وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأنه قام الكيان الصهيوني فجر يوم الأربعاء بقصف قاعدة T4 الجوية السورية للمرة الثانية خلال أقل من شهر. تُعرف هذه القاعدة أيضًا باسم "قاعدة التياس"، وتقع على بعد 60 كيلومترًا من مدينة تدمر في محافظة حمص، وتُعتبر أكبر قاعدة جوية في سوريا.
خلال الحرب الأهلية السورية، تعرضت قاعدة T4 لهجمات متعددة من قبل الكيان الصهيوني بحجة وجود قوات المقاومة فيها. والسؤال المطروح الآن هو: لماذا تستهدف إسرائيل هذه القاعدة، التي تعاني بالفعل من أضرار وفقدان القدرة الاستراتيجية، مرتين خلال الأسبوعين الماضيين؟
تشير التقارير إلى أن الحكومة التركية تخطط لإنشاء شبكة دفاع جوي في سوريا يكون مركزها قاعدة T4. ووفقًا لصحيفة الشرق الأوسط، دخلت أول قافلة معدات لهذه القاعدة الأراضي السورية يوم الأربعاء عبر البر. وتعتزم تركيا تشغيل هذه القاعدة اعتبارًا من منتصف أبريل (الشهر الحالي).
تخطط تركيا لتفعيل منظومات الرادار والدفاع الجوي، بما في ذلك منظومة صواريخ "سيبار"، في هذه القاعدة. كما سيتم نشر طائرات بدون طيار للاستطلاع والهجوم في قاعدة T4 الجوية وقواعد أخرى (ربما في حماة).
بعض المصادر تدعي أن تركيا ستنقل أيضًا منظومة S-400 التي اشترتها من روسيا عام 2017 ولكن لم تقم بتفعيلها بسبب ضغوط أمريكية. ومع ذلك، وفقًا لعقود S-400، لا يحق للدولة المشترية بيع أو نشر هذه المنظومة في دولة ثالثة، مما قد يؤدي إلى نزاع قانوني بين موسكو وأنقرة.
وفي هذا السياق، أثارت التحركات العسكرية التركية في سوريا قلقًا كبيرًا لدى الكيان الصهيوني الذي يسعى بأي وسيلة لمنع وجود عسكري للمنافسين الإقليميين في سوريا.
بعد الهجوم الأخير مباشرةً، أعلنت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي أن الهدف من الهجمات ليلة أمس على الأراضي السورية هو إرسال رسالة تحذيرية إلى الرئيس التركي. وادعت بعض المصادر وقوع قتيل تركي (فني) خلال هذه الهجمات، لكن المصادر الرسمية لم تؤكد هذا الخبر.
وفي هذا الإطار، صرّح مسؤول أمني إسرائيلي لصحيفة "جيروزاليم بوست" بأن الوجود التركي يُعتبر تهديدًا لإسرائيل وسنتصدى له. وأضاف أنه تم عقد اجتماعات متعددة بشأن خطر الوجود العسكري التركي في سوريا واتخاذ القرارات اللازمة بهذا الخصوص.
كما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد قصف مطار تدمر وقاعدة T4 الجوية (في 22 مارس): "سنواصل هجماتنا للقضاء على أي تهديد ضد إسرائيل".
يرى المحللون السياسيون في الكيان الصهيوني أن الوجود التركي وتعزيز حكومة الجولاني ذات التوجهات الإخوانية يشكل تهديدًا لأمنهم. وبالنظر إلى تجربة 7 أكتوبر والمفاجأة الناتجة عن هذا الهجوم، فإنهم لا يثقون بالإشارات الإيجابية من حكومة الجولاني ويسعون بشدة لتقسيم وإضعاف سوريا.
أما المحللون العسكريون الإسرائيليون، فإنهم يعتبرون نشر منظومات الدفاع الجوي التركية في سوريا تحديًا لحرية عمل القوات الجوية الإسرائيلية لتنفيذ عمليات مستقبلية في العراق ولبنان وحتى إيران.
لذلك، يُتوقع مع استمرار الوضع الحالي وزيادة النفوذ السياسي والتدخل العسكري التركي في سوريا أن تتفاقم التوترات الأمنية وربما العسكرية بين تركيا والكيان الصهيوني.
/انتهى/