الصحافة اليوم: 23-8-2024
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة23-8-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
الاخبار:
«قمة المفاوضات» – 2: نتنياهو يتبنّى التعطيل المسبق
مباحثات تحضيرية لـ«قمة مفاوضات» ثانية: الصخب الأميركي لا يلجم نتنياهو
وصل وفد إسرائيلي أمني رفيع، إلى القاهرة، أمس، لعقد مباحثات متجدّدة تضمّ إلى جانبه، وفدين: أميركي ومصري. وضمّ الوفد الإسرائيلي، رئيسي «الشاباك» رونين بار، و«الموساد» ديفيد برنيع، ورئيس شعبة التخطيط الاستراتيجي في جيش الاحتلال، الجنرال إليعازر توليدانو. كما وصل عن الأميركيين، مبعوث الرئيس الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، بريت ماكغورك. أما عن المصريين، فيقود الفريق المفاوض، رئيس «المخابرات العامة»، عباس كامل. وتدور هذه الاجتماعات حول «محور فيلادلفيا» ومعبر رفح، بشكل خاص؛ ولذا، تُعتبر مصر طرفاً مفاوضاً فيها، وليست وسيطاً فقط، إذ إن المسألة تدور حول حدودها ومعبر برّي يربط أراضيها بأراضي قطاع غزة؛ كما أن التواجد والتحرك العسكرييْن هناك، تحكمهما اتفاقية «كامب ديفيد» بين مصر والعدو، والذي طلب الأخير منذ أيام إدخال تعديلات عليها، تسمح بتواجد عسكري إسرائيلي أكبر في المنطقة الحدودية، وهو ما رفضته القاهرة. وبحسب ما نقله موقع «أكسيوس» عن مصادر مطّلعة، فإن «المسؤولين الإسرائيليين وصلوا إلى القاهرة، ومعهم خريطة محدّثة بشأن نشر القوات الإسرائيلية في ممر فيلادلفيا». وأوضحت المصادر أن «الخريطة تُظهر انخفاضاً في عدد قوات الجيش، لكن الأخيرة لا تزال منتشرة في الممر بأكمله». كما جرى الحديث عن أن «إسرائيل اقترحت وضع 8 أبراج مراقبة على طول الحدود مع مصر، فيما اقترح الأميركيون تقليص عددها إلى 2، لكنّ المصريين رفضوا المقترحين على حدّ السواء». وفي السياق نفسه، نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين مصريين قولهم إن «القاهرة تسعى للحصول على ضمانات أميركية بأنه حتى لو غادرت إسرائيل ممرّ فيلادلفيا في المرحلة الأولى لأي اتفاق، فإنها لن تعود في المراحل اللاحقة إذا تعثّرت العملية».على أنه يجدر التمييز بين هذه المباحثات المحدودة، وبين «قمة المفاوضات» التي عُقدت جولة منها في الدوحة الأسبوع الفائت، ومن المتوقّع أن تُعقد جولة أخرى منها خلال الأيام المقبلة في القاهرة (الأحد على ما يُرجَّح). وبينما انحصرت مفاوضات الأمس بين مصر وإسرائيل والولايات المتحدة، ستضمّ «قمة المفاوضات» الثانية القطريين أيضاً، فيما سيجري إطلاع حركة «حماس» على مجرياتها، وسيؤخذ بمواقفها وملاحظاتها، على غرار ما جرى في الدوحة. وبحسب «القناة 12» الإسرائيلية، فإنه «إلى أن يتمّ افتتاح جولة مفاوضات القاهرة الأحد المقبل، ستعمل الطواقم الإسرائيلية مع طواقم الدول الوسيطة لمحاولة تقليص الفجوات (…) وبالإضافة إلى ذلك، تتمّ ممارسة قدر كبير من الضغوط على حماس من قبل عدة جهات، لدفعها للانضمام إلى طاولة المفاوضات في العاصمة المصرية».
وبينما كان الحديث، أمس، يدور حول مقترح جديد تبنّاه الوسطاء، وخصوصاً الأميركيين، حول نشر «قوات دولية» في محوري «فيلادلفيا» و«نتساريم»، إضافة إلى معبر رفح الحدودي، لفترة محدودة ضمن المرحلة الأولى من الصفقة، خرج مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أمس، لينفي، في بيانين منفصلين، أي حديث عن استعداد إسرائيل لسحب قواتها من «فيلادلفيا»، مضيفاً أن «الحديث عن بحث نشر قوات دولية في المحور غير صحيح، ونتنياهو متمسّك بسيطرة إسرائيل على المنطقة».
وجاء ذلك على رغم ما كشفه موقع «أكسيوس» الأميركي، عن أن «الرئيس الأميركي، جو بايدن، أبلغ نتنياهو في اتصاله به أول من أمس، أنه يتوقّع مرونة إسرائيلية بشأن ممرّ فيلادلفيا». ونقل الموقع عن مسؤولين أميركيين إشارتهم إلى أن «المحادثات في القاهرة تهدف إلى إزالة آخر العقبات أمام التوصّل إلى اتفاق». ومن جهتها، نقلت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية عن مصادر قولها إن «العائق الرئيسي في محادثات الصفقة، هو رفض نتنياهو سحب القوات من محور فيلادلفيا»، فيما نصحت هذه المصادر «بخفض سقف التوقعات في ما يتعلق بإمكانية إبرام صفقة تبادل».
هل صحيح أن واشنطن لا تريد الحرب؟
انعكس قرار حزب الله الرافض استقبال أيّ مبعوث يحمل رسالة تهديد أو وعيد أو تحذير جموداً في حركة الاتصالات. وفي ظل تأكيد الحزب على أن الرد على اغتيال القائد الجهادي فؤاد شكر، في 30 تموز الماضي، «حتمي»، يتعرّض لبنان منذ نحو أسبوع لحملة تهويل ضخمة تقودها جهات غربية، أوروبية تحديداً، علماً أن مصادر دبلوماسية في بيروت ونيويورك أكّدت أن التقييم حتى الآن هو أن «واشنطن غير متحمّسة لخيار حرب كبيرة». لكنّ المصادر استبعدت عودة الهدوء في غزة ولبنان قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية.ونقلت شخصيات سياسية لبنانية أن دبلوماسيين بريطانييين وألماناً ناقشوا معها الأوضاع على الجبهة اللبنانية من زاوية مختلفة عن السابق، إذ إن هؤلاء لم يعودوا ينقلون تهديدات إسرائيلية مباشرة. لكنهم يعمدون إلى صياغة التهديد نفسه بطريقة مختلفة، كالقول إن «إسرائيل لا يمكنها تحمّل الوضع الحالي مع لبنان»، وإنها «حاولت التوسط عبر دول عربية وغربية والأمم المتحدة للتوصل إلى اتفاق. ولكن، إزاء رفض حزب الله الأمر، فإنها تجد نفسها معنية بمعالجة المشكلة بنفسها، والذهاب بالتصعيد نحو المواجهة الكبيرة»، محذّرين من أن «لبنان يعرّض نفسه لحرب مدمّرة» ستكون إسرائيل «شديدة القسوة فيها»، في محاولة لثني الحزب عن الرد، أو جعله دون المستوى الذي يزعج العدو الإسرائيلي
.
