ما هي خطة “قطع رؤوس الهيدرا” وكيف تمكنت إسرائيل من اختراق الصفوف في سوريا ولبنان

وكالة الصحافة اليمنية

ما هي خطة “قطع رؤوس الهيدرا” وكيف تمكنت إسرائيل من اختراق الصفوف في سوريا ولبنان

  • منذ 1 يوم
  • العراق في العالم
حجم الخط:

تحليل/د.إسماعيل النجار/وكالة الصحافة اليمنية//

 
 

خطة إسرائيل لضرب حزب الله بعد حرب ٢٠٠٦ تحت عنوان قطع رؤوس الهيدرا،
الدراسات والتخطيط في مركز الأمن القومي الصهيوني الأعلى وجامعة تل أبيب،

شَكل حزب الله أكبر هاجس على مدى عقود لإسرائيل حتى طرق القلق أبواب البيت الأبيض وشغل إسمه دوائر القرار والإستخبارات العالمية، وكانت قوته محور قلق دُول التطبيع العربية وعلى رأسهم السعودية وقطر والإمارات،
حصلت محاولات كثيرة من قِبَل كثيرين من الخصوم لإستمالته أو إقناعه بالإبتعاد عن ما يجري داخل فلسطين، لكن قيادته عملت بموجب عقيدته الحزبية الجعفرية وفشلت كل المحاولات لتحييده رغم الإغراءآت والتهديدات،

قوة إضافية وحصانة شعبية 

جاءَت حرب تموز لتعطي الحزب قوة إضافيه وتمنحه مكانه وحصانة شعبيه عربيه وإسلاميه من المحيط إلى الخليج بعد إنتصاره في الحرب على أقوى جيش في الشرق الأوسط،

إزداد القلق الصهيوأميركي وارتفع منسوب التوتر نتيجة قدرات الحزب على فرض المعادلات، فجرت محاولات كثيرة ومتعددة لإبعاده عن الساحة العربية وعن الصراع التاريخي بخصوص قضية فلسطين وخلق مسافه بينه وبين المشروع الإيراني إلا أن الفشل كان حليف كل تلك المحاولات،
فقدت واشنطن الأمل من ترويضه وإدخاله إلى حظيرة التطبيع فخصصت الولايات المتحدة الأميركية مبلغ 700 مليون دولار لتشويه إسم السيد حسن نصرالله في المنطقه وأحرزت تقدم بسيط على الساحه الداخليه اللبنانيه والعربيه بعدما ألصقت به تهمة إغتيال الشهيد رفيق الحريري في بيروت وخلق حاله من العداء بين المكونين السني والشيعي،

فشل محاولات الاستقطاب

بعدما فشلت كل محاولات دمجه في المجتمع السياسي اللبناني الموالي لواشنطن وإبعاده عن قضايا المنطقه المصيريه،أصبح المخطط يقضي بتقليص خطره من خلال إضعافه ليتحول في المستقبل الى لاعب هامشي غير مؤثر بالمعادلات الإقليميه، عبر فصله عن محيطه الداخلي والخارجي وفصله عن مصادر قوته مثل سوريا وإيران وإبعاد شخصية السيد حسن نصرالله عن قيادة الحزب لما لها من أهميه شعبيه وسياسيه،

أيضاً كان يجب على إسرائيل ضرب العلاقه بين سوريا وإيران، والعمل على اسقاط النظام الإسلامي الإيراني عبر العقوبات والضغوطات،
العدو الصهيوني بدأ بمحاولات ضرب العلاقه بين سوريا وحزب الله خلال الحرب الكونيه على دمشق مستخدماً أصدقائه الروس وأحياناً عملائه في داخل النظام وأحياناً عبر ضغوطات تمارسها الإمارات والسعوديه بعد عودة العلاقات بين الطرفين وسوريا والذي عملت عليها إسرائيل بقوة، بقي الأمر كذلك وصولاً الى اسقاط سوريا الذي قدروا أنه بمثابة الزلزال على الحزب بعد قطع طريق بيروت بغداد وعبر اسقاط دمشق وأكدوا أنه سيصبح كحبل المشنقه حول عنقه حسب تقديرات المركز العالي للبحوث في الكيان الصهيوني،

داخلياً على المستوى اللبناني كانت إسرائيل تعمل مع المنظومة الدوليه بمعاونة أميركا المسيطر الأول على لبنان وتعمل على تعزيز السلطه اللبنانيه ومساعدتها لفرض سطوتها بشكل أكبر وأوسع وبدأ التضييق على تحركات الحزب وتقليص هوامشه،

