ولكن ظهور هذا المصطلح، وكذلك فكرة تصنيف البشر على أساس العرق، نشأت في الولايات المتحدة الأمريكية قبل أن تتبناها النازية وتنفذها تجاه الشعوب الأخرى.
في هذا الفيديو الحصري من سلسلة حصرية لوكالة "سبوتنيك"، يكشف المؤرخ المتخصص في النازية ومؤلف كتاب "حرب الإبادة"، إيغور ياكوفليف، كيف ظهر هذا المفهوم، ومن الذي ابتكره وروّج له في النصف الأول من القرن العشرين.
وأوضح الخبير: منذ منتصف القرن 19، بدأت في أوروبا، ثم لاحقا في الولايات المتحدة الأمريكية تطور ما يعرف بـ"النظريات العرقية"، وهي نظريات كانت تعد في ذلك الوقت نظريات علمية، وتقول إن البشرية يمكن تصنيفها ضمن تسلسل هرمي للعرقيات.
وتابع ياكوفليف أنه وفي قمة هذا الهرم العرقي البشري يوجد البيض، ومن بينهم ما يشبه "الأرستقراطية"، وهي العرق النوردي، الذي يقطن بشكل رئيسي في ألمانيا، وإنجلترا، واسكندينافيا، ثم يأتي بقية الأوروبيين الذين فقدوا خصائصهم النوردية بسبب اختلاطهم بأعراق أخرى.
وأضاف الخبير، بعدهم تأتي الأعراق الصفراء - الآسيويون، وفي أسفل الهرم يوجد أصحاب العرق الأسود، وهم يعدون أدنى الأعراق. وبالإضافة إلى هؤلاء، هناك اليهود، الذين وفقا لأكثر أشكال هذه النظريات العرقية تطرفا، كان يستثنون تماما من إطار البشرية، إذ أعلن النازيون أن اليهود ليسوا بشرا بشكل كامل.
وبحسب الخبير، كان من بين منظري هذه النظريات العرقية شخص يدعى لاثروب ستودارد، أمريكي، يمكن تسميته "فيلسوفا" رغم أن هذه التسمية مشروطة، لكنه كان في زمانه كاتبا عاما معروفا، ومن قلمه خرج مصطلح "Underman" الذي ترجم إلى الألمانية بـ"Untermensch"، التي أصبحت لاحقا من المفاهيم الرئيسية في الدعاية النازية.