تطورات مباراة العراق والأردن.. بين طلب نقل اللقاء ونفي للفيديوهات

تشهد تصفيات القارة الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 إثارة كبيرة، وندّية عالية، تحديداً في المجموعة الثانية التي يتنافس خلالها منتخبا الأردن الوصيف (13 نقطة)، مع نظيره العراق الثالث (12 نقطة)، على بطاقة التأهل إلى كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة، والمكسيك وكندا، ما أدّى إلى بعض التوترات بين مشجعي الطرفين على مواقع التواصل الاجتماعي، ليمتدّ الأمر إلى إصدار بيانات من قبل اتحاد اللعبة في البلدين، بعدما انتشرت فيديوهات أثارت جدلاً كبيراً.

وطالب الاتحاد العراقي يوم أمس الجمعة، في بيانٍ رسمي، بنقل مباراته مع الأردن في تصفيات المونديال المقررة في يونيو/ حزيران المقبل، إلى ملعبٍ محايد أو إقامته دون جمهور، بعدما قال: "تقدّم الاتحاد العراقي لكرة القدم بشكوى رسمية إلى الاتحادين الآسيوي والدولي، بشأن الأحداث التي رافقت مباراة العراق وفلسطين في العاصمة الأردنية عمان (الأرض المفترضة لفلسطين في (25 مارس/ آذار 2025)، وما صدر من هتافاتٍ مُماثلة في مباراة سابقة في الملعب نفسه بين منتخبي الأردن وفلسطين في الـ(20) من الشهر نفسه، حين تضمّنت تلك الهتافات الموثقة بالصورة والصوت ألفاظاً عدائية وعنصرية وسياسية بذيئة، وتعزيزات مباشرة من قبل الجمهور الموجود في مدرجات الملعب في مباراة العراق وفلسطين، إذ فتح مسؤولو الملعب أبواب الدخول إلى المباراة أمام الجماهير الأخرى بعد انطلاقها بدقائق، وصدرت بعدها الهتافات السياسية والعنصرية، فضلاً عن التهديدات التي تعرّض لها منتخب العراق ومشجعوه من قبل الجمهور الحاضر".

ويرى الاتحاد العراقي من خلال بيانه أنّ جماهير منتخب الأردن، التي دخلت إلى مباراة العراق وفلسطين، تقف وراء العبارات التي انتشرت في الفيديوهات، وهو ما نفاه الاتحاد الأردني الخميس بشكلٍ كامل، بعدما قال في بيان رسمي هو الآخر: "تابع الاتحاد الأردني لكرة القدم بكلّ أسف ما تم تداوله من قبل بعض مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي وعدد من الصفحات من نشر لفيديو يوحي بهتافات مسيئة تثير الكراهية بين الشعبين الشقيقين - الأردني والعراقي، على استاد عمان الدولي، وما تبع ذلك من تعليقات تسيء للشعبين الشقيقين على المستوى الوطني والشعبي والرياضي، وبعد التحقق من الفيديو المذكور وبيان فبركته، يعرب الاتحاد عن استيائه من محاولات بعض الفئات المضللة إثارة النعرات والتعصب والكراهية بين الجماهير الرياضية، كما يوعز الاتحاد إلى جماهير الكرة الأردنية كافة بعدم الانجرار وراء مثل هذه المحاولات والتعليقات المسيئة على أي من وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، التي لا تمثل أخلاق الأردنيين".

وأضاف الاتحاد الأردني يومها: "يؤكد الاتحاد رفضه المطلق واستنكاره لمثل هذه المحاولات، مشيداً بالوقت ذاته بدور بعض الإعلاميين الرياضيين في الأردن والعراق، والذين تنبهوا لفبركة الفيديو المذكور وأوضحوا مخاطر مثل هذه المحاولات لمتابعيهم عبر وسائل إعلامية متعددة، كما يود الاتحاد التذكير بأن الروابط التاريخية المشتركة التي تجمع بين الشعبين الأردني والعراقي أكبر وأعمق من أن تخدشها فئة مضللة من الجماهير لا تمثل القيم الرياضية في ملاعب كرة القدم".

ورغم البيان الصادر عن الطرف الأردني، طالب الاتحاد العراقي أيضاً من الاتحاد الآسيوي وفيفا بنقل مباراة العراق ومضيفه الأردني المقررة في العاصمة الأردنية عمان ضمن الجولة العاشرة، من التصفيات، إلى ملعب محايد، أو إقامتها دون جمهور، مبرراً ذلك "لحماية المنتخب العراقي وفقاً للوائح المعمول بها لضمان عدم تكرار مثل تلك السلوكيات، وحماية نزاهة كرة القدم". كذلك شهدت الأيام الأخيرة تحركات على المستوى السياسي بين البلدين، بعدما ذكرت وزارة الخارجية الأردنية، أن نائب رئيس الوزراء الأردني، ووزير الخارجية أيمن الصفدي، قد أكد خلال اتصال هاتفي مع نائب رئيس الوزراء، ووزير الخارجية في جمهورية العراق، الدكتور فؤاد حسين، أن فيديو مباراة فلسطين والعراق "مفبرك وكاذب، وأن التحقيقات مستمرة لمعرفة من كان وراء بث هذه الأكاذيب والإساءات".