"كتائب حزب الله" العراقية تنفي قبول نزع سلاحها: لا يمت لثوابتنا بصلة
قالت جماعة "كتائب حزب الله"، العراقية، في بيان وزعته على وسائل إعلام محلية عراقية مساء أمس الاثنين، إن التصريحات المنسوبة للجماعة بشأن نزح سلاحها "لا تمت إلى ثوابتنا ومواقفنا بصلة"، في أول تعليق لها على تقرير لوكالة "رويترز"، أمس الاثنين، تحدثت فيه عن قبول فصائل عراقية مسلحة حليفة لطهران، نزع سلاحها تجنباً لهجوم أميركي على مواقعها بالعراق، ملوحة بمقاضاة مكتب الوكالة في بغداد.
ونشرت وكالة رويترز تفاصيل قالت إنها معلومات من عشرة من "كبار القادة والمسؤولين العراقيين، بشأن استعداد الفصائل المدعومة من إيران لنزع سلاحها. ووفقاً لهذه المصادر التي لم تكشف عنها الوكالة، من بينها ستة قادة محليين ينتمون إلى "كتائب حزب الله" و"حركة النجباء" و"كتائب سيد الشهداء" و"حركة أنصار الله الأوفياء"، تأتي خطوة قبول نزع سلاحها لـ"تجنب الحرب".
وردّت "كتائب حزب الله"، الاثنين، على ما ورد في التقرير بالقول إن "وكالة رويترز للأنباء، بتاريخ 7 إبريل/نيسان الجاري، نشرت تقريراً، تضمّن تصريحات نُسبت إلى ما سمته (قائد في كتائب حزب الله)، وهي لا تمتّ إلى ثوابتنا ومواقفنا بأية صلة، وإزاء ذلك، نؤكد أنه لا وجود لأي تصريحات للكتائب في وسائل الإعلام، إذ إن التصريحات تنحصر فقط بالمتحدث الرسمي محمد محي، والناطق العسكري جعفر الحسيني، ودونهما تُدرج ضمن إطار الكذب والافتراء".
وأضاف البيان: "في الوقت الذي ندعو وسائل الإعلام المحلية والدولية إلى الدقة والمصداقية في النشر، واستقاء المعلومات من مصادرها الحقيقية، فإننا نحتفظ بحقنا في الملاحقة القانونية لوسائل الإعلام والعاملين فيها الذين يمارسون التضليل ونشر الأخبار غير المسندة إلى المصادر الرسمية، حفاظاً على معايير الصدق والموضوعية وقواعد النشر الصحافي المعتمدة، فضلاً عن حماية الجمهور والرأي العام من حملات الكذب والتزييف"، بحسب ما جاء في البيان.
وفي أحدث ردات الفعل السياسية، خاطب عضو البرلمان عن كتلة "صادقون"، الجناح السياسي لجماعة "عصائب أهل الحق"، إحدى أبرز الجماعات الحليفة لإيران بالعراق، علاء الحيدري، الحكومة ببغداد، بأن نزع سلاح الفصائل هو "نزع ظهر السلطة". وأضاف الحيدري، في تدوينة له على منصة إكس، أن "الدولة التي تنزع من ظهرها السلاح مقابل كذبة العيش بسلام مثل ما تريد شيطان العصر (الإدارة الأميركية)، فلتستعد لعويل الذل وألم فقدان الكرامة والأرض". وأضاف، أنه "من دون سلاح الحشد لا تأريخ مواجهة ودفاع للعراق بعد، وهذا ما تعد له العدة أميركا التي لا ترغب بالأقوياء عدا الكيان اللقيط، قوتنا وسيف زماننا سلاح الحشد وبغيره ليجهّز نفسه من يريد نزعه أن يكون مثل إذلال لهمجية الأحمق ترامب والمجرم نتنياهو".
النائب علاء الحيدري: قوتنا وسيف زماننا سلاح الحشد الشعبي//t.co/f8iIWojw7Z (//t.co/Sntl9kYMHT)#قناة_النجباء_الفضائية pic.twitter.com/YBwbn5LHZ7
— قناة النجباء الفضائية (@NujabaTv) April 7, 2025
وتعليقا على الملف، قال الخبير بالشأن العراقي السياسي أحمد النعيمي، إن الحديث عن الذهاب مباشرة إلى نزع السلاح غير منطقي بالنسبة للخبير بالمشهد العراقي وتفاصيله. وأضاف النعيمي لـ"العربي الجديد"، أن مسألة نزع السلاح تعني تفكيك الفصائل ونهاية وجودها، بينما هناك نقاط كثيرة من المنطقي أن تُحسم أولا ضمن أي تنازلات توافق على تقديمها هذه الفصائل، مثل السلاح النوعي كالطائرات المسيّرة والصواريخ التي أثبتت قدرتها على الوصول للأراضي الفلسطينية المحتلة، وهي محل تركيز إسرائيلي حاليا، وأيضا ملف وجودها على الحدود الدولية مع الأردن وسورية مثلا والانسحاب للعمق العراقي، وأخيراً المناطق التي تحتلها هذه الفصائل وتمنع عودة أهلها، مثل جرف الصخر والعوجة والعويسات، لذا فإن الحديث مباشرة عن التفكيك يبدو متسرعا للغاية". واعتبر النعيمي أن "نزع أو تفكيك الفصائل مرتبط بإيران أكثر مما هو مرتبط بالحكومة العراقية الحالية أو القادمة، حيث سيكون ضمن فضاء متعلق بالنفوذ الإيراني بالعراق وما تنتهي به التفاهمات مع الولايات المتحدة بهذا الصدد تحديداً".