وكالة تسنيم الدولية للأنباء - العراق والصيف القادم ومخالب الشيطان التي تريد قطع حبال الوصل بين الإخوان. فما إن صدر المنع الأمريكي على استيراد العراق للغاز الإيراني حتى بدأت الدراسات تُنَوّه إلى اعتماد العراق على الغاز الإيراني لتشغيل محطات إنتاج الكهرباء.
إذ إن الخمسين مليون متر مكعب من الغاز الإيراني الذي يصل إلى العراق يوميًا، يغطي ثلث احتياجات العراق من الكهرباء.
الدكتور صفاء الشمري، مستشار الغرفة التجارية، تحدث لتسنيم وقال: يشكل المنع حقيقة تهديدًا وتحديدًا.. تحديات تمارسها الولايات المتحدة الأمريكية ضد منظومة الطاقة الكهربائية العراقية. نعرف أن الصيف هو النقطة الحرجة في منظومة الطاقة الكهربائية.
إذ إن هذا المنع يؤدي إلى قلة تجهيز الغاز الإيراني أو انعدامه، وبالتالي يؤثر على القطاع الزراعي والصناعي والخدمي وحتى القطاع الصحي. أكثر من نصف منظومة الطاقة الكهربائية تعتمد على الغاز الإيراني، فبالتالي تقليل هذا الغاز أو انقطاعه يؤدي إلى حدوث ما يسمى بالانطفاء التام، وبالتالي يؤثر على القطاعات التي سبق ذكرها.
"تسنيم" التقت بالكاتب في الاقتصاد والطاقة، الدكتور بلال خليفة، إذ تحدث لها: شكري وتقديري لوكالة تسنيم لإتاحة الفرصة. العراق، حقيقة، يولد كهرباء في أقصى إنتاجه بحدود ستة وعشرين إلى سبعة وعشرين ألف ميغاواط.
الاحتياج في أوقات الذروة في أيام الصيف يكون أكثر من سبعة وثلاثين أو ستة وثلاثين ألف ميغاواط. بالتالي، فإن الفرق بين الإنتاج والتوليد هو أكثر من عشرة آلاف ميغاواط. الغاز المنتج هو أكثر من ألفين إلى ألفين وثلاثمئة مليون قدم مكعب قياسي. هذه الكمية هي، حقيقة، غير كافية حاليًا لتغطية احتياجات محطات الطاقة الكهربائية.
الحديث عن بدائل الطاقة الإيرانية الموردة للعراق أظهر صعوبة الأمر، كون الغاز الإيراني قُدّم للعراق ولسنوات مضت بطريقة سهلة الإيصال ومنخفضة التكلفة، للقرب الجغرافي ولجدية الأمر دينيًا وإنسانيًا بالنسبة للجانب الإيراني.
المحلل الاقتصادي الدكتور علاء الفهد تحدث لتسنيم: الغاز الإيراني مهم للعراق في توليد الطاقة الكهربائية، بالإضافة إلى أن العراق أيضًا يحتاج إلى الطاقة الكهربائية من إيران. كون الغاز الإيراني يمتاز بالجدوى الاقتصادية وسهولة إيصاله، وأيضًا رخص ثمنه بسبب وجود الأنبوب الخاص بنقل الغاز.
هذه بدائل، لكنها في الوقت الحالي غير متاحة، ويبقى العراق يحتاج إلى الغاز الإيراني لتشغيل محطات الكهرباء، خصوصًا في فصل الصيف.
المواطن العراقي من جانبه اتضحت لديه بشكل أكبر آثار المنع الأمريكي بعدما تبين للقاصي والداني أن ما تصدره إيران من غاز إلى العراق، وعلى أهميته، إلا أنه لا يمثل لها إلا واردًا ماديًا بسيطًا. لم تُعامِلْه الحكومة الإيرانية بالماديات، إذ كان ديونًا متراكمة وندر ما طالبت بها.
وقد عبّر مواطنون التقت بهم "تسنيم" في بغداد عن رفضهم للهيمنة الأمريكية على ملف الطاقة العراقي.
ويبقى القول إن معادلة غريبة تحاول قوى الشر فرضها: فلا معونة أمريكية للعراق على صيفه اللاهب، ولا قبول باعتماد العراق على استيراد الطاقة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية لحل أزماته كما كان لسنوات مضت.
/انتهى/