ومع «تسكير» الحزب، لجأت هذه الجهات إلى القوى السياسية المحلية المعادية لحزب الله، والتي تتصرف كشريكة في الحملة الهادفة إلى التأليب على المقاومة، واستغلال تأخر الرد على اغتيال شكر لإشاعة أجواء بأن حزب الله ضعيف وخائف من المواجهة مع إسرائيل، حتى ليبدو وكأن في لبنان من لم يتعلم من درس عام 2006، عندما راهن قسم من اللبنانيين، بقيادة فريق 14 آذار في حينه، على «سحق» إسرائيل للمقاومة.
وفي هذا السياق، جاء كلام النائب مروان حمادة في مقابلة تلفزيونية أول من أمس عن نشوب الحرب «خلال ساعات»، قبل أن يشيع في معرض توضيحاته المعلنة وغير المعلنة، بأن كلامه كان استنتاجاً بعد عشاء جمعه والنائب السابق وليد جنبلاط مع السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو، ما أوحى بأن مصدر معلوماته هو السفير نفسه، علماً أن أوساط السفارة الفرنسية نفت أن يكون أيّ من العاملين فيها قد تطرّق إلى الوضع على الجبهة اللبنانية من زاوية أن الحرب واقعة حتماً.
وعلمت «الأخبار» أن حمادة تعرّض فور انتهاء الحلقة التلفزيونية لتأنيب من جنبلاط الذي طلب منه إصدار توضيح والتراجع عن كلامه، وهو ما حصل، إذ أعلن أنه بنى معلوماته على «وقائع وحقائق مقلقة حصلت خلال الـ48 ساعة الماضية» وأن ما قاله مجرد «تحليل صحافي»، علماً أن حمادة كان قد أكّد وراء كواليس الحلقة التلفزيونية أنه استقى هذه المعلومات من دبلوماسيين فرنسيين.
ميدانياً، واصل حزب الله أمس عملياته ضد مواقع العدو على طول الجبهة اللبنانية، فاستهدف ثكنة برانيت ومواقع السماقة والمالكية والمرج، والتجهيزات التجسسية في موقع جل العلام بمحلّقة انقضاضية، وتموضعات لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع المطلة، وانتشاراً للجنود في محيط ثكنة أفيفيم، وشنّ هجوماً جوياً بسرب من المُسيّرات الانقضاضية على تموضعات لجنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة كريات شمونة. كما استهدف تموضعاً للجنود في محيط موقع الغجر ومبانيَ يستخدمها جنود العدو في مستعمرات المطلة والمنارة وزرعيت.
وفيما تحدّث رئيس مجلس الجليل الأعلى عن تزايد نشاط حزب الله مقابل انهيار مستوى الأمن في الشمال، اعتبر عضو الكنيست الجنرال احتياط يائير غولان أن «ما نعيشه اليوم هو هزيمة للمشروع الصهيوني وفشل قومي بسبب حكومة نتنياهو»، داعياً إلى «التوصل إلى صفقة تبادل تنهي الحرب في الجنوب وتكبح التصعيد في الشمال».
جنبلاط أنّب حمادة، وخصوم المقاومة في الداخل ينخرطون في حملة التهويل
ورأى اللواء احتياط في جيش الاحتلال إسحاق بريك، في مقال في صحيفة «هآرتس»، أنه «إذا اندلعت حرب إقليمية بسبب عدم التوصّل إلى اتفاق لإطلاق سراح الأسرى، فإن إسرائيل ستكون في خطر». وأضاف: «إسرائيل تسير مُسرعة نحو هاوية. إذا استمرت حرب الاستنزاف مع حماس وحزب الله، إسرائيل ستنهار خلال ما لا يزيد على سنة». وجزم بأن «كل مسارات المستوى السياسي والمستوى العسكري تقود إسرائيل إلى منزلق»، وفي إشارة إلى رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، قال إن «ديكتاتوراً يسيطر على مصير إسرائيل، وهناك قطيع غنم يسير خلفه أعمى إلى الذبح».
من جهة أخرى، نشرت «سلطة الطبيعة والحدائق» الإسرائيلية أن الحرائق في الشمال منذ بداية العام الجاري أتت على 189 ألف دونم من المساحات، جراء سقوط صواريخ المقاومة في المنطقة. وأشارت إلى أن غالبية المساحة المحترقة، وتبلغ 114ألف دونم، موجودة في هضبة الجولان، حيث الغطاء النباتي العشبي القابل للاشتعال. أما في الجليل فقد احترقت 74 ألف دونم. وأشار موقع القناة 12 الإسرائيلية إلى أن الحرائق التي كان جزء كبير منها نتيجة 6500 قذيفة صاروخية أُطلقت من لبنان في الأشهر العشرة من الحرب، اندلعت في 790 موقعاً في الشمال.
واشنطن تتراجع عن طلب تعديلات على مهام «اليونيفل»
أكّدت مصادر رسمية أن الولايات المتحدة تراجعت عن طلبها إدخال تعديلات على مشروع القرار الخاص بالتمديد لقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفل).
وأضافت أن الاتصالات مع الموفد الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتين وفرنسا باعتبارها «صاحبة القلم»، أي الطرف الذي يعدّ صياغة مسوّدة القرار، أدّت إلى التوجه نحو إقرار التمديد وفق الصياغة نفسها التي اعتُمدت العام الماضي، من دون أي تعديل في مهام القوة وطبيعة عملها وآلية التنسيق بينها وبين الجيش اللبناني. وأكّدت مصادر دبلوماسية لـ«الأخبار» أن القرار «سيمرّ من دون أي مشاكل».
