السوداني يتعهّد لواشنطن بحماية مستشاري التحالف الدولي في العراق

العربي الجديد

السوداني يتعهّد لواشنطن بحماية مستشاري التحالف الدولي في العراق

  • منذ 8 ساعة
  • العراق في العالم
حجم الخط:

جدّد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، مساء الأحد، تعهداته للولايات المتحدة الأميركية بحماية مستشاري التحالف الدولي في العراق من أي اعتداء قد يتعرضون له، فيما أكد حصر استخدام القوة "بيد الدولة" في بلاده. جاء ذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه السوداني من وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، حيث بحث الجانبان ملفات عدّة تخص الاستقرار الأمني والإقليمي.

ويأتي الاتصال الهاتفي بالتزامن مع ترقب لموقف فصائل مسلّحة عراقية حليفة لإيران، بدخولها على خط التصعيد الذي تشنه الولايات المتحدة ضد جماعة الحوثيين في اليمن، ومدى تأثير ذلك على المصالح الأميركية بالعراق. ووفقاً لبيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، فإن "الاتصال بحث الشراكة الاستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة، واهتمامهما المشترك بالاستقرار والأمن الإقليمي"، مبيناً أن "وزير الدفاع الأميركي استعرض التطورات المتعلقة بالعمليات العسكرية في اليمن".

وأكد الوزير أن بلاده "ستواصل عملياتها ما لم تتوقف الهجمات الحوثية على القوات الأميركية، وتأثيرها على الملاحة في البحر الأحمر"، مشيراً إلى أن واشنطن "لا تسعى إلى التصعيد، وأن العمليات العسكرية ستتوقف فور توقف هذه الهجمات". من جانبه، شدد رئيس الوزراء العراقي على أن "التهدئة والحوار هما السبيلان الناجعان لمعالجة الأزمات في منطقة حساسة وحيوية مثل الشرق الأوسط، وأن هذا النهج يمثل الموقف الثابت للعراق في التعامل مع التحديات الإقليمية، وأن العراق سيواصل العمل وفق هذا المبدأ".

وجدد السوداني "التزام العراق بحماية مستشاري التحالف الدولي الموجودين في العراق بناء على دعوة من الحكومة العراقية لدعم جهود مكافحة داعش"، كما شدد على التزام العراق بحصر استخدام القوة بيد الدولة وتعزيز الاستقرار الداخلي. وأكد الجانبان "التزامهما المشترك بمنع عودة التهديدات الإرهابية والأيديولوجيات المتطرفة، بما في ذلك داعش، وتعزيز الجهود المستمرة في مكافحة الإرهاب ودعم الأمن الإقليمي".

وتطرقت المحادثات، وفقاً للبيان الحكومي العراقي، إلى "الديناميكيات الأمنية الإقليمية، لا سيما الوضع المقلق في سورية". وأكد الطرفان عزمهما على "منع داعش في سورية من تشكيل أي تهديد، بعدما تمكن من الحصول على أسلحة جديدة، ويعمل على إعادة تنظيم صفوفه، وهو ما يستدعي استجابة جماعية من المجتمع الدولي لمنع أي تصعيد جديد يهدد الاستقرار". كما أكدا التزامهما بـ"الحفاظ على الاستقرار الإقليمي"، فيما أكد وزير الدفاع الأميركي التزام بلاده بـ"دعم أمن العراق واستقراره على المدى الطويل".

من جهته، أكد عضو في البرلمان العراقي ضمن التحالف الحاكم (الإطار التنسيقي)، لـ"العربي الجديد"، أن الاتصال ركز على ملف ضبط الفصائل العراقية وأهمية السيطرة عليها، وقال مشترطاً عدم ذكر اسمه إن "السوداني قدّم تطمينات لواشنطن بالتزام العراق بضبط الفصائل ومنع أي تحرك لها تجاه المصالح الأميركية داخل العراق أو خارجه".

يأتي ذلك وسط حالة من الترقب لمواقف الجماعات المسلحة في العراق، حيث من المفترض أن تعقد المقاومة الإسلامية، التي تضم عدداً من الفصائل، اجتماعاً سيناقش تداعيات العمليات العسكرية ضد الحوثيين في اليمن، واتخاذ قرارات مناسبة من أجل ذلك. ولوحت مليشيا "النجباء"، وهي من أبرز فصائل جماعة المقاومة الإسلامية في العراق، بالتحرك إزاء تطورات اليمن، وقالت المليشيا، في بيان صدر أمس الأحد، إن "الوجود الأميركي في المنطقة لم يجلب إلا الويلات، والقتل، والتشريد، وإبادة سكان هذه المنطقة، التي لم ترَ خيراً ولا استقراراً عند حلول دولة الظلم والتخريب، ونهب الخيرات في أي مكان".

وأكدت أنه "بعد وقف إطلاق النار في غزة الإباء، وبدء محور المقاومة في التهدئة دعماً منه للسبل التي تساهم في إيصال المساعدات لسكان غزة المبادة والمظلومة، ووفقاً لالتزامات الدول الضامنة، نرى ازدواجية أميركا، فنجدها اليوم تعتدي على يمن الصمود والبطولة والكرامة، لتمثل دور الحامي والمدافع عن المجرم الصهيوني"، وأضافت أن "التمادي، والعدوان الفج والمتمثل بأقبح صور الظلم لن يستمر، ولن ينال ما يريد من عزة وصمود الشعوب الحرة"، مهددة بالقول "سنرى وترون ونسمع وتسمعون، والعاقبة للمتقين".

يأتي ذلك في وقت تواصل فيه الحكومة في العراق تأكيدها استمرار حواراتها مع الفصائل المسلحة الموالية لإيران، التي تعمل تحت مظلة "المقاومة الإسلامية في العراق"، من أجل تسليم سلاحها وإخضاعه لسلطة الدولة استجابة لضغوط أميركية.



عرض مصدر الخبر



تطبيق موسوعة الرافدين




>