الفلسطيني داخل الأراضي المحتلة أو خارجها، ووصفتها بالتطهير العرقي  كما تم الترحيب بالخطط الإقليمية لإعادة إعمار غزة في أطر زمنية محددة، دون نقل وتهجير الشعب من منازلهم وبيوتهم”.

وتابع قائلاً إن “التأكيد على تقديم المساعدات الإنسانية والدعم السياسي والمالي للشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية كان أيضًا من بين القضايا المطروحة ومن النقاط المحزنة المذكورة في هذه الوثيقة تأكيد الدول الإسلامية على ضرورة مساعدة أيتام غزة”.

المستجدات في سورية تضع الحكام الجدد امام اختبار مهم

وحول المستجدات الاخيرة على الساحة السورية، قال بقائي “شهدت الأيام الأخيرة أحداث مؤسفة ومحزنة في مناطق مختلفة من سورية، وخاصة في الساحل الغربي للبلاد”، معرباً عن قلقه “إزاء الأخبار والتقارير الواردة عن انعدام الأمن والعنف واحتجاز الرهائن في هذه المناطق”.

وفي هذا السياق، اكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية على إدانة بلده الشديدة لمثل هذه التصرفات، مضيفاً بأن “أي عمل من أعمال العنف والقتل والاعتداء أمر مدان ولا يوجد أي مبرر له، والهجوم على العلويين والمسيحيين والدروز وغيرهم من الأقليات، قد احزن المشاعر الإنسانية والضمير الإنساني في دول المنطقة وعلى المستوى الدولي”.

واستطرد بقائي ، معتبراً أن هذه المستجدات “تضع حكام سورية الجدد امام اختبار مهم وحقيقي جداً للوفاء بمسؤولياتهم في حماية أرواح وممتلكات جميع السوريين. كما أن هذه المسؤولية تقع على عاتق جميع الأطراف التي تعتبر نفسها صاحبة تأثير في التطورات في سورية”.

وأضاف “نأمل حقاً أن تتوقف عمليات القتل والعنف ضد مختلف فئات الشعب السوري. كما أننا نرى بأن مثل هذه الأحداث والمواجهات ستزيد الوضع الأمني والسياسي في المجتمع السوري تعقيداً، والأطراف التي لن ترغب أبداً في خير الشعب السوري والمنطقة برمتها ستستغل هذا الوضع بشكل مناسب لها”.

الاتهامات الموجهة لإيران بالتدخل في سوريا وتشكيل غرفة عمليات في العراق سخيفة ومرفوضة تماماً

وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية حول عقد اجتماع حول سوريا دون حضور إيران “نحن بصدد اجتماع تشارك فيه دول الجوار لسوريا  وسيعقد هذا الاجتماع بحضور عدد قليل من الدول المعروفة بجيران سوريا وجميع الأطراف التي لها دور أو تأثير ونفوذ في التطورات في سوريا هي المسؤولة بشكل مباشرعن التطورات في سوريا ونأمل أن تکون على وعي بآثار وتداعیات أفعالها وردود أفعالها على السلام والأمن في المنطقة واستقرار هذا البلد.”

واعتبر استمرار الاتهامات الموجهة لإيران بشأن التدخل في سوريا وتشكيل غرفة عمليات في العراق “أمرا سخيفا ومرفوضا تماما”.

وأكد أن هذه الادعاءات والمزاعم “لن تساعد على تحسين الوضع وهذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة و المهم هو أن يتوقف قتل الأبرياء من مختلف الفئات في سوريا في أسرع وقت ممكن، وخاصة الأقليات التي تتعرض للأذى والجرائم  وهذا هو القلق الأكثر أهمية الذي ينبغي أن يحظى باهتمام المنطقة برمتها وكل الناشطين في القضية السوري”.

اللقاء بين وزيري الخارجية الايراني و التركي في جدة

وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية أسباب استدعاء السفير الإيراني الی الخارجية التركية، فقال “بعد أن اتخذت إيران موقفا من التصريحات غير المقبولة للمسؤولين الأتراك بشأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، تم استدعاء السفير التركي في طهران وتم نقل احتجاجاتنا إليه رسمياً. في المقابل، استدعت تركيا أيضا سفيرنا وأعربت عن وجهة نظرها”.

