احتشد المئات من ابناء الحشد الشعبي وأنصار فصائل «المقاومة الإسلامية» العراقية، أمس الجمعة، في شارع فلسطين شرقي العاصمة بغداد، للمشاركة في مسيرة إحياء «يوم القدس».
واعتبر الأمين العام لمنظمة «بدر»، هادي العامري، أن «يوم القدس العالمي»، مفصل مهم في حياة الأمّة الإسلامية.
وقال في كلمة له بالمناسبة، إن «الصراع مع الكيان الغاصب صراع مشروع ولا خيار غيره»، مبيناً إن «الاحتلال الصهيوني تجاوز كل الأعراف الدولية والقوانين بجرائمه البشعة ضد الشعب الفلسطيني».
وأكد أن «الجرائم الصهيونية في فلسطين كشفت زيف الشعارات عن الإنسانية والحرية»، لافتاً إلى أن «القائد الأسطوري يحيى السنوار خلد اسمه في سجل الشهداء والصدّيقين».
وأضاف: «لا بد لنا أن نحيي ذكرى القائدين الشهيد الحاج قاسم سليماني والشهيد أبو مهدي المهندس فأثرهما لن يندثر»، موضحاً أن «جرائم الكيان الغاصب لا تزيدنا إلا عزيمة وإرادة».
ووفق العامري، فإن «هذا الصمود في فلسطين ولبنان واليمن وبقية محور المقاومة أقوى من جبروت الأعداء مهما بلغت قوتهم»، داعياً في الوقت عينه كل الشعوب العربية والإسلامية لـ»توحيد الصفوف لمواجهة العدو الغاصب الذي لا يفرق بين مقاوم ومسالم».
في الأثناء، أكد رئيس تحالف «قوى الدولة الوطنية»، عمار الحكيم، أن إحياء «يوم القدس» العالمي في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك «يمثل تعبيراً عن الانتماء للأرض وصرخة بعدم التنازل عنها في جميع الظروف».
وعبر في بيان صحافي أمس عن «الرفض القاطع لكل أشكال القتل والتدمير والتجويع والتعطيش ومشاريع التخريب والتهويد التي يمارسها الكيان الإسرائيلي».
وشدد على أن «المشاركة الفاعلة للشعوب المسلمة وأحرار العالم في إحياء هذه المناسبة تمثل اعتزازاً بالبقعة المباركة التي تعكس هوية الإسلام والمسلمين».
في السياق، عدّ حزب «الدعوة الإسلامية» بزعامة نوري المالكي، إحياء «يوم القدس» العالمي سنوياً في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك أنه «تذكير للأمة بواجباتها إزاء مقدساتها وحمايتها»، التي هي جزء من هويتها الإسلامية، وتعبئة لطاقات الشعوب المظلومة للدفاع عن حقها في الحرية وتحرير الأراضي المحتلة في كل مكان.
وأضاف الحزب في بيان صحافي، أن «المبادرة التاريخية (للخميني) جعلت قضية فلسطين وقدسها حاضرة في وعي الأمة باستمرار، وحية في ذاكرة الأجيال، إذ قد لا تتوفر لجيل أو جيلين القدرة على تحريرها، ولكن ستكون عصية على النسيان، وتبقى تستثير الهمم والغيرة لدى المسلمين لنصرة القدس وتخليصها من الهيمنة الصهيونية؛ فالقدس قضية المسلمين كافة، وهي عنوان عزّتهم وكرامتهم، ومنطلق وحدتهم، ومحور مواقفهم وحركتهم عبر التاريخ».
وأكد أن «إحياء يوم القدس هو إذكاء لروح المقاومة والرفض لكل أشكال الاحتلال، والتصدي للظلم والغاصبين، وإبقاء جبهة الحرب مع الكيان الغاصب مفتوحة وساخنة مهما كانت التضحيات».
وذكر البيان أن «يوم القدس هو صرخة المظلومين المدوّية في آذان الشعوب، تؤكد أن هناك حقاً مُغتصباً، وانتهاكاً للمقدسات، ويمرّ يوم القدس هذا العام ومعه ذكريات مؤلمة، إذ خسر المسلمون قيادات بارزة ومجاهدين أبطالاً من فلسطين ولبنان واليمن والعراق على طريق تحرير القدس، الذي تعبّد بالدماء الطاهرة، والتي لا محالة ستنتصر، وذلك وعدٌ إلهي غير مكذوب».
ولفت إلى أن «الحرب الظالمة ضد شعب غزة تؤكد أن العدو الغاصب لا عهد له ولا ذمة، ولا يعترف بهدنة أو اتفاق، فهو يمطر الأبرياء يومياً بحمم نيران طائراته ومدفعيته، التي تُخلّف آلاف الضحايا والدمار على مرأى ومسمع من الشعوب العربية الإسلامية ودول العالم ومنظماتها الإنسانية، التي تعيش مأزقاً أخلاقياً مريعاً، وموتاً للإحساس والضمير الإنساني».
و»يوم القدس العالمي» أو اليوم الدولي لمدينة القدس، يجري إحياؤه في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان في كل عام، وهو حدث سنوي يعارض احتلال إسرائيل للقدس عاصمة فلسطين، ويجري فيه حشد وإقامة التظاهرات في بعض الدول العربية والإسلامية.
>