الاستعدادات على خط النار: لا تطمينات من وزارة التربية
على وقع الحرب والاعتداءات الإسرائيلية المتنقلة، تسير الاستعدادات لانطلاقة عام دراسي جديد في المدارس والثانويات الرسمية والخاصة. حتى الآن، ليس واضحاً ما إذا كانت هناك رؤية أو وجهة ستسلكها وزارة التربية حيال فتح المدارس، في ظل ترقب ثقيل لأي مستجد ميداني قد يطرأ في أي لحظة وينسف كل شيء. «التريث» في اتخاذ القرارات هو الغالب في الوزارة حالياً، إذ لم يصدر الوزير عباس الحلبي، حتى الآن، المذكرة الرسمية السنوية التي تحدد مواعيد أعمال التسجيل في التعليم الرسمي وبداية العام الدراسي في كل مدارس لبنان، فيما تكثر السيناريوات المتداولة داخل الأوساط التربوية حول «التأجيل» وحتى «تعليق العام الدراسي لمدة سنة».الارتباك والقلق ينسحبان أيضاً على المدارس الخاصة ولا سيما في المناطق التي تتعرض للاعتداءات. فأعمال التسجيل تجري ببطء شديد، إذ إنه لم يتخذ كثير من الأهالي النازحين قرارهم بعد في شأن اختيار مدارس لأولادهم، سواء في مناطقهم أو في أماكن نزوحهم، في انتظار جلاء الصورة في الشريط الحدودي. ففي مدرسة خاصة واحدة في منطقة النبطية، مثلاً، تريث أهالي نحو 600 تلميذ في تثبيت تسجيل أبنائهم من دون أن يطلبوا إفادات للانتقال إلى مدارس أخرى. وبحسب رئيس فرع نقابة المعلمين في المدارس الخاصة في الجنوب، أسامة أرناؤوط، فإن القلق ينسحب أيضاً على مدارس صيدا حيث يتريث بعض الأهالي في تثبيت التسجيل حتى الآن.
وعلى خط النار، ينتظر مديرو 12 ثانوية رسمية مقفلة في القرى الحدودية وتلك المحاذية لها «تطمينات» من الحلبي بشأن مصير ثانوياتهم، ولا سيما أنهم يرفضون «الإقفال المؤقت»، حفاظاً على كيانات هذه الثانويات والتزاماً بخيار «المقاومة التربوية». كما يرفضون طرح الوزارة نقل الثانويات إلى مناطق أكثر أمناً، باعتبار أن الأمر لن يجدي نفعاً في استقطاب الطلاب النازحين إلى بيروت وجبل لبنان، عدا عن هذا الخيار يجعل تعاطي الأهالي مع هذه الثانويات على أنها ثانويات جديدة وغير معروفة بالنسبة إليهم، وبالتالي فإن التعليم من بعد، بحسب مدير ثانوية المربي محمد فلحة في ميس الجبل، فرج بدران، هو «الخيار الأمثل وقد نجح، العام الماضي، ضمن حدود معينة مع تراكم الخبرات في هذا المجال منذ كورونا، وفي إمكان الوزارة تعزيزه بتنفيذ تعاميمها ووعودها بدعم الطلاب والأساتذة بمقومات الصمود من مبالغ مالية وأجهزة إلكترونية». ولفت بدران إلى أن قرار الوزارة إلحاق الأساتذة بالمدارس الموجودة في مناطق النزوح لم يشمل الأساتذة المتعاقدين والمستعان بهم، ما أفقد بعضهم مصدر رزقه الوحيد. علماً أن معظم هذه الثانويات «الحدودية» تضررت بشكل كبير وتحتاج إلى إعادة ترميم قد تستغرق وقتاً، إذا توقفت الحرب.
أما في ثانويات بعض القرى الجنوبية المحاذية مثل شقرا ومجدل سلم التي بقيت مفتوحة، العام الماضي، وتابع فيها الطلاب عامهم الدراسي بصورة شبه طبيعية، فإنها تستعد لاستقبال الطلاب هذا العام أيضاً، والأمل معقود، كما قال مدير ثانوية شقرا وليد الأمين، على عودة جزء من الطلاب إلى الثانويات الرسمية نتيجة ارتفاع الأقساط وانتظام العام الدراسي السابق في الثانويات الرسمية وسيره من دون إضرابات وتعطيل. إلا أن الأمين تحدث عن توجّس الأهالي من توسع المعارك، وأشار إلى أن «النزوح من التعليم الخاص إلى التعليم الرسمي يمكن أن يحصل هذا العام في قرانا تحديداً، وإن كان يستبعد أن تكون هناك هجمة على هذا الصعيد».
الثانويات «الحدودية» تطالب بإبقاء التعليم من بعد وتعزيزه
في المقابل، رأى رئيس المنطقة التربوية في الجنوب، أحمد صالح، أن الوضع الأمني هو المحدد لوجهة وزارة التربية، فأهالي التلامذة في المدارس والثانويات الرسمية المقفلة وعددها 12 ثانوية و7 مدارس هم حكماً نازحون وسيتدبرون أمورهم في أماكن نزوحهم، تماماً كما حصل العام الماضي، وليست هناك حتى الآن أي إجراءات جديدة لهذا العام، مشيراً إلى أن الإدارات تداوم كل ثلاثاء، وأعمال التسجيل انطلقت عملياً في الصيف، وهناك ثانويات رسمية اكتمل عدد طلابها. و«أوعزنا إلى المديرين بإمكانية أن تزداد أعداد التلامذة المسجلين في المدارس الرسمية بنسبة 20 في المئة».
وعن اعتماد المدارس كمراكز إيواء للنازحين إذا تطورت الحرب، قال صالح إن عدداً قليلاً من المدارس والمهنيات الرسمية لا يزال يؤوي نازحين حالياً، إلا أن الوزارة، في الاجتماعات التنسيقية مع باقي الإدارات الرسمية، وإن أبدت استعدادها لاستقبال الأهالي النازحين، تمنت تجنب هذا الخيار واستبداله بإقامة مخيمات وما شابه، مشيراً إلى هناك 115 مدرسة و 36 ثانوية في المنطقة لا قدرة لها على استيعاب أعداد كبيرة من النازحين.
