وأكّد السيد الديلمي أن الأمين العام لحزب الله سماحة حسن نصر الله سيد قافلة الجهاد وسيد الشهداء على طريق القدس منذ أن بدأ مشروع الإحتلال الصهيوني لفلسطين وللقدس، وأنه هو الذي إختار هذا العنوان العظيم لهذه المعركة "على طريق القدس" وهو قائد هؤلاء الشهداء وقائد كل المجاهدين في هذا الطريق وفي هذا المسير على طريق القدس، وأن رحيل هذا الشهيد العظيم مثّل لكل محور المقاومة والمجاهدين والشرفاء خسارة فادحة وكسراً لا يُجبر وخسارة لا تُعوّض، وقد توّج نضالات عمره المبارك بهذه الشهادة التي لا تيليق إلاّ بأمثاله، والمقام اليوم هو مقام صبر وإحتساب، وفي نفس الوقت مقام عمل.
مواقف الشهيد السيد حسن نصرالله شكّلت هاجساً وخطراً حقيقياً ووجودياً على الكيان الصهيوني وأميركا
وحول مساعي العدو لإغتيال سماحة الشهيد السيد حسن نصرالله قال الديلمي أن أميركا والصهاينة تعودوا على أن لا يُواجهوا بقوى شعبية وقوى اسلامية حقيقية، وتعودوا أن يعربدوا في بلداننا العربية والإسلامية كيفما يشاؤون وكيفما يريدون، وكان من يبرز لمواجهتهم ومقاومتهم هم القلة القليلة، فأتى سماحة السيد حسن على رأس هؤلاء الشرفاء الذين تصدوا للمشروع الصهيوني – الأمريكي الذي استهدف منطقتنا، وقد أوقع السيد حسن سماحته رضوان الله عليه بهذا العدو من انتكاسات كبرى وإفشال لمشاريع متعددة ليس آخرها صفقة القرن، هذه المواقف مع الشهيد الكبير وقيادته كقائد رئيسي في جبهة المقاومة شكّلت هاجساً وخطراً حقيقياً ووجودياً على الكيان الصهيوني وداعميه وعلى المشروع الأميركي الذي يستهدف أبناء أمتنا العربية الإسلامية ويستهدف المنطقة، وبالتالي كان سعيهم الحثيث منذ مدة طويلة لإستهدافه واغتياله، لكون هذا الرجل هو الذي يقف الى جانب الشرفاء في محور الجهاد والمقاومة، وإبطال وإفشال كل المؤامرات التي استهدفت المنطقة، ولا يمكن أن ننسى مواقفه وفعل حزب الله في العراق وفي سوريا وفي اليمن في مواجهة العدوان السعودي الأميركي خلال السنوات الماضية، كانت بصمات حزب الله حاضرة وواضحة ونحن كشعب يمني لن ننسى عندما وقف العالم كله ضدنا لم نسمع إلاّ السيد حسن صادحاً بالحق والحقيقة وبالوقوف الى جانب الشعب اليمني المظلوم، وكان حضور سماحة السيد شخصياً في هذه المعركة التي خضناها خلال الفترة الماضية خير دافع وخير زاد معنوي تزودنا بها خلال تلك الفترة في مواجهة العدوان الذي حلّ باليمن، ايضاً على مستوى أفغانستان وعلى مستوى المشاريع التي استهدفت المسلمين في البوسنة والهرسك، والمشاريع المشبوهة التي استهدفت حتى الشمال الإفريقي ، ايضاً قد يطول الحديث عن إنجازات السيد حسن ومساعيه لإستنجاد أبناء الأمة كل الأمة، لذا بصماته الحاضرة في كل هذه الساحات هي التي جعلت العدو الصهيوني يعتبره الخطر الأكبر والأبرز على مشروعها الصيهوني وايضاً على من اعتبرته الإدارة الأميركية والغرب المتصهين والغرب الكافر حجرة أو صخرة كؤودة في مسير ومسار مؤامراتهم ومشاريعهم التي تستهدف أبناء.