وتابع بقائي “في اللقاء الذي عقد على هامش قمة منظمة التعاون الإسلامي في جدة بين وزيري خارجية إيران وتركيا، تم نقل وجهات نظر إيران وشكواها بشكل شفال إلى نظيره التركي، وتم التأكيد على أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تولي أهمية كبيرة للعلاقات الثنائية بين البلدين”، متابعاً “في الوقت نفسه، فإننا لا نقبل التوجهات التي تعتمد على الإسقاطات وإلقاء اللوم على الآخرين فيما يتعلق بمستجدات الساحة السورية ونتوقع من جميع الدول التي تلعب دوراً في تطورات سوريا أن تفي بمسؤولياتها على أكمل وجه وأن تمتنع عن التصريحات غير الواقعية التي تعقد القضايا الاقليمية وتجعلها اكثر غموضا”.

أبعاد مقتل المواطنين الإيرانيين في فرنسا لا تزال مجهولة بالنسبة لنا

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية حول مقتل بعض الرعايا الإيرانيين في فرنسا إن “وزارة الخارجية ترى أن من واجبها حماية حقوق الإيرانيين في أي مكان في العالم”، موضحاً أنه “لم تتضح لنا حتى الآن أبعاد مقتل المواطنين الإيرانيين اللذين قتلا في فرنسا قبل نحو 3 أشهر خلال إحدى العمليات وليس من الواضح لنا ما إذا كانت هذه عملية إرهابية أم أنها مبنية على الكراهية العنصرية”.

وأكد بقائي أنه “قمنا بمتابعات مستمرة بهذا الشأن من خلال السفارة الفرنسية في طهران وأيضا من خلال السفارة الإيرانية في باريس، لكن للأسف لم تصلنا حتى الآن أي معلومات بهذا الشأن وليس من الواضح لنا ما إذا كانت الإجراءات القضائية قد بدأت أم لا وهذه القضية هي أحد المطالب التي سنطرحها مع السلطات الفرنسية”.

وقال أيضًا عن اختفاء مواطنة إيرانية أخری في فرنسا “للأسف، اختفى قبل أيام أحد المواطنين الإيرانيين الذين يعيشون في فرنسا، وكانت امرأة في منتصف العمر وأستاذة جامعية ولم نتمكن بعد من الحصول على معلومات مفصلة عن حالتها من السلطات المختصة في فرنسا”.

على الدول قطع أي دعم مالي وعلاقات تجارية مع الکیان الصهيوني

 وفيما يتعلق بجهود الدول الإسلامية لوقف القتل في غزة، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية “في العامين الماضيين، أعربت العديد من الدول الإسلامية عن معارضتها للدعم المالي والعسكري والسياسي للکیان الصهيوني ولقد كنا جزءًا من هذه العملية والسبب واضح تمامًا”.

وأضاف “لقد حدثت إبادة جماعية في غزة وما زالت مستمرة بطرق مختلفة، مثل قطع المياه والكهرباء وتجويع الناس، ولا شك في ذلك”.

وتابع بقائي “تم فتح ملفات بهذا الشأن سواء في محكمة العدل الدولية أو المحكمة الجنائية الدولية كما أعلن مقررو حقوق الإنسان التابعون للأمم المتحدة بوضوح أن ما حدث في غزة كان إبادة جماعية”.

وأضاف “على الدول التزامات بموجب الاتفاقية ومعاهدة معاقبة الإبادة الجماعية وعلی الحکومات الامتناع عن تقديم أي مساعدة للطرف الذي يرتكب جريمة الإبادة الجماعية وعليها استخدام كافة الوسائل لوقف الإبادة الجماعية”.

واستطرد قائلاً “الخطوة الأولى هي وقف إرسال الأسلحة إلى الکیان الصهيوني، وهو ما لم يتحقق بعد للأسف، وتواصل الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية تقديم كافة أنواع الأسلحة لهذا الکیان وعلى الدول أن توقف أي دعم مالي أو علاقات تجارية مع هذا الکیان طالما استمر الاحتلال وارتکاب الجرائم ولسوء الحظ، لم يتوقف هذا الدعم قط خلال هذه العقود الثمانية”، مضيفاً “هذا القرار لا يقتصر على الدول الإسلامية فقط ومؤخرا، أكد الاتحاد الأفريقي أيضا في قراراته على ضرورة قيام الدول بوقف أي مساعدات مالية وأسلحة للكيان الصهيوني”.

اجتماع الخبراء بين إيران والترويكا الأوروبية قد يعقد في نهاية هذا الشتاء

 وعن ادعاءات والتهديدات بتفعيل آلية الزناد من قبل الدول الأوروبية، قال “لا نرى أي مبرر لتفعيل آلية الزناد ويبدو أن الأطراف الأخرى أيضاً توصلت إلى نتيجة مفادها أن هذا الإجراء ليس هو ما يريدون، ولا يمكنهم استخدامه كوسيلة لانتزاع النقاط”.