تسريب الامتحانات: هل تُلفلف التحقيقات؟
سلك ملف التسريب في الامتحانات الرسمية مساره القضائي في المباحث الجنائية في قصر العدل مع توقيف عدد من المُدّعى عليهم والتحقيق معهم. أبرز الموقوفين كان الناشط على إحدى المنصات التعليمية ا. ع المُدّعى عليه من وزير التربية عباس الحلبي، والذي استُدعي الإثنين الماضي وأُوقف ثلاثة أيام قبل إخلاء سبيله بسند إقامة. كما استُدعي أيضاً الناشط ع. و، المُدّعى عليه أيضاً من الحلبي، إلا أنه لم يمثل أمام التحقيق بعد. ومن بين المستدعين أيضاً الناشط ح. ط الذي تقول مصادر متابعة إنه حضر وغادر من دون أن يُحقق معه، فيما لا يزال موقوفاً كل من أ. ع. وع. و. وأحد أساتذة الفيزياء الذي ضُبط هاتف في حوزته.
وأشارت مصادر متابعة لسير التحقيقات إلى أنها تجري بصورة صورية وشكلية، ويجري إخلاء سبيل البعض على خلفية تدخّلات.
واستبعدت أن يُكشف التسريب طالما أن التحقيق يقتصر على الناشطين في بعض المنصات التعليمية فحسب، ولم يتوسّع ليشمل مسائل أثيرت خلال الامتحانات، ولا سيما ما حصل في لجنة الكيمياء من تأخير تسليم المسابقة واستقالة رئيس لجنة الفلسفة على خلفية تسريب المسابقة، وصولاً إلى المسؤولين المباشرين عن الاستحقاق، أي المدير العام للتربية بالتكليف رئيس اللجان الفاحصة عماد الأشقر ورئيس دائرة الامتحانات الرسمية بالتكليف ربيع اللبان. كما ينبغي أن يُحوّل التحقيق إلى أجهزة تمتلك تقنيات وتستطيع أن تُجري تحقيقات فنية في ملف حساس كهذا.
واشنطن: الحرب التي لن يربحها أو يخسرها أحد
الكلام عن الحرب لا يعني أنها ستقع، وإن كان الجميع يتهيّأ لها. في واشنطن كلام عسكري حول وجهة الحرب التي لن يربحها أحد ولن يخسرها أحد، لتصبح أشدّ خطورة في حال حصولها
ينقل عن أحد كبار المسؤولين العسكريين الأميركيين الرفيعي المستوى قوله في أحد اللقاءات أخيراً إن «الحرب التي يُخشى منها في الشرق الأوسط هي من نوع الحروب التي لا يمكن أن يربحها أحد أو يخسرها أحد». أي أنها ستكون حرباً مكلفة من دون أن يصل أيٌّ ممّن سيتورطون فيها الى النتيجة التي يتوخاها منها. من هنا، ارتفاع منسوب الخوف من حصولها لدى الأطراف المعنيين بها مباشرة، وفي العواصم الدولية على اختلاف اتجاهاتها، لأن نتائجها ستكون كارثية في انعكاسها على كل دول المنطقة.تعطي هذه الخلاصة لمحة عن التفكير الأميركي العسكري – السياسي حيال ما يحتمل حصوله، في حرب لا يخوضها طرفان متقابلان، بل تتعدد فيها الأطراف، ولكل منها حسابات مختلفة. وهذا يؤدي في نهاية المطاف الى زعزعة الخلاصات التي يمكن أن ترسو عليها نتائج أيّ حرب، فكيف إذا كانت تتعلق بقضية تتدخل فيها أكثر من دولة وأكثر من طرف عسكري، وتتشابك فيها القضايا والساحات بكل تركيباتها.
حتى الآن، لا يزال التقييم الأميركي ينحاز إلى خيار اللاحرب، وعلى يقين بأن الأطراف المعنيين لا يريدون الانزلاق إليها. لكن الخلاصة نفسها لا تزال أيضاً تخشى، رغم كل الرسائل المتبادلة حول الرغبة الجامعة في تفادي الانفجار الكبير، من خطأ يؤدي الى وقوع الحرب بمعناها الواسع. من هنا، حجم التدابير والاحتياطات الغربية الاستباقية، وهي كلها تقع ضمن استراتيجية واسعة، لا تتعلق فقط باستعراض القوة أو بحجم الانحياز التلقائي الى إسرائيل التي تصرّ على التصرف على أنها ليست في وارد التراجع عن أهدافها، لأن المرتبة الثانية التي تلي الاستعداد العسكري تتعلق بالوقائع السياسية المتأتية لاحقاً عما قد يحصل.
ومقولة «لا أحد يمكن أن يربح الحرب ولا أحد يمكن أن يخسرها»، بحسب الخلاصة العسكرية، لا تتعلق بكلام عن توازنات عسكرية أو ردع متبادل أو شكوك حوله أو نوايا الأطراف المشاركة في الصراع حالياً، بل في قراءة الاصطفافات الدولية والإقليمية حيال القوى التي ستتورط في الحرب، كما مستقبل المنطقة وفق ما بدأ ينتج من حدث 7 تشرين الأول. من هنا، تقرأ دوائر أميركية مستوى الضغوط التي تمارس ليس من جانب الدول الغربية وحدها، إزاء مسار التدهور ولجمه في اللحظة المناسبة لوقف الردود المتبادلة، من أجل ضبط إيقاع المنطقة، حيث لا حلول مستدامة ولا أفق واضحاً لما قد ترسو عليه نتائج 7 تشرين الأول وتداعياته في غزة والضفة الغربية، ولبنان الذي لم يكن معدّاً ليكون ساحة مواجهة.
