وقال النايل، في حديثه لـ"
سبوتنيك"، اليوم الثلاثاء: "تأتي خطوة تعيين مبعوث أممي في العراق، من عتُمان، ليمثل الأمم المتحدة في هذا الظرف الحساس ليكون الوسيط القادم بين
الحوثيين (أنصار الله) في اليمن، وحزب الله اللبناني ومليشيات الحشد في العراق، فضلاً عن إيران".
وأضاف: "سلطنة عُمان تُمثل الساحة الخلفية والحقيقية للمفاوضات بين الغرب وإيران وتتمتع بريطانيا بنفوذ واسع فيها، وجميع اللقاءات حُسمت مع طهران من خلال استظافة عمان على أراضيها وفود المفاوضات".
وتابع النايل: "تأتي خطوة تعيين مبعوث أممي جديد في
العراق، من عمان، ليمثل الأمم المتحدة في هذا الظرف الحساس لكي تلعب مسقط دور الوساطة القادم مع الحوثيين وحزب الله والفصائل العراقية المسلحة وأيضا إيران التي دفعت برئيس جمهوري إصلاحي، أعلن منذ اللحظة الأولى أن إيران لا تريد امتلاك سلاح نووي، وأنه يرحب بالمفاوضات مع أمريكا وأوروبا وهي خطوة إيرانية استباقية بعد فوز حزب العمال البريطاني وقبيل وصول ترامب للبيت الأبيض".
وأشار عضو "الميثاق الوطني" إلى أن "تلك الخطوة تأتي أيضا في ظل انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان التي اهملتها المبعوثة السابقة (بلاسخارات)، لكن يبدو أن محمد الحسان المبعوث العماني الجديد للعراق لن تكون مهمته سوى دفع آليات التفاوض مع إيران واذرعها، وسيكون ناقل للرسائل بين الغرب وإيران متخذا من الأراضي العراقية مقرا ووظيفة لذلك، وستعمد مليشيات الحشد وحكومة السوداني والإطار التنسيقي وإيران على تسهيل مهمة بعثته بشكل كبير، لأنهم بحاجة ماسة إلى ترطيب الأجواء واحتواء عزلة إيران".
وحول علاقة المبعوث الجديد بالأحداث في المنطقة العربية يقول النايل: "فيما يتعلق بالأحداث القادمة في المنطقة العربية ولاسيما سوريا التي بات واضحا أن الجهد الروسي يدفع باتجاه إعادة وحدة الأراضي السورية وإنهاء التواجد الإيراني والدفع باتجاه تشكيل هيئة انتقالية بعد بشار، والحال ينعكس على العراق واليمن وتأمين البحار والنفط وإنهاء الأزمة الفلسطينية التي بدأت دول أوروبية بالاعتراف بدولة فلسطين، وهذه مؤشرات صريحة أننا مقبلون على مسار جديد للصراع والأزمات المتنوعة في الشرق الأوسط".
أعلنت الأمم المتحدة، أمس الاثنين، تعيين محمد الحسّان ممثلا خاصا جديدا له في العراق، ورئيساً لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) خلفا لجينين هينيس بلاسخارت.
وقالت المنظمة الدولية، في بيان لها، إن "الأمين العام للأمم المتحدة أعلن تعيين محمد الحسّان من سلطنة عُمان ممثلاً خاصاً جديدا له في العراق ورئيسا لبعثة (يونامي) خلفا لجينين هينيس بلاسخارت الهولندية".
ودعت الحكومة العراقية في وقت الأمم المتحدة لأن تنهي مهمة عمل بعثتها السياسية (يونامي)، التي تؤديها في البلاد منذ أكثر من 20 عاما، بحلول نهاية 2025.
وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية: "تقدمت الحكومة العراقية خلال شهر مايو/ أيار 2023، بطلب إلى مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة، لتقليص ولاية بعثة الأمم المتحدة (يونامي) وإجراء تقييم موضوعي لعملها، تمهيدا لإنهاء مهمتها وغلقها بشكل نهائي، لانتفاء الظروف التي تأسست من أجلها هذه البعثة قبل 21 عاما" بحسب صحف عراقية.
وأضاف: "نتيجة لطلب الحكومة العراقية قام مجلس الأمن بتشكيل فريق الاستعراض الاستراتيجي المستقل، الذي أجرى تقييما مستقلا لبعثة يونامي، وخلص فيه إلى عدم وجود حاجة لاستمرار عملها وذلك نظرا للتطورات الإيجابية والإنجازات المهمة التي تحققت في العراق وفي شتى المجالات الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، وعلاقاته الإقليمية والدولية".
وتابع البيان: "طلبت الحكومة إنهاء عمل بعثة يونامي مع نهاية عام 2025، التي تعتبر مدة كافية يمكن خلالها تحقيق الغلق المسؤول"، آملا في "صدور قرار من مجلس الأمن نهاية هذا الشهر يتضمن الاستجابة لطلب الحكومة العراقية وتوصية الفريق الأممي المستقل، وينظّم كذلك متابعة بعض الملفات بآلية يتمّ الاتفاق عليها، بما يضمن، أيضا، استمرار عمل الوكالات الدولية العاملة في العراق".