قيادي بالإطار التنسيقي: تغير موقف فصائل عراقية من الوجود الأميركي
كشفت الحرب الإسرائيلية على غزة عن وجود انقسامات وخلافات حادة بين فصائل عراقية حليفة لإيران بشأن العمليات العسكرية ضد الأهداف الأميركية في العراق والمنطقة، حيث اختار عدد من تلك الفصائل النأي عن أي نشاط عسكري بعد مشاركتها بشكل واسع في مجلس النواب والتمثيل الوزاري وغيرهما من المناصب العليا في الحكومة العراقية الحالية، وصدر موقف لافت عن أحد القياديين في الإطار التنسيقي اعتبر فيه أن الفصائل المسلحة تغيّر موقفها من الوجود الأميركي في العراق.
وقال رئيس الوزراء العراقي الأسبق حيدر العبادي، وهو أبرز قادة الإطار التنسيقي الحاكم في البلاد، إن الفصائل المسلحة لم تعد تنادي بإضعاف العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية، في إطار تعليقه على تطورات المشهد السياسي في البلاد، واعتبر مراقبون أن التصريح واقعي، نظراً إلى تبدل مصالح تلك الجماعات واندماجها في الدولة العراقية من خلال حكومة محمد شياع السوداني.
وقال العبادي، الذي تولى رئاسة الحكومة في العراق بين عامي 2014 و2018، في لقاء مع قناة الرشيد العراقية، أمس الأربعاء، إن "بعض الأطراف قد يكون لديها عداء مع دولة معينة، وهذا العداء والاعتراض ليس بالضرورة قطع العلاقات الدبلوماسية معها، ولهذا لم تكن هناك أي دعوة في العراق لقطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة الأميركية، بل لا أحد في الكتل، بما فيها تلك التي لديها أجنحة مسلحة داخل الإطار التنسيقي، ينادي بقطع العلاقات مع واشنطن، بل يرون إقامة العلاقات على أسس صحيحة".
حيدر العبادي: الجماعات المسلحة داخل الاطار لم تعد تنادي بإضعاف العلاقة مع الولايات المتحدة! pic.twitter.com/mQCP5dddpL
— قناة الرشيد الفضائية (@alrasheedmedia) June 5, 2024
وأضاف العبادي أن "هذه الجماعات المسلحة منذ البداية ليست مع قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة الأميركية، لكن تلك الجماعات كانت ترى في الوجود الأميركي العسكري على أرض العراق أمراً غير سليم"، مؤكداً أن الوجود الأميركي تغيّر بعد ظهور تنظيم داعش الذي احتل أراضي عراقية، ولهذا تواجدت قوات مسلحة لدول أجنبية على أرض العراق بطلب رسمي.
من جهته، قال المحلل السياسي والأمني محمد علي الحكيم لـ"العربي الجديد" إن "كلام العبادي لا يشمل كل الفصائل المسلحة، بل هو يشمل الفصائل التي لديها مشاركة واسعة في العملية السياسية وأصبحت تمتلك نفوذاً وقوة داخل الدولة العراقية، من خلال تسلمها المناصب، وأصبحت جزءاً أساسياً من عملية المحاصصة وتقاسم المغانم"، مبيناً أن "الفصائل المسلحة التي أصبحت جزءاً من العمل السياسي والحكومي لا تريد حقاً أي قطيعة مع واشنطن، فهي تخشى ذلك وتخشى تأثير ذلك في وضع العراق السياسي والأمني والاقتصادي، وهذا يمكن أن يهدد مستقبلها السياسي، ولهذا هي تنادي بإخراج الأمريكان إعلامياً، لكن هي مع هذا الوجود كحال أغلب قادة الإطار التنسيقي".
وأشار الحكيم إلى وجود "فصائل مسلحة ما زالت خارج المنظومة السياسية والحكومية وعلى رأسها حركة النجباء، ولهذا نجد الحركة في الكثير من قراراتها وبياناتها ضد الوجود الأميركي وهي ما زالت تضغط بكل الوسائل على حكومة السوداني من أجل حسم الوجود الأجنبي في العراق"، مضيفاً أن "كل القادة السياسيين، وعلى رأسهم قادة الإطار التنسيقي وقادة الفصائل المسلحة، يدركون خطورة الانسحاب الأميركي من العراق أو تراجع مستوى العلاقات ما بين بغداد واشنطن، ولهذا اتخذوا جميعاً موقف التهدئة ورمي الكرة في ملعب لجنة التفاوض، التي يدرك الجميع أنها لم تحقق أي نتائج حقيقية بخصوص الانسحاب على المدى القريب أو البعيد".