إيران تطلع العراق على مضمون رسالة ترامب لخامنئي
قال بيان لوزارة الخارجية العراقية، فجر اليوم الثلاثاء، إنّ وزير الخارجية فؤاد حسين تلقى اتصالا هاتفيا من نظيره الإيراني عباس عراقجي، أطلع فيها المسؤول الإيراني العراق على مضمون رسالة الرئيس الأميركي الموجهة إلى الحكومة الإيرانية.
الإعلان العراقي يأتي بالتزامن مع تصاعد تحذيرات لسياسيين وباحثين من إمكانية انعكاس الأزمة بين إيران والولايات المتحدة على العراق أمنيا وسياسيا، وتأكيدات على أهمية تحييد العراق، في إشارة إلى الفصائل والأذرع المسلّحة الموالية لإيران في العراق.
وذكر بيان لوزارة الخارجية نشرته وكالة الأنباء العراقية (واع)، فجر الثلاثاء، أن "فؤاد حسين تلقى اتصالاً هاتفياً من عراقجي، وبحث الجانبان مستجدات الأوضاع في غزة ولبنان على خلفية خرق الكيان الصهيوني وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى الهجمات الأميركية على اليمن". وأضاف البيان أن "الوزير فؤاد حسين اطّلع على مضمون رسالة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الموجهة إلى القيادة الإيرانية، ممثلة بمرشد الثورة السيد علي خامنئي"، ونقل البيان عن عراقجي قوله إن "الحكومة الإيرانية ستردّ على الرسالة".
في السياق ذاته، دعا سياسيون وباحثون عراقيون في بغداد الحكومة والتحالف الحاكم بالبلاد إلى دفع العراق بعيدا عن أي تصعيد مرتقب بين إيران والولايات المتحدة. وقال عضو التيار المدني العراقي أحمد حقي إن "مهمة الحكومة الآن إبعاد العراق عن حريق كبير قد يندلع بالمنطقة في حال أقدمت واشنطن على أي عمل ضد إيران"، مبينا لـ"العربي الجديد"، أن "الدولة الأولى التي تتأثر بأزمات المنطقة منذ 20 عاما هي العراق، ويدفع العراق بسبب ذلك من أمنه واستقراره واقتصاده، ونأمل أن يتم تغليب مصلحة البلاد هذه المرة، وعدم الدخول بأي محور سواء أميركي أم إيراني"، وفقا لقوله.
من جهته، قال الباحث في الشأن السياسي ماهر جودة إن "تصعيدا عاليا بدأ يظهر مجددا في المنطقة بعد استهداف الحوثيين وإعلان ترامب إمهال إيران للعودة إلى المفاوضات النووية"، مضيفا أن "إيران شكلت لجانا لتدرس الخيارات، وزيارة (قائد فيلق القدس إسماعيل) قاآني السرية إلى بغداد (الأسبوع الماضي) كانت في هذا الاتجاه".
ويعتقد جودة، في حديث أوردته صحيفة "العالم الجديد" العراقية في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، أن المرحلة المقبلة خطيرة، وقال إن "على العراق ألا ينجر إلى هذه المعارك لأنها تؤدي إلى فوضى ومشكلات اقتصادية وإنسانية، خصوصا أن الشعب متململ وينتظر صيفا لاهبا وخاليا من الغاز الإيراني، ولهذه الأسباب فإن ضبط النفس والخروج من التصعيد هي سياسة هذه المرحلة".