لا يزال التقييم الأميركي منحازاً إلى خيار اللاحرب مع خشية من أيّ خطأ يؤدّي إلى وقوعها
ولعل البداية تكمن في أن هذا الحدث الذي فاجأ الجميع ولم يكن متوقعاً أن يحصل بالسرعة التي حصل فيها، رغم الإشارات التي كانت تدلّ على انفجار يقع في لحظة ما، سحب معه القضية الفلسطينية من الواجهة، وقد يبقى الأمر كذلك لسنوات عدة مقبلة. فرغم كل ما يعلن وما تعتدّ به دول وعواصم عربية وإقليمية حيال مستقبل القضية الفلسطينية والحلول المقترحة، ليس حلّ الدولتين أحدها فقط، فإن أنظار العالم كله تتجه نحو الحدث الوحيد اليوم، هو الصراع بين إيران وإسرائيل والحرب المحتملة بينهما ومستقبل المنطقة بينهما إن لم تقع الحرب. إذ إن هذا الصراع يؤسس لمرحلة جديدة تختلف تماماً عن السنوات السابقة التي شهدت صعود إيران ونفوذها في ساحات الشرق الأدنى، وما يمكن أن ينجم عنه من كفّ يدها أو العكس. وفي هذا الصراع، لا بد من أن تتداخل عناصر إقليمية ودولية عدة، لكل منها حساباته في تأجيج الصراع أو كبحه، أو حتى استخدامه لتعزيز صعود دول وعواصم إقليمية أخرى. لكن كل ذلك مرهون بحسابات تدرس برويّة وليس تحت ضغط الحرب أو الانتخابات الأميركية أو حرب أوكرانيا والدور الروسي وما ينتظر منه.
من هنا، تصبح التدخلات الفاعلة للجم الاتجاه نحو الحرب أكثر جدية في التعامل بواقعية، مع أن عامل الخسارة والربح سيكون مؤثراً على جميع الأطراف، بحيث تذهب المنطقة الى صراع مكلف ومدمّر وطويل الأمد، من دون أن يكتب الفوز النهائي لأيّ طرف.
لكن، في المقابل، فإن خيار اللاحرب بلا اتفاقات نهائية لا تتعلق بالمرحلة الآنية التي بدأت في تشرين الأول ولا بغزة وحدها، ولا حكماً بوقف «الأعمال العدائية» موقتاً، ستنتج منه حتماً تداعيات تضع المنطقة على فوهة بركان لسنوات مقبلة، لأنّ أيّاً من الأطراف المعنيّين ليس مستعداً لتجاوز حجم الخسارة التي تكبّدها خلال الأشهر الماضية، وهي خسارة مكلفة إذا لم يقبض سلفاً أثماناً توازي حجم الخسارة. وحتى الآن، لا تبدو الأثمان جاهزة لتدفع في الوقت القريب، في لبنان والقضية الفلسطينية والمنطقة تباعاً، للطرف المناسب ومن الطرف المناسب أيضاً.
اللواء:
معارك لبنان الرمادية: منع تغيير انتداب اليونيفيل ومحاصرة النظام المصرفي
الباخرة الجزائرية تصل الأحد والكهرباء خلال أيام.. والتصعيد الجنوبي يتمدَّد
تكاثرت على نحو، غير مفاجئ مواجهات لبنان الدولة لجملة من التحديات، بعضها يتعلق بالسعي لمنع الحرب الشاملة بين اسرائيل وحزب الله، واستطراداً لبنان، وهي أشبه بالمعارك الدبلوماسية والحالية للحفاظ على استقرار، يسمح بالانتقال من حالة السلطة القلقة الى مرحلة السلطة المستقرة، مع انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
وثاني المعارك، التمديد لقوات الامم المتحدة العاملة في الجنوب من دون تغيير في المهام، يزيد الوضع تعقيداً اكثر من تعقيداته.
أما ثالثة المعارك، او ثالثة الاثافي، فهي معركة منع وضع لبنان على اللائحة الرمادية لأسباب باتت معروفة.
وأبدى مصدر دبلوماسي لبناني سابق ومتابع للتطورات لـ «اللواء» قلقه على الوضع اللبناني خلال الاشهر المقبلة الفاصلة عن الانتخابات الاميركية وتسلم الادارة الجديدة مهامها في مطلع العام المقبل، نتيجة حالة التوتر القائمة في المنطقة وعدم قدرة الادارة الاميركية الحالية على لجم اندفاعة رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو وشركاؤه المتطرفين في الحكومة نحو التصعيد مع لبنان وربما الذهاب نحو حرب لو محدودة، لا سيما مع تعذر التوصل حتى الان الى اتفاق حول الوضع في غزة.
وقال المصدر: ان المرحلة المقبلة قد تشهد تطورات خطرة لا احد يعلم مداها وكم ستطول، خاصة ان نتنياهو لا شيء لديه ليخسره فحين تنتهي الحرب سينتهي سياسياً ما لم يذهب للسجن. ولا يعلم احد متى يحصل رد ايران وحزب الله على اغتيال الشهيدين اسماعيل هنية وفؤاد شكر، وكيف سيكون وكم سيستمر وما سيتلوه، لكن التقديرات والمنطق يقول ان اسرائيل يفترض ان تستوعب الرد ولا تذهب لرد اقوى، لأنها تدرك كما كل العالم ان ما قامت به لا يمكن ان يمر مرور الكرام.
واكد الرئيس نجيب ميقاتي ان الاتصالات واللقاءات الدبلوماسية التي يجريها تصب في سياق العمل على تأمين التمديد التلقائي للقوات الدولية العاملة في الجنوب، من دون ادخال أي تعديلات على مهامها، وتماماً كما هي الحال اليوم..
وكشف عن تفهُّم دولي للموقف اللبناني، خشية ان تؤدي التعديلات الى اعادة تأزيم الوضع اكثر مما هو متأزم.
وأكد ميقاتي ان الحكومة مستمرة في عملها لتمرير المرحلة الصعبة التي نمر بها، ومن لديه اقتراحات فليتقدم بها للمعالجة، بدل الانتقال او اللجوء الى السلبية والمقاطعة.
دبلوماسياً، وفيما طالبت الصين امس رعاياها بمغادرة البلد بأسرع وقت، تلقى وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحيب اتصالا هاتفيا من وزيرة خارجية اليابان يوكو كاميكاوا ناقشا خلاله الوضع المتوتر في الشرق الأوسط. وجدد بوحبيب التحذير في حال فشلت المفاوضات بشأن غزة فإن الوضع قد يخرج عن السيطرة في المنطقة.
معركة «اللائحة الرمادية»
وسط هذه الاجواء القاتلة بدا ان القطاع المالي والمصرفي يواجه معركة مع مجموعة العمل المالي (FATF) لمنع ادراجه على اللائحة الرمادية، على خلفية المضي باعتماد الاقتصاد النقدي، والذي يشكل مستنقعا لنمو الجرائم المالية.. مما يهدد بوضع النظام المالي تحت مراقبة جديدة قد تحيله مستقبلا الى القائمة السوداء.
