الحق والصحافة في العراق
في العراق، تُعدّ الصحافة مهنة محفوفة بالمخاطر، حيث يمكن أن يكون ثمن الكلمة الصادقة هو حياة الصحافي نفسه. حرية التعبير، التي تُعتبر حقًا أساسيًا في الدول الديمقراطية، تواجه تحديات كبيرة في بيئةٍ يتداخل فيها النفوذ السياسي والمصالح الاقتصادية مع غياب الحماية القانونية الكافية للصحافيين.
الصحافي الذي يسعى لكشف الحقيقة في العراق قد يواجه تهديدات مباشرة، مثل التهديد بالقتل أو الاختطاف، فضلًا عن المضايقات القانونية والاعتداءات الجسدية. في كثير من الحالات، يُصفّى الصحافيون أو يُجبرون على الهروب من البلاد، في ظلّ غياب تحقيقات جدية ومحاسبة للمجرمين.
من أكبر التحديات التي تواجه الصحافة في العراق هي ثقافة الإفلات من العقاب. فالمسؤولون عن استهداف الصحافيين نادرًا ما يُحاسبون، ما يجعل الجرائم ضدّ الإعلاميين تتكرّر من دون رادع. ووفقًا للتقارير الدولية، فإنّ العراق من بين أخطر الدول على الصحافيين، حيث قتل العشرات خلال السنوات الماضية من دون محاسبة الجناة.
المسؤولون عن استهداف الصحفيين في العراق نادرًا ما يُحاسبون
لا يقتصر القمع على العنف الجسدي، بل يمتدّ إلى الرقابة وتقييد المحتوى الإعلامي. فالصحافي الذي يتناول قضايا الفساد أو الانتهاكات الأمنية قد يجد نفسه محاصرًا بين تهديدات غير معلنة، أو يواجه دعاوى قضائية تستهدف إسكات صوته. وفي ظلّ هذه الظروف، يتجه كثير من الإعلاميين إلى الرقابة الذاتية أو العمل في مؤسسات غير مستقلة.
رغم التحديات، لا يزال هناك صحافيون شجعان يصرّون على نقل الحقيقة، مستخدمين وسائل التواصل الاجتماعي ومنصّات إعلامية مستقلة لمحاولة إيصال أصواتهم. كما أنّ الضغط الدولي ومنظمات حقوق الإنسان تلعب دورًا في تسليط الضوء على هذه الانتهاكات، ما قد يساهم في تحسين الأوضاع مستقبلاً.
الصحافة في العراق ليست مجرّد مهنة، بل هي معركة من أجل الحقيقة والعدالة. لكن هذه المعركة قد تكون مكلفة، حيث يختفي الصحافي أو يُقتل وكأنّه لم يكن. يبقى السؤال: إلى متى ستظل الكلمة الحرّة في العراق تُدفع بالدم؟