إسرائيل ولأول مرة في تاريخ تأسيس كيانها تتصرف وكأنها المالك للدنيا والجلَّاد والقاضي والآغا صاحب الأرض بغطاء أميركي صريح،
أجازت لها واشنطن بتأمين جغرافيا واسعه وتأمين عمق إستراتيجي كبير لها ومصادر مياه عذبه، بالإضافه تقسيم جغرافيا المنطقة لدويلات تضمن عدم قيام أي دولة قوية على دائرة حدودها تُشكل عليها أي خطر وجودي،
لكن السؤال هوَ كم تحتاج تل أبيب من الوقت لتنفيذ هذا المشروع؟
وما هو دور الولايات المتحدة العملي والتنفيذي لضمان نجاح هذا المخطط الجهنمي الذي يقضي بتهجير كل الشعب الفلسطيني من فلسطين التاريخية غزة والضفة وال٤٨، وما هي الأدوات المستخدمة؟،
إلى ذلك تستقيم الأنظار وتشيح الوجوه،
أولاً مصر ما هو مصير الجيش المصري وما هو المرسوم لبلاد النيل الإزرق؟
هنا لنا الحق أن نسأل هل بحث العرب عن أهداف الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة هل تنبهوا أنهم سيُأكَلون يوم أُكِلَ الثور الأبيض؟
أكيد لآ،، لأن العرب مُنِعوا عن التفكير والقراءة وإنشاء مراكز دراسات متطورة وضم عقول بارزة إليها لأن المطلوب صهيونياً وأميركياً أن يكونوا عميان وجَهَلَة وأُمُّيين ومُتَلَقين يقرأون فقط ما تكتبه لهم أميركا لا غير وهم لا يفقهون ضرورة العمل لتأمين مستقبل بلدانهم وشعوبهم،
أميركا ومنذ إن أزاحت بريطانيا إلى الخلفيه عن المشهد السياسي في الشرق الأوسط، تسلمت منها ملف الإسلام السياسي ووزعت الأدوار بين تركيا الإخوانجية والسعودية الوهابية،
آل سعود بأموالهم زرعوا الشياطين تحت قِباب المساجد ووزعوا الكُتُب المسمومة وَشيدوا المدارس التي تنشأ أجيال تكفيرية ومنها خرج ما أسموهم بالجهاديين وكان اول إستخدام لهؤلاء الجماعات في أفغانستان ضد الإتحاد السوفياتي، بينما بقي الإخوان المسلمين في الثلاجة من دون إعلان موت عقيدتهم،
إن أول عصفور إصطادته واشنطن وإسرائيل كان زرع الشقاق بين فئات المجتمع الإسلامي من خلال الإجرام الذي مارسته القطعان السلفية الوهابية التي خدمت المشروع الصهيوني منذ نشأتهم وأعطوا صورة سوداء قاتمة عن الإسلام بعد تشويه صورته بالكامل،
الوهابية وقفت بوجه الشيعية السياسية المؤيدة لقضية فلسطين والمناهضة لكل المشاريع الأميركية في المنطقة،
والفرق بين مذهب الوهابية والشيعه أن الوهابية صناعة غربية مفكروها صهاينة والشيعه مذهب الإمامية الإثنَي عشرية لا يراوغون ولا يداهنون ولا يستسلمون بسهولة، فتم استخدام المذهب المستنسخ لمحاربة الجعفرية الإثني عشرية ومحاربة مشروعهم المناهض لإميركا وإسرائيل،
الشيعه قدموا الآف الشهداء من أجل فلسطين، بينما السلفيين لم يطلقوا طلقة واحدة بوجه أمريكا وإسرائيل، وقتلوا من المسلمين الشيعه والسُنَّة أكثر مِما قتلت إسرائيل والامويين والعباسيين وصلاح الدين والأميركيين،
إذاً تم ضرب الإسلام بقوَّة.