وتستمر وصولاً الى تغيير الميثاقية عبر ضربها وإلغائها ولهذا السبب صرح نواف سلام بداية تكليفه بأن لا ميثاقيه في حكومته لأي طائفه مهما كان حجمها،
من ضمن المخطط المرسوم تحت عنوان (قطع رؤوس الهيدرا) وهو قطع وتجفيف كل مصادر التمويل لحزب الله حتى لا يتمكن من مساعدة بيئته وإضعافه ضمن منظومته الإجتماعيه والعمل على إيجاد بديل سياسي شيعي آخر يكون أقل خطراً على إسرائيل يتم العمل عليه مع السلطات اللبنانيه الجديدة التي يجب أن تكثف من تدخلها بالشأن الشيعي والضرب بيد من حديد لترويض أبناء أكبر طائفه متمردة في الشرق الأوسط عموماً ولبنان خصوصاً،

ومن ضمن بنود وفقرات الخطه في الدراسه هو إغتيال قادة الحزب بتصفيات مركزة وضرب قدراته ومؤسساته ومنابع تمويله لأنها واحدة من أهم فقرات المخطط الصهيوني المعمول به منذ انتهاء حرب تموز عام 2006،

ركزت التوصيه الصادرة عن المركز على ضرورة إغتيال السيد حسن نصرالله وتغييبه نهائياً لأن ذلك سيُضعف الحزب بنسبه عاليه جداً وتقطع الإهتمام الداخلي والخارجي به عملياً على المستوى الشعبي المتأثر بشخصيته، وهذا الأمر حسب تقديرهم سيمنح إسرائيل إنجازاً معنوياً من الطراز الأول حتى لو حاول الحزب القيام برد فعل والإنتقام،

سلاح الصبر والعمل الدؤوب 

إسرائيل تعرف أن إضعاف إيران في المدى المنظور غير وارد وتقوية النظام اللبناني يحتاج الى وقت طويل فكان سلاحها العمل الدؤوب والصبر حتى أصبحت جاهزة للعمل في لبنان ولكن ضرب العلاقه بين الحزب وسوريا بالنسبة لها كانَ أمراً سهل ومقدور عليه بسبب حجم العلاقات الإستخباريه التي تربط جهاز الموساد مع بعض كبار الضباط في المؤسسات الأمنية والعسكريه وبعض السياسيين الرفيعي المستوى في سوريا وكان حجم الخرق كبير جداً، وبتعاون الضباط الروس وتجاوبهم مع تل أبيب بدأ الموساد التحرك بقوة ورصدت أموال طائله لهذه المهمة،

ركزت إسرائيل على عدة نقاط أولها جمع المعلومات عن أماكن تخزين الأسلحة السرية للمقاومة على الأراضي السوريه، وخطوط نقلها وتوصيلها من فوق الأرض وتحتها، جمع كافة أسماء الضباط السوريين الذين يتم التنسيق معهم من قِبَل المقاومة لتحديد كيفية الوصول إليهم وتجنيدهم أو تحييدهم،
العمل على معرفة كافة تحركات الضباط الإيرانيين داخل سوريا وأماكن تمركزهم والمهمات التي يتولاها كل فرد منهم على حِدا.

من هنا أصبح التركيز الإستخباراتي الإسرئيلي يعمل على خطين الأول يهدف إلى جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات عن كوادر المقاومه وطبيعة عملهم وتحركاتهم وأماكن تنقلاتهم في سوريا ولبنان بشتى الطرق والوسائل ومنها التكنولوجيا الذكيه،

والخط الثاني يعمل على التركيز على سوريا إما لتطويعها وإما لإسقاطها، فوضعت تل أبيب خطة عمل مع تركيا وقطر والسعودية والإمارات والولايات المتحدة الأمريكية بمساعدة بعض دول الإتحاد الأوروبي، تقضي بتشديد الحصار على دمشق والمناورة السياسيه معها لخداعها معتمدين اعتماد كلي على التنسيق مع روسيا والعيون التي ترصد الأمور داخل الجيش والدولة السوريه لصالح إسرائيل ومنها تعطيل وسائط الدفاع الجوي السوري،

بقي العمل قائم بقوة على تنفيذ التوصيات كافة التي صدرت عن مركز ابحاث الأمن القومي في تل أبيب تحت عنوان قطع رأس الهيدرا،
حتى بلغنا طوفان الأقصى، حينها أعلنها بنيامين نتنياهو علناً وقال جاءَت الفرصة لتغيير كامل الشرق الأوسط، فكانت معركة غزة والإسناد ثم الإستدارة الصهيونية على لبنان والتي شارك فيها أكثر من إثني عشرة سلاح جو عربي وغربي وإسرائيلي، فتم تدمير القطاع ولبنان وتم اسقاط سوريا بخطه جهنميه كانت روسيا عامودها الفقري مع أميركا فرحل الأسد وحوصرت المقاومة،
وماذا بعد؟

غداً يتبع في مقال آخر إلى أين ستؤول الأمور؟

*صحافي ومحلل سياسي لبناني



عرض مصدر الخبر



تطبيق موسوعة الرافدين




>