واستعرض حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري اجراءات المصرف المركزي وسعي لبنان لتخطي صعوبات ابرزها ادراجه في العام 2000 من قبل مجموعة العمل المالي لمكافحة تبييض الاموال على قائمة الدول غير المتعاونة.
وأوضحَ منصوري أن مصرف لبنان «أصدر التعميم 165 الذي أتاح فتح حسابات جديدة بالأموال النقدية بالدولار والليرة، لاستعمالها لتسوية التحاويل المصرفية الإلكتروية الخاصة بالأموال النقدية، وتسوية مقاصة الشيكات التي يتم تداولها أيضاً بالأموال النقدية، مما يحد من محاولات تبييض الأموال وتمويل الإرهاب ويحجِّم الاقتصاد النقدي. كما يعمل مصرف لبنان على تطبيق إجراءات لتعزيز استخدام وسائل الدفع الإلكترونية، بهدف تقليل الاعتماد على النقد في السوق اللبناني. وتتماشى هذه المبادرات مع المعايير الدولية، لا سيما تلك التي تهدف إلى مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب».
وحذر الامين العام للمصارف العربية وسام فتوح من ادراج لبنان على اللائحة الرمادية، معتبرا ان لذلك «تداعيات وعواقب خطيرة».. ومنها احتمال توقف المصارف المراسلة عن التعامل مع النظام المالي اللبناني، وتوقف عمليات تمويل التجارة الدولية، والتحويلات المالية، والضرر الكبير بسمعة لبنان.
وقال رئيس هيئة التحقيق الخاصة في مصرف لبنان عبد الحفيظ منصور ان الاقتصاد النقدي حالة غير مرغوب فيها في المنظومة المالية العالمية.. مؤكدا التزام لبنان بالمعايير الدولية لمكافحة تبييض الاموال وتمويل الارهاب، موضحا ان حجم الاقتصاد النقدي يبلغ 4 مليار دولار اي ما يشكل نصف حجم الاقتصاد.
واعتبر رئيس الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب جوزيف طربيه ان لبنان بحاجة لإيجاد حل للازمة المصرفية بما يعيد للمصارف دورها في ادارة الاقتصاد الوطني، وتوسيع الوصول الى الخدمات المالية للافراد والشركات بما يقلل الاعتماد على النقد.
الكهرباء خلال أيام!
ابلغ وزير الطاقة وليد فياض «اللواء» ان اقرب شحنة غاز اويل لمعامل انتاج الكهرباء ستصل الى لبنان من مصر يوم 25 او26 آب الحالي وتقدر حمولتها بـ 30 الف طن، وهي نتيجة المناقصة التي اجرتها الوزارة وربحتها شركة مصرية، وسيتم دفع ثمنها من حساب مؤسسة كهرباء لبنان بمبلغ 25 مليون دولار. وسيتم اجراء الفوصات المخبرية لها للتأكيد من مواصفاتها في اليوم التالي ثم يتم تفريغها.
واوضح ان شحنة الفيول اويل الجزائرية ستصل الى لبنان في 27 آب الحالي، لكن لا يمكن استخدامها فوراً بل سنجري لها مزايدة لمبادلتها بكمية نحو 20 الف طن من الغاز اويل لزوم معامل الكهرباء، لأن الغاز اويل افضل واسرع من الفيول.
واضاف الوزير فياض: بالنسبة لشحنة الفيول العراقي المقدرة بمائة الف طن فستصل ايضاً في 25 آب الحالي (الأحد) وسيتم تحميلها من ميناء البصرة، وستتم ايضاً مبادلة الكمية بنحو 60 الف طن من الغاز اويل.
واوضح ان الكميات التي سيتم استعمالها تكفي حاجة لبنان لمدة شهر وستؤمّن انتاج الكهرباء بين 4 الى 6 ساعات يومياً. بإنتظار استكمال وصول الدفعات الاخرى من الفيول العراقي على امل ألّا تتعرض لعقبات.
وقد أبحرت الناقلة الجزائرية «عين أكر» إلى لبنان محملة بشحنة أولى تبلغ 30 ألف طن من مادة الفيول، بهدف إعادة تشغيل محطات الطاقة في البلاد.
وستتبع هذه الشحنة شحنات أخرى، لكن في الوقت الحالي، لم يتم الإعلان عن الكمية الإجمالية من الفيول التي سيتم إرسالها.
واوضح الوزير فياض، إن «شحنة الوقود التي قررت الجزائر إرسالها إلى لبنان لمساعدته على حل أزمة انقطاع الكهرباء، هي هبة غير مشروطة».
الوضع الميداني
ميدانياً، اعلنت المقاومة عن استهداف موقع لقوات الاحتلال، بدءا من استهداف محيط ثكنة افيغيم بالاسلحة المناسب، كما استهدفت المقاومة مستعمرة المنارة.
وقالت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان مبنى في زرعيت في الجليل تعرض لاضرار بسبب سقوط صاروخ اطلق من لبنان.
كما تحدثت المقاومة الاسلامية عن استهداف مبانٍ يستخدمها جنود العدو في مستعمرة المطلة.
كما استهدفت المقاومة تموضعا للاحتلال في محيط موقع الغجر.
كما استهدفت المقاومة التجهيزات التجسسية لموقع العلام بمحلَّقة انقضاضية.
وسجلت سلسلة غارات للطيران المعادي، احداها على عيتا الشعب..
كما قصفت المدفعية الاسرائيلية بلدة الناقورة.
كما هاجمت الطائرات الاسرائيلية بلدة الجبين.