ثانياً،، تم تفتيت المنطقة وإضعافها وترويض شعوبها بعد تجويعها عن طريق الحكام الذين جاءَت بهم الإدارة الأميركية والذين كانوا مخلصين لإسرائيل أكثر من الصهاينة أنفسهم، إذاً صدقت غولدامائير عندما قالت سيصحى أبناء الشعوب العربية يوماً على أبناء اليهود يحكمون بلدانهم! فعلاً صدقت،،،
من المغرب الى الأردن إلى دوَل الخليج إلى مصر مجموعة حكام صهاينة أكثر من مناحيم بيغن،
تركيا نجم الدين أربكان رغم اعتناق فكر الإخوان إلا أنه لم يسير في توجهات أميركا الصهيونية فخلقوا له ساحر يطير الحمام من أكمام قميصه أنه رجل أمريكا وإسرائيل الأول رجب طيب أردوغان، الذي لَعِبَ دور كبير في التضييق على سوريا المقاومة والعراق المجاهد وَوَصل به الأمر إلى إدخال جيشه إلى ليبيا للسيطرة على منابع النفط وهدد السعودية دفاعاِ عن قطر ولا زالت وحداته العسكرية وسط الدوحة في عمق الخليج العربي لتهديد محيط الدويلة الصغيرة،
استفادت واشنطن من كل هذه النزاعات وبسطت سلطتها على الخليج العربي بثرواته الضخمة وأشعلت الحرب بين السعودية واليمن متخذةً قراراً بإنهاء أي ظاهرة معادية لها ولإسرائيل وأشعلت الحرائق في كل بلاد العرب عبر ما سُمِيَ الربيع العربي فكانت ليبيا وسوريا والعراق أكبر ضحايا النزاعات الإسلاميه الإسلامية،
اليوم نضجت الظروف بعد عملية طوفان الأقصىَ وعودة ترامب إلى المكتب البيضاوي، فانطلقت عجلة قطار التقسيم والتفتيت والإلغاء وتوسعة جغرافيا إسرائيل ونهب الثروات،
بعد سقوط نظام الأسد واحتلال إسرائيل لأجزاء واسعة من جنوب سوريا وسيطرة الإرهابيين على السُلطَة ومحاصرة المقاومة كانَ لا بُد من ترويع الجميع فارتكبت قطعان التكفيريين مجازر في الساحل السوري الأمر الذي دفع بالكثيرين من الأقليات لمغادرة سوريا نحو لبنان،
واستأنفت الحرب على غزة للقضاء على المقاومة فيها،
الهدف التالي هو عودة الحرب على لبنان واشعال النيران في الضفه الغربية بغية تنفيذ مشروع الطرد للفلسطينيين واستكمال عملية ضم الأراضي وبناء المستوطنات، إذاً الأردن في عين العاصفة بعدما حاصرتها إسرائيل من جنوب سوريا وحرمتها من أهم مصادر المياه العذبة في حوض اليرموك التي كانت تتغذى به خلال عقود من سوريا وغداً ضغط إقتصادي ليرضخ الشعب الأردني ويقبل بتوطين أكثر من ٤ مليون فلسطيني جُدُد يقلبون الموازين والديمغرافيا في أفقر بلد عربي لا يمتلك أية موارد،
أما مصر هي الجثة الأكبر التي سيتم تشريحها بعد موتها، إسرائيل هذا لن تقبل ببقاء أقوى جيش عربي على حدودها الجنوبية فهي ستسعى إلى تدمير هذا الجيش وتفتيت البلاد بعد خلق فوضى عارمة واقتتال وحرب أهليه وخصوصاً أن القاهرة تورطت بنزاعات خارجية مع اثيوبيا والسودان وتركيا في ليبيا،
أما لبنان فله حصة الأسد من المخطط الصهيوأميركي بعد إطباق الحصار على حزب الله من أربع جهات، والبيئة الداخلية مهيئَة للإقتتال وخصوصاً في ظل التصعيد السياسي السيادي المسيحي ضد الطائفة الشيعية، بعض التقديرات تؤكد أن عملاً عسكرياً إسرائيلياََ في جنوب لبنان أصبحَ شبه محسوم لإستكمال السيطرة الإسرائيلية على جنوب الليطاني مترافقه مع عمليات قصف جوي على كافة المناطق اللبنانية المحسوبة على بيئة المقاومة،
وهناك احتمال أن يحصل توغل صهيوني من جهة جبل الشيخ وسلسلة جبال حرمون نحو أجزاء من البقاع الغربي لقطع طريق الجنوب من البقاع،
أما جماعة الجولاني الذين يدعون بأنهم دولة، المرابطين على طول الحدود اللبنانية السورية إبتداءً من نقطة تلال الزبداني مروراً بجبال القلمون على السلسلة الشرقية إمتداداً إلى حدود القاع الهرمل من الجهة الشمالية الشرقية، ربما سيكونوا شركاء إسرائيل في أي عملية عسكرية تتم بإيعاز صهيوأميركي،
تركيا اليوم منشغلة بالمظاهرات ومحاولة الإنقلاب على أردوغان الذي تركته موسكو وطهران معلقاً بين السماء والأرض بما معناه لا هو حاكم مطلق كما كان بالسابق ولا فار رسمياً لإعلان سقوط النظام والسبب هو خيانة زعيم الإخوان المسلمين العثماني لإيران وروسيا فكانَ عليه أن يدفع الثمن وأظن أن اتصالات ومفاوضات سرية تجري معه لقبض ثمن بقاؤهُ وإلاَّ فإن السكين التي ستقطع الحبل ستكون جاهزة وحاضرة وبقوة،
نحن نسأل هل ستقع طهران بفخ هذا المخادع مرة أخرى؟ وتُلدَغ مرة ثانية؟
وهل تقبل موسكو بعودته الى السلطة مجاناً؟ ماذا لو نكث بالوعد مجدداً؟ كل شيء مطروح وتتم معاينته، لكن التفاوض معه َتدفيعه ثمن ما قام به بالنسبة الى طهران أفضل من سقوطه وتسليم واشنطن زمام الأمر لدى الفصائل الإرهابية بشكلٍ مباشر لأن حينها ستشتعل المنطقة برمتها،
أمامنا وقت إما يعود أردوغان الى السلطة بشكل قوي وتتحرر دمشق وحمص وصولاً إلى اللاذقية من وجود جماعة الجولاني ثمن عودته وإما فإنه سيغادر تركيا وستشتعل الحرب على مستوى المنطقة ويتم تقسيم سوريا،
لا يوجد مساحة كبيرة تتسع لشرح كل التفاصيل سنستمر معكم ونقول شيء في أوانه،