الأمطار تنعش مخزون العراق من المياه.. نهاية الجفاف؟

العربي الجديد

الأمطار تنعش مخزون العراق من المياه.. نهاية الجفاف؟

  • منذ 4 ساعة
  • العراق في العالم
حجم الخط:

انتقد خبراء ضعف إدارة ملف تخزين المياه وحصادها في العراق، مؤكدين أن تخلّف السدود المائية تسبب بهدر مليارات المترات المكعبة من مياه السيول والأمطار، وهو ما يؤثر سلباً في المواسم الزراعية ويتسبب بخسائر كبيرة، في الوقت الذي أكدت فيه وزارة الموارد المائية أن موسم الأمطار الأخير في العراق عزز المخزون المائي للبلاد، وهو ما يساهم في التخفيف من الأزمة المائية في البلاد.

وقال الخبير المائي، باسم الوندي، إن سياسات العراق المائية ضعيفة جداً، وتسببت بهدر كميات كبيرة من المياه نحن بأمسّ الحاجة إليها. وأضاف في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن الحكومات العراقية المتعاقبة فشلت في إدارة الملف المائي، وتركت إيران وتركيا تتحكمان بالحصص المائية للعراق، من دون أن تكون هناك أي إجراءات ومعالجات، عدا تقبّل هذا الواقع وتقليص المساحات الزراعية وحرمان محافظات عدة الخطط الزراعية بشكل كامل". 

وأكد أن "حصاد مياه الأمطار والسيول كان من الممكن أن يخفف من أزمة الجفاف، لو كانت هناك سدود تتناسب وحاجة البلاد"، مشدداً على أن "الملف خطير للغاية، وأن المعالجات الحالية معالجات وقتية، رغم الحاجة إليها، لكن البلد بحاجة الى استراتيجية مائية شاملة". وقلصت السلطات العراقية مساحة الأراضي التي تشملها الخطة الزراعية الموسمية إلى النصف، وصولاً إلى استبعاد محافظات معيّنة من الخطة بالكامل، بسبب موجة الجفاف غير المسبوقة في البلاد بتأثير قطع إيران روافد نهر دجلة. ويمتلك العراق حالياً 25 سداً لتجميع المياه في مناطقه الشرقية والجنوبية.

تعزيز المخزون المائي في العراق

وأكدت وزارة الموارد المائية العراقية تعزيز المخزون المائي بـ 300 مليون متر مكعب نتيجة الأمطار الأخيرة والسيول، معبّرة عن تفاؤلها بالتخفيف من أزمة المياه في الموسم الزراعي المقبل. وقال وزير الموارد المائية العراقي، عون ذياب، في تصريح لوكالة الأنباء العراقية (واع) الجمعة، إن "الأمطار التي هطلت على العراق خلال الأيام الماضية حققت ريّة كاملة لكل المحافظات، وأن هذه الريّة لها قيمة عالية من الناحيتين النوعية والكمية"، مبيناً أن "الوزارة قلصت الإطلاقات المائية، وقللت تدفق المياه من الشمال إلى الجنوب للحفاظ على المخزون المائي في السدود والخزانات". 

وأشار الوزير الى أنه "من خلال أمطار الأيام الماضية استطعنا الحصول على 100 مليون متر مكعب في السدود، و100 مليون متر مكعب في بحيرة الثرثار، و100 مليون متر مكعب في الأهوار"، مؤكداً أننا "نأمل أن تهطل أمطار أخرى قريباً، وهناك توقعات في شهر إبريل/نيسان أيضاً تبشر بخير بوجود أمطار، ونحاول جهد الإمكان تعزيز المخزون المائي لمواجهة احتياجاتنا في الصيف القادم".

من جانبها، أكدت لجنة الزراعة والمياه البرلمانية أن هناك 10 مناطق مرشحة لتطبيق استراتيجية حصاد الأمطار شرقيّ العراق، وأن مياه الأمطار في هذه المناطق يمكن أن تعالج أزمة الجفاف. وقال عضو اللجنة، ثائر الجبوري، إن "مناطق شرقيّ العراق تتميز بمعدلات أمطار عالية، ما يؤدي إلى تدفق سيول في موسم الشتاء والربيع، تقدَّر في بعض الأحيان بمئات الملايين من الأمتار المكعبة، خصوصاً في ثلاث محافظات، هي ميسان وواسط وديالى".

وأكد الجبوري في تصريح إعلامي أمس السبت، أن "هناك 10 مناطق مرشحة لتطبيق استراتيجية حصاد الأمطار، من خلال السعي لتطبيق آليات تضمن حصر هذه المياه والاستفادة منها في مواسم ذروة الجفاف". وأشار إلى أن "هناك اهتماماً خاصاً في قاطع ديالى وواسط وميسان، بهدف خلق آليات تسهم في إمكانية استغلال هذه المياه في تخزينها، وبالتالي استخدامها في محطات الرسالة أو لسقي البساتين والمزارع".

وأشار إلى أن "هذه المياه يمكن أن تعالج أزمة الجفاف التي ضربت هذه المناطق، وخصوصاً في الصيف"، لافتاً إلى أن "هناك جهوداً من قبل وزارة الموارد المائية لتحديد إمكانية بناء السدود أو نقل هذه المياه إلى مناطق أخرى، للاستفادة الأكبر من هذه المياه لإنعاش مناطق زراعية مترامية، خصوصاً القرى الحدودية والقصبات القريبة منها".



عرض مصدر الخبر



تطبيق موسوعة الرافدين




>