البناء:
بدء وصول الوفود إلى القاهرة لجولة مفاوضات السبت والأحد.. والمحور فيلادلفيا
حماس تؤكد أنها غير معنيّة بالتفاوض ومتمسّكة بتنفيذ ما عُرض عليها في 2 تموز
الاحتلال يتحدّث عن نقل مركز العمليّات شمالاً… لكن للردّ المتماثل على الضربات
كتب المحرّر السياسيّ
يبذل الرئيس الأميركي جهوداً متواصلة لمسح الآثار السلبية التي تركتها تصريحات وزير خارجيته أنتوني بلينكن التي قالت إن التفاوض مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو انتهى بقبوله المقترح الأميركي وإن المطلوب من حماس إعلان الموافقة ليتم إنجاز الاتفاق. وكانت تصريحات بلينكن قد أثارت الاستهجان داخل الكيان وفي واشنطن ولدى الوسطاء لجهة تقديم هدية استثنائية لنتنياهو بتبرئة ساحته من أي مسؤولية عن تعطيل فرص الاتفاق بإضافة المزيد من المطالب كل مرّة، كما يؤكد قادة الوفد التفاوضي للكيان. وكما قال وزير حرب الكيان وأكدت الصحف الأميركية وقادة الأجهزة الأمنيّة في الكيان، وكان كافياً أن تقول حماس إن ادارة بايدن باعت مبادرتها لنتنياهو وإن المقاومة غير معنيّة بهذا التفاوض، كي يستدرك بايدن الفشل التفاوضي الذي يريده لحجب فرص إطلاق يد إيران وقوى المقاومة في الذهاب الى تنفيذ ردها الموعود على الاعتداءات الإسرائيلية التي استهدفت بيروت وطهران واغتالت القائدين الكبيرين إسماعيل هنية وفؤاد شكر.
أرسل بايدن إلى القاهرة بريت ماكغورك مستشاره لشؤون الشرق الأوسط، كما أعلن عن وصول وفود الكيان لتحمل خرائط محدّثة عن مناطق الانتشار التي يطلب الكيان الاحتفاظ ببقاء نقاط لجيش الاحتلال فيها، ويجري الحديث عن جولة السبت والأحد بصفتها محطة حاسمة تقرّر مصير التفاوض وسط تركيز مبرمج ومفتعل على مصير محور فيلادلفيا، وتسويق معادلة تقول إن الاتفاق حول قضايا الخلاف المتعلقة بالسيطرة على محور فيلادلفيا، يجب أن يعني ولادة الاتفاق، وإن لم يولد تكون حركة حماس هي المسؤولة. والمقاومة تقول استباقاً إن الخلافات حالت دون التوصل إلى اتفاق قبل أن تولد قضية محور فيلادلفيا، وإن محاور الخلاف كانت وهي باقية حول هل الهدف هو هدنة ستة أسابيع أم إنهاء الحرب؟ وهل إنهاء الحرب يضمن انسحاباً شاملاً لجيش الاحتلال من قطاع غزة وليس من محور فيلادلفيا فقط؟ وهل تبادل الأسرى سوف يتمّ وفق ما تمّ الاتفاق عليه سابقاً بعدم امتلاك جيش الاحتلال أي فيتو على أسماء الأسرى المُفرَج عنهم، ولا على مناطق توجّههم.. وهذه قضايا كانت ولا تزال هي جوهر الاتفاق والخلاف.
اتفاق 2 تموز الذي عُرض على حماس وقبلت به ليس على الطاولة، وما يجري برأي مصادر متابعة للمسار التفاوضي هو الجمع بين إدارة التفاوض لشراء الوقت والتشويش على توقيت الردّ المرتقب من إيران والمقاومة، وبين الحفاظ على صورة يتمّ عبرها تحميل حركة حماس مسؤولية عدم التوصل إلى اتفاق وتبرئة ساحة الكيان من المسؤولية.
على جبهة لبنان تواصل المقاومة ضرباتها الموجعة لجيش الاحتلال، الذي يعترف كل يوم بتساقط الصواريخ والطائرات المسيّرة فوق ثكنات ومقار قيادة قواته، و بينما يجري الحديث عن بدء نقل التركيز على جبهة الشمال بدلاً من جبهة الجنوب، أي الجبهة مع لبنان بدلاً من غزة، تؤكد مصادر عسكرية متابعة للوضع في جنوب لبنان أن لا مؤشرات جديدة على حشود عسكرية نوعية إضافية في شمال فلسطين المحتلة، بينما يتحدث قادة جيش الاحتلال عن أن التركيز نحو الشمال يعني ضمان الردّ المتماثل على ضربات المقاومة من دون أن تأتي على ذكر نظرية الذهاب إلى حرب كبرى أو شاملة مثلما يحب ترويجَهُ بعضُ المنخرطين في الحرب النفسية على اللبنانيين.
وبعدما فشلت جولة المفاوضات الجديدة كما زيارة وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن الى المنطقة، تسود حالة من الحذر والترقب لبنان والمنطقة في ظل توقعات بجولة تصعيد على الجنوب وعلى مستوى المنطقة، في ظل استمرار الرسائل الغربية والعربية للبنان والتي تحذّر من قرار إسرائيلي بتوسيع الحرب على لبنان وضرورة الضغط على حزب الله لتجنب التصعيد وعدم الرد، وفق ما علمت «البناء»، فيما أكد وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب، خلال تلقيه اتصالاً من وزيرة الخارجية اليابانية يوكو كاميكاوا، أن «فشل المفاوضات بشأن غزة قد يخرج الوضع في المنطقة عن السيطرة». ومساء أمس، نقلت صحيفة «هآرتس» عن مصدر سياسي تأكيده أن «رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يغير مواقفه بعد الاتصال الهاتفي مع الرئيس الأميركي جو بايدن الليلة الماضية».
ووفق أجواء دبلوماسية لـ»البناء» فإن «»إسرائيل» تعمل على إبعاد حزب الله مسافة 10 كلم عن الحدود من خلال تكثيف الضربات العسكرية والأمنية لتدمير القرى الأمامية على طول الشريط الحدودي لخلق منطقة عازلة إضافة الى اغتيال قيادات ميدانية في حزب الله، وذلك لاستعادة الأمن الى الشمال وإعادة المستوطنين في ظل ما تتعرّض له الحكومة الإسرائيلية من ضغوط سياسية وشعبية لاستعادة الردع على الجبهة الجنوبية، لكن «إسرائيل» لا تريد أن نتزلق الأمور الى حرب شاملة مع حزب الله تفادياً لتداعياتها الكبيرة في ظل الأزمات المتعددة العسكرية والسياسية والاقتصادية في الجبهة الداخلية التي خلقتها الحرب منذ عشرة أشهر». كما علمت «البناء» أن أكثر من دبلوماسي غربي وعربي سيزورون لبنان في محاولة لحضّ الحكومة اللبنانية الضغط على حزب الله لعدم الرد على «إسرائيل».
