حراك كردي عراقي في واشنطن وطهران: تحييد إقليم كردستان والانتخابات

العربي الجديد
  • منذ 6 شهر
  • العراق في العالم
حجم الخط:

يشهد إقليم كردستان العراق منذ أيام حراكا سياسيا خارجيا للحزبين الرئيسين في الإقليم: "الديمقراطي الكردستاني" بزعامة مسعود البارزاني، و"الاتحاد الوطني الكردستاني"، الذي يتزعمه حاليا بافل طالباني نجل مؤسس الحزب الراحل جلال طالباني. وفي خطوة لافتة، زار رئيس الإقليم والقيادي في الحزب الديمقراطي نيجيرفان البارزاني طهران في الأسبوع الحالي، والتقى خلال زيارته التي استمرت يومين بعدد من القيادات السياسية والحكومية الرسمية في البلاد، أبرزهم المرشد الإيراني علي خامنئي، والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ورئيس مجلس الشورى الإسلامي محمد باقر قاليباف، إلى جانب قيادات بارزة في الحرس الثوري الإيراني.

كما وصل زعيم حزب الاتحاد الوطني بافل طالباني، أمس الثلاثاء، إلى واشنطن، في زيارة لم يُعلن عنها مسبقا، وعقد سلسلة لقاءات، كان أبرزها لقاء مع مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط باربارا ليف، ومنسقة الخارجية الأميركية لشؤون الإرهاب إليزابيث رتشارد.

أسباب الحراك في إقليم كردستان

ويُنظر إلى حراك الحزبين الغريمين والمتنافسين داخل الإقليم الكردي الذي يتمتع بحكم شبه مستقل عن بغداد منذ الغزو الأميركي للبلاد وإقرار الدستور الجديد، باعتباره مرتبطا بملفات داخلية في الإقليم وأخرى تتعلق بالعلاقة مع بغداد والتوتر الحالي بالمنطقة. ويقول الخبير بالشأن السياسي الكردي في كركوك سلام الجاف لـ"العربي الجديد"، إن "الحراك الحالي له علاقة مباشرة بالأزمة السياسية الداخلية في إقليم كردستان بين أربيل والسليمانية المتعلقة بالانتخابات الداخلية بالإقليم، التي قرر الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني مقاطعتها، وإصرار خصمه الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة بافل طالباني على المضي بها".

وأضاف أنه يرتبط أيضا بـ"ملفات الإقليم مع تركيا وإيران من جهة ووجود أكبر قاعدة أميركية في العراق داخل أربيل وعلاقة الأحزاب الكردية بقوات قسد في سورية، وملف حزب العمال الكردستاني، والأزمة المالية مع بغدادواصفا الملفات بأنها "كثيرة وشائكة، وما يزيدها صعوبة هو الانقسام الكردي الحالي بين الحزبين الرئيسين". ويشير الجاف إلى أن "الصراع السياسي الداخلي الكردي تم استغلاله من تركيا وإيران في دعم طرفي الصراع، وكذلك من قبل أطراف في بغداد"، وفقا لقوله.

لكن عضو الحزب الديمقراطي الحاكم في الإقليم علي البرزنجي، قال لـ"العربي الجديد"، إن زيارة البارزاني إلى إيران حملت ملفات الإقليم، مثل القصف الإيراني الأخير والجماعات الإيرانية الكردية المعارضة والتعاون في مجال وقف التهريب والتنقل غير الشرعي عبر الحدود والمعابر غير الرسمية"، مضيفا أن الزيارة في طهران تختلف بالتأكيد عن زيارات يجريها زعماء أحزاب أخرى لعواصم أخرى"، في إشارة إلى زيارة بافل طالباني الحالية إلى واشنطن.
بالمقابل، اعتبر الناشط السياسي المعارض في الإقليم ستران أحمد أن "أي حراك خارجي لحزبي السلطة في الإقليم يجب أن يتضمن تجنيب الإقليم التوتر العسكري الحالي في المنطقة". ووفقا لأحمد، فإن التصعيد التركي الحالي ونذر عملية عسكرية جديدة ضد مسلحي العمال الكردستاني، ومخاوف تكرار الهجمات الإيرانية على الإقليم ضمن الجو المحتقن بالمنطقة، هي أبرز مخاوف مواطني إقليم كردستان، واعتبر أن مناقشة أي ملف آخر قبل هذا الملف ستعتبر الحراك السياسي الحالي لقادة أربيل والسليمانية بأنه "حراك حزبي يرتبط بمصالح كلا الجانبين".

واليوم الأربعاء، رفع حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة بافل الطالباني شكوى ضد مسرور البارزاني، رئيس حكومة الإقليم، عند المحكمة الاتحادية العليا ببغداد، ضد شكوى سابقة تقدم بها البارزاني لتأجيل انتخابات الإقليم المقررة الشهر المقبل، في محاولة من الحزب لمنع تأجيل الانتخابات التي أعلن حزب البارزاني مقاطعتها الشهر الماضي.

في غضون ذلك، اختلفت المواقف في الشارع الكردي من هذا الحراك بين مؤيد وآخر يرى أنه كان ينبغي التوافق داخل البيت الكردي قبل التوجه للخارج. وقال أحمد إسماعيل على منصة إكس: "بافل الطالباني اليوم في واشنطن واجتمع مع نائبة مساعد في وزارة الخارجية الأميركية ويتحدث من هناك عن إجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها وكان عليه التوجه إلى هولير (أربيل)، ومناقشة كافة القضايا الخلافية بينهم للتوصل لرؤية واضحة خدمة لمستقبل الكرد وإقليم كردستان العراق أولا".



عرض مصدر الخبر



تطبيق موسوعة الرافدين




>