محور المقاومة في مرحلة "الحرب المفتوحة" والمقاومة لن تفصل جبهة غزة عن جبهة لبنان
وحول ما إذا كان سيترك هذا الإغتيال الخبيث لسماحة السيد حسن نصرالله تأثير على الحزب نفسه وعلى سير الحرب المفتوحة مع الكيان الصهيوني وصورة المرحلة المقبلة في ظلّ تغيير قواعد الإشتباك، أكّد الديلمي أن الحرب لا تزال مستمرة وأن المعركة لا زالت مفتوحة ولم تتوقف بعد وأننا في مرحلة مواجهة مباشرة مع العدو الصهيوني، ولا زال عدوانه على فلسطين وعلى غزة وعلى على محور الساحات المختلفة موجوداً وقائماً، إستشهاد سماحة السيد حسن نصرالله رضوان الله عليه في هذه اللحظة ونحن على مشارف العام الاول من انطلاق عملية طوفان الأقصى، وتأكيد السيد حسن في آخر خطاب له على أنه "نحن قبلنا التحدي" عندما أراد العدو الصهيوني أن يفصل جبهة الإسناد الرئيسية جبهة لبنان عما يدور في غزة، لكن المقاومة الإسلامية في لبنان لن نفصل المسارين، كما أكّد سماحته أن سكّان الشمال لن يعودوا قبل ان يتوقف العدوان على ابناء فلسطين وأبناء غزة، هذا القاعدة الإسلامية الكبيرة الذي حمّل همّ الأمة وهمّ غزة والذي دخل في هذا المعترك بحزب الله وبمجاهديه وبجمهوره الى جانب الشرفاء في هذه الامة الإسلامية الى جانب غزة، هذه العناوين هي التي ينبغي ان ننطلق منها لرؤية ما سيكون عليه قادم الأيام، فالعنوان العريض هو "معركة طوفان الأقصى" والعداون على غزة وما تبعه وما لحقه من استهداف في مختلف الساحات. جاءت هذه الأحداث وعصفت بنا خلال السنة الماضية لتنقلنا بعد سنة كاملة الى المسار الجديد الذي ينبغي أن يكون عليه الوضع خلال السنة القادمة والذي ابتدأناها إن صح التعبير بهذا الحادث الأليم بإستشهاد سماحة السيد حسن نصر الله الذي يفرض علينا جيمعاً أن نعيد قراءة السنة الماضية ونعيد تقليب ومراجعة ما عملنا، وما قمنا به كمحور المقاومة هو شيء كبير، ولكن ينبغي علينا أن ننطلق في السنة القادمة وفي المرحلة المقبلة برؤية جديدة تختلف تمام الإختلاف عن ما كانت عليه المرحلة الماضية.
المرحلة القادمة عنوانها: "طوفان الأقصى" حتى اجتثاث الكيان وإزالته
وفيما يخص المرحلة القادمة وإدعاء البعض بإنها مرحلة غموض ومجهول، يرى الديلمي بأن هذه المرحلة بالنسبة لمحور المقاومة المعركة واضحة تماماً عنوانها العريض "طوفان الأقصى"، العدو الصهيوني هو الذي انطلق في البداية وخصوصاً في السنة الماضية لانه كان يعتبر نفسه أنه أمام تهديد وجودي، ولكن الأحداث اليوم يجب أن تعزّز حتمية زواله، وأنه أمام تهديد وجودي حقيقي وجاد وفعلي ومتسارع ، في نفس الوقت هذا يمثّل أيضاً تحدّياً علينا نحن في جبهة المقاومة لأنه إتضح، خلال السنة الماضية ونحن الآن أمام المرحلة الثانية ، أننا نحن ايضاً كمحور المقاومة في خطر وجودي ينبغي أن نعدّ له عدّته ، وننطلق في المرحلة القادمة بناء على هذا المعطى، أن شرف المحور ووجود المحور والفكرة الأساسية التي بُنيت عليها فكرة الجهاد والمقاومة أمام محكّ خطير، نعدّ له ونحن قادرون، لا يعني ذلك أننا عندما نتحدث عن خطر حقيقي ووجودي أننا سوف نجبن أن نضعف أو نتراجع امامه، بل نحن قادرون على ان ننتقل الى المرحلة القادمة برؤية جديدة وبتنويع أدوار مختلفة خلال المرحلة المقبلة لإيقاع التهديد الوجودي الحقيقي للعدو الصهيوني ونحن قادرون، والمحور خلال الفترة الماضية قدّم إنجازات كبرى، ويجب أن نصمم في المرحلة القادمة ليس فقط ايقاف العدوان على غزة وعلى لبنان وإنما على ضرورة ايقاع هزيمة تاريخية بالعدو الصهيوني وتمهيد الطريق لإجتثاثه وقطع دابره إنشاء الله.
أمة حزب الله قادرة على بناء ما إنهدم ومشروع المقاومة محمي بإرادة الله تعالى
وفيما يخص تداعيات إغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في ظل إستمرار العدوان على لبنان، أكّد الديلمي أن حزب الله المبارك قادر على تجاوز هذه المرحلة وهذه البلوة وهذا الألم الكبير الذي أصبنا به جميعاً فأمة حزب الله، قادرة على بناء ما إنهدم وترميم ما تكسر، كان العدو الصهيوني يراهن بعد استهدافه للسعيد الشهيد السيد عباس الموسوي أنه سيقضي على حزب الله، وكان أمله الزائف في أن المقاومة ستنتهي عند استشهاد الشهيد عماد مغنية، لكن لا زال حزب الله كفكرة ووجود ومجاهدين وقيادة لا زال موجوداً، ايضاً لم يستطع هذا العدو أنه ينهي فكرة الجهاد والمقاومة والتصدي للمشروع الصهيوني بعد استشهاد السعيد الشهيد الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس واسماعيل هنية وعبد العزيز الرنتيسي واحمد ياسين والسيد الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي، لأن هذا المشروع مرئي ومحمي بإرادة الله سبحانه وتعالى، ويده حاضرة فيه.
