من المقرر أن يجري رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان البارزاني، اليوم الأحد، زيارة رسمية إلى طهران، يلتقي خلالها كبار المسؤولين الإيرانيين، وسط تأكيدات بأن حكومة الإقليم تبحث عن ضمانات وحلول إيرانية لملفات أمنية وسياسية في أزمات عدة يعاني منها الإقليم.
وذكرت وسائل إعلام كردية عراقية مرتبطة بحكومة الإقليم أن "البارزاني سيلتقي عددا من المسؤولين الإيرانيين وسيبحث ملفات عدة"، مؤكدة أن "الزيارة تأتي لتعزيز العلاقة المشتركة بين الجانبين"، من دون ذكر مزيد من التفاصيل.
كما نقلت محطة تلفزيون "رووداو"، عن مسؤول في حكومة الإقليم، أن ملفي الهجمات الإيرانية وإبعاد إقليم كردستان عن الصراع الإقليمي الحالي سيكونان محور الزيارة الأولى منذ نحو 3 سنوات.
وتأتي الزيارة في توقيت حساس لإقليم كردستان، بعد جولات للمباحثات أجراها البارزاني أخيرا في بغداد مع رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، وأطراف تحالف "الإطار التنسيقي"، ومواقف الفصائل العراقية المسلحة المرتبطة بإيران، وخطاباتها التصعيدية ضد الإقليم، فضلا عن الزيارة الأخيرة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى بغداد وأربيل، وبحث إنهاء وجود حزب العمال الكردستاني في العراق.
من جهته، أكد مسؤول في حكومة إقليم كردستان أن الزيارة مهمة جدا لتوطيد العلاقة بين الجانبين، وأن ملفاتها حساسة، مبينا لـ"العربي الجديد"، مشترطا عدم ذكر اسمه، أن "الزيارة ستبحث ملفات عدة أبرزها ملف المعارضة الإيرانية في الإقليم والقصف الإيراني على أربيل، ومدى التزام بغداد وأربيل بتنفيذ الاتفاقية المشتركة مع الجانب الإيراني، وهو ما يتطلب ضمانات إيرانية لعدم تنفيذ هجمات جديدة".
وأضاف أن "الزيارة ستبحث أيضا الهجمات بالطائرات المسيّرة التي تنفذها جماعات عراقية مسلحة على الإقليم، التي كان آخرها الهجوم على حقل نفطي في السليمانية"، مؤكدا أن "الأزمة بين بغداد وأربيل ستكون حاضرة، خاصة ما يتعلق بقرارات المحكمة الاتحادية التي رفضتها حكومة أربيل، فضلا عن ملفات أخرى".
وشدد على أن "حكومة الإقليم تدرك جيدا أهمية العلاقة مع إيران وتأثيرها في العراق، وأن الإقليم بحاجة إلى ضمانات إيرانية في ملفات عدة، خاصة في ما يتعلق بهجماتها على الإقليم وهجمات الفصائل المسلحة".
وعلى الرغم من الهجمات الصاروخية الإيرانية المتكررة على إقليم كردستان، إلا أن حكومة الإقليم لم تعتمد خطابا تصعيديا ضدها، وهي تحاول دائما التهدئة معها.
ويحذر سياسيون كرد من الاعتماد على دول الجوار في حل أزمات الإقليم، وقال النائب السابق عن الاتحاد الوطني الكردستاني عبد الباري الزيباري، في تدوينة له على "إكس": "حذار لِصناع القرار في الإقليم من الاعتماد على دعم دول الجوار، كونها (دول الجوار) متفقة على إزالة الكيان غير المرغوب به وهو إقليم كردستان"، مضيفا: "لا تنخدعوا وترموا شعبكم إلى التهلكة كما فعلتم سابقا".
وتتهم إيران حكومة إقليم كردستان بأنها توفر مساحة لأنشطة الموساد الإسرائيلي، واتخذت حكومة طهران من تلك التهمة حجة لتنفيذ هجماتها الصاروخية على مناطق في الإقليم، تسببت بوقوع قتلى وجرحى، وهو ما تنفيه أربيل، وسبق أن رد زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني على تلك الاتهامات بالنفي، معتبرا أنها "غير حقيقية" ولا وجود للموساد في الإقليم.