وقال إنهم “يدركون تداعیات أي استخدام لمثل هذه الآلية”، مضيفاً “من المحتمل أن تجرى في نهاية الشتاء الحالي محادثات مع الأطراف الأوروبية على مستوى الخبراء”.

وعن الادعاءات التي وردت في الاجتماع الأخير لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قال بقائي “المدير العام للوكالة، يكرر بعض التصريحات التي ليس لها أي أساس تقني وأغلبها سياسية وليس لهذا النهج أي تأثير سوى تأجيج الالتهابات ويشكك أيضًا في المکانة التقنیة للوكالة”.

 و قال إن “الادعاء بالقلق إزاء مستوى التخصیب ليس أكثر من سفسطة:  أولاً، وفقاً لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، لا توجد قيود على التخصيب، والمسألة الوحيدة هي التزام الدول بتعهداتها وإذا زاد التخصيب، فيجب أن تزيد عمليات التفتيش أيضاً، وهو ما نلتزم به وتعترف به الوكالة نفسها”.

وتابع قائلاً “التخصيب مسألة قد تزيد أو تنقص حسب احتياجات وتطبيقات الصناعة النووية، على سبيل المثال، في بعض الحالات، استخدمت إيران وقودًا بنسبة 20% و60% وحتى أعلى لمفاعل طهران البحثي ومن هذا المنطلق فإن استخلاص النتائج استناداً إلى تقرير يشكك في الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني لا يستند إلى بيانات تقنیة فحسب، بل إنه يتناقض أيضاً مع الحقائق العالمية وللأسف تتكرر هذه الاتهامات منذ 30 عاما دون تقديم أي مستندات في هذا الشأن”.

خطة حل الدولتين خداع لمزيد من التعدي على الأراضي الفلسطينية التاريخية

 وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية حول تحفظ الجمهورية الإسلامية الإيرانية على قرارات منظمة التعاون الإسلامي “تحفظنا على موافقات وقرارات منظمة التعاون الإسلامي ليس جديدا وكنا حاضرين في القرارات التي أصدرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى فيما يتعلق بقضية فلسطين وقضية حل الدولتين وقد أعلنت إيران موقفها الواضح”.

وتابع قائلا “نعتقد أنه يجب اتخاذ القرار بشأن النظام السياسي هناك من خلال استفتاء بحضور كافة سكان فلسطين التاريخية  ولكننا نرى حاليا كيانا استعماريا وعنصريا واحتلاليا احتل تقريبا كل أو معظم أراضي فلسطين التاريخية وارتكب جرائم دولية مختلفة ومن هذا المنطلق كان تحفظنا على أن يتم تسجيل موقفنا بشكل واضح من الناحية القانونية”.

العلاقة بين طهران وبكين مبنية على المصالح والاحترام المتبادل

 واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية العلاقات بين إيران والصين مهمة وجيدة للغاية، وقال إن “هذه العلاقات تقوم على المصالح والاحترام المتبادل بين البلدين اللذين يتمتعان بتاريخ تاريخي وحضاري طويل من التواصل مع بعضهما البعض و إن الصين لها قيمة كبيرة من حيث الدور الإيجابي والبناء الذي لعبته في منطقتنا في السنوات الأخيرة، ومن المهم مواصلة هذا الدور على مستوى المنظمات الدولية”.

وأضاف “الصين باعتبارها دولة تعتبر نفسها جزءًا من الجنوب العالمي والعالم النامي، تتخذ خطوات في العمليات المتعلقة بإنشاء المعايير الدولية من أجل المساعدة في تنمية البلدان، وهو أمر مهم للغاية ونأمل أن يستمر هذا الدور الإيجابي”.

الحوارات المستمرة تتواصل بين إيران وأفغانستان

 وقال عن تطورات العلاقات الإيرانية الأفغانية “هناك حوار مستمر بين المسؤولين في البلدين واهتماماتنا ومخاوفنا وهواجسنا مدرجة على جدول الأعمال الثابت لهذه المحادثات”، معرباً عن أمله في أن “تستمر هذه المحادثات وأن تؤدي إلى نتيجة بتفاهم مشترك بين الطرفين بشأن أهمية علاقات حسن الجوار وضرورة تحقیقها وعلى الجيران أن يراعوا دائما مبدأ حسن الجوار في العلاقات والمناهج التي لديهم تجاه بعضهم البعض”.



عرض مصدر الخبر



تطبيق موسوعة الرافدين




>