وتشير مصادر مطلعة لـ»البناء» الى أن «المقاومة على أهبة الاستعداد لكافة الخيارات والسيناريوات، لكنها لن تمنح نتنياهو الذرائع التي يبحث عنها لتوسيع الحرب للخروج من طوق أزماته ومآزقه»، لكن المقاومة وفق المصادر «لن تسمح للعدو بفرض قواعد اشتباك ومعادلات جديدة وترد على كل عدوان برد مماثل لا سيما قصف قواعد عسكرية حساسة في الجولان رداً على العدوان الأخير على البقاع واستهداف مستعمرات جديدة في شمال فلسطين المحتلة رداً على استهداف المدنيين في الجنوب ما يلحق خسائر فادحة في صفوف جيش الاحتلال ومستعمراته».
وتعليقًا على الحرائق التي اندلعت في المستوطنات الشمالية وأتت على 189 ألف دونم من المساحات، جراء سقوط صواريخ المقاومة في المنطقة، قال عميت دوليف عالم البيئة الصهيوني في «إقليم الشمال» في «سلطة الطبيعة والحدائق»: «نحن نتحدث عن حرائق ضخمة، وهذه أرقام ليست مذكورة عندنا».
وبحسب معطيات سلطة الطبيعة والحدائق، حجم المناطق التي احترقت منذ بداية السنة في الشمال ازدادت بأكثر من 200% من أي عام خلال السنوات الست الأخيرة، وأكبر بكثير من الحرائق التي اندلعت في حرب لبنان الثانية وفي حريق الكرمل عام 2010. معظم المساحة المحترقة، 114 ألف دونم، موجودة في هضبة الجولان، حيث الغطاء النباتي العشبي القابل للاشتعال. في الجليل احترق 74 ألف دونم، ومن المتوقع أن يستغرق وقتًا أطول لاستعادتها.
وأشار موقع القناة 12 «الإسرائيلية» إلى أن الحرائق التي كان جزء كبير منها نتيجة 6500 قذيفة صاروخية أطلقت من لبنان في الأشهر العشرة من الحرب، اندلعت في 790 موقعًا في الشمال، واضطر عناصر مكافحة النار إلى مواجهة النيران المشتعلة.
ميدانياً، نفذت المقاومة سلسلة عمليات جهادية جديدة ضد مواقع وتموضعات للعدو الصهيوني دعمًا للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادًا لمقاومته الباسلة، وردًا على اعتداءات العدو على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة.
وفي هذا السياق، استهدف مجاهدو المقاومة «ثكنة برانيت» بقذائف المدفعية الثقيلة وأصابوها إصابة مباشرة، وشنوا هجومًا جويًا بسرب من المسيّرات الانقضاضيّة استهدف تموضعات لجنود العدو في مستعمرة «كريات شمونة» أصابت أهدافها بدقة. كذلك التجهيزات التجسسيّة في موقع جل العلام بمحلقة انقضاضية وأصابوها بشكل مباشر.
وفي وقت لاحق، استهدف المجاهدون تموضعات لجنود العدو في محيط موقع المطلة بالأسلحة المناسبة وأصابوه إصابة مباشرة، وتموضعًا لجنود العدو في محيط موقع الغجر بالأسلحة المناسبة وأوقعوا أفراده بين قتيل وجريح، كما قصفوا موقعي المالكية والمرج بالأسلحة المناسبة وأصابوه إصابة مباشرة.
وفي عمليات لاحقة، استهدفت المقاومة مباني يستخدمها جنود العدو في مستعمرات «المطلة» و»المنارة» و»زرعيت» بالأسلحة المناسبة وأصابوها إصابة مباشرة، وانتشاراً لِجنود العدو الإسرائيلي في محيط ثكنة أفيفيم بالأسلحة المناسبة وأصابوهم إصابةً مباشرة، وموقع السماقة في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخيّة وأصابوه إصابةً مباشرة.
في المقابل شن طيران العدو سلسلة غارات جوية استهدفت بلدات وقرى في جنوب لبنان من العمليات العسكرية المتبادلة مع حزب الله، وقد طالت الغارات: عيتا الشعب، كفرشوبا، محيبيب، الخيام، ميس الجبل، وادي العزبة عند أطراف زبقين، شيحين، كوثرية السياد، راميا، وكفركلا، ورامية، والناقورة، وجبلي اللبونة والعلام.
ورسمياً، جدد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي «تأكيد أن كل الاتصالات واللقاءات الديبلوماسية التي يجريها حالياً تصبّ في سياق العمل على تأمين التمديد التلقائي للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان «اليونيفيل»، في مجلس الأمن الدولي، بالتوازي مع الاتصالات لوقف العدوان الإسرائيلي المتمادي على لبنان، والتطبيق الكامل للقرار الدولي الرقم 1701 بكل مندرجاته، لكونه المدخل الطبيعيّ والأساسيّ لحل الوضع في جنوب لبنان».
خلال لقاءاته في السراي قال «إن الاتصالات التي نقوم بها بشأن التمديد لليونيفيل أظهرت تفهماً للمطلب اللبناني بوجوب الإبقاء على مهام «اليونيفيل»، كما كانت عليه، وعدم إدخال تعديلات من شأنها تعقيد الأوضاع المتأزمة أصلاً. ونأمل ان يصار الى ترجمة هذا التوجه قبل نهاية الشهر الحالي للحفاظ على دور «اليونيفيل» ومهامها في جنوب لبنان». أضاف «إننا نشدد، في هذه المرحلة الصعبة، على أولوية التضامن الداخلي والتعالي عن الخلافات التي ليس أوانها الآن ولا موجب لاضافة المزيد من التشنجات على الواقع المأزوم أصلاً. كما أناشد السياسيين وأهل الإعلام أيضاً، عدم الانجرار في بث أخبار وتحليلات تزيد الهلع عند اللبنانيين، وتشنج الأجواء أكثر فأكثر». وقال «إن الحكومة مستمرة في عملها لتمرير المرحلة الصعبة التي نمرّ بها، ومن لديه اقتراحات عملية للمعالجة فليتقدم بها، بدل الانتقاد لمجرد الانتقاد او اللجوء الى سلاح السلبية والمقاطعة الذي لا يقدم اي حل».