أميركا والكيان الصهيوني جبهة واحدة في محاربة مشروع المقاومة
وحول الموقف الأميركي من عملية الإغتيال، إنطلق السفير الديلمي من خطأ التمييز بين الأميركي والصهيوني، إذ كان من المفترض التعامل معهم كجبهة واحدة وعدو واحد، فأي فعل وأي جريمة يرتكبها الصهيوني فإن أميركا هي المسؤول الأول والاخير عنها، وكذلك العكس، اي جريمة ترتكبها اميركا بحق أي من ابناء أمتنا الإسلامية أو اي ساحة من ساحات الإسلام، فإن الكيان الصهيوني شريك وحاضر فيها، وبالتالي اميركا هي المعنية وهي الأساس في هذا المشروع للإستهداف، مشروع استهداف سماحة السيد حسن نصرالله وكل الشهداء في كل الساحات التي دخلت في هذه المواجهة ما بعد السابع من اوكتوبر.
لن يُقفل الحساب المفتوح للردّ على جريمة إغتيال السيد نصر الله إلّا بالقضاء على الكيان الصهيوني
وحول الردّ على عملية الإغتيال، يرى الديلمي أن استخدام مفردة الرد ربما يكون غير دقيق، لسبب رئيسي، اننا اليوم في مواجهتنا مع العدو الصهيوني نحن في حرب مفتوحة وفي عملية حساب مفتوح وبالتالي هذا يحتّم علينا أن لا نتوقف عند مسألة ردّ من هنا او هناك أو من اي ساحة تأتي، نحن لسنا أمام رد، إنما امام ردود وليست ردود فقط، وإنما فعل وعمل قوي وحقيقي تجاه العدو الصهيوني مما يجبره هو ان يكون في موقف ردّ الفعل، وهو الذي يبحث عن كيف يردّ، لا ينبغي أن نحصر أدائنا في عنوان أو تحت عنوان الردّ، لأن العدو الصهيوني في حقيقة الأمر يتلقى ضربات كبيرة،وأحياناً وليس في كل مرة، هو يكون في مقام رد الفعل، ولا يكون في مقام الفعل، عندما إنتقل هو الى مقام الفعل يجب أن لا نتعاطى معه في مقام فعله هو على مسألة الرد من جانبنا، وإنما على اساس ان هناك حرباً مفتوحة أمامه وحساباً مفتوحاً لا ينبغي أن يقفل هذا الحساب إلاّ بالقضاء عليه وإنهاءه، لفتني حديث بالأمس عندما قال نتنياهو انه أقفل الحساب مع السيد نصر الله ومع حزبه، ولكن ينبغي لنا أن ننظر إلى أن الحساب لم يقفل مع هذا العدو وأن ما زال الحساب مفتوحاً، حزب الله وسماحة السيد حسن نصر الله بعد عملية استهداف الشهيد عقيل، اكّد في بيان له على اننا في معركة الحساب ونحن ينبغي أن ننطلق في المرحلة القادمة تحت هذا العنوان "الحساب المفتوح" لمعاقبة الكيان الصهيوني، مع التاكيد على ان الساحة اليمنية لا زال بيدها الكثير وستعمل خلال الفترة القادمة كما أكّد قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي على المضي هذا المسار في مواجهة العدو الصهيوني بكل ما نستطيع نحن وكل الشرفاء في هذا المحور المبارك، محور الجهاد والأقصى وفلسطين والقدس وُجِد ليبدأ وسيستمر وسوف يصل الى تحقيق كل إنجازاته، وهذا ما أكّد عليه سماحة الإمام الخامنئي دام ظلّه.
الإغتيالات تزيد شجرة المقاومة اخضراراً وجذورها في الأرض تعمّقاً وثمارها تعملقاً
يكمل السفير الديلمي حديثه بأن أن الحديث عن ان العدو سوف يوقف هذه المسيرة هذا وهم، فبالإستهداف وبالإغتيال لا تزيد شجرة المقاومة إلاّ اخضراراً ولا تزيد جذورها في الأرض إلاّ تعمّقاً وثمارها إلاّ تعملقاً ، فنحن على ثقة أن هذه الأوهام وهذه الأماني التي يبني عليها الكيان الصهيوني وداعمه آمالهم وخططهم واستراتيجياتهم ورؤاهم المستقبلية سوف تبوء بالفشل بإذن الله سبحانه وتعالى، لسببين رئيسيين، السبب الأول ايماننا العميق بالله سبحانه وتعالى انه هو صاحب القوة العظمى وأنه إليه يُرجع الأمر كله، والأمر الآخر ما بين يدينا من تجارب خلال عقود وسنين مضت كانت المقاومة في اضعف حالاتها، وكانت المقاومة في انعدام تام للخبرات والإمكانيات والإلتفاف الشعبي ومع ذلك الله سبحانه وتعالى لأن هذه المقاومة مرئية بعينه لم تسقط رايتها واستمرت وستستمر ونحن قادرون بعون الله سبحانه وتعالى وبالتوكل عليه على اظهار عظمة المقاومة وعظمة مشروع الجهاد.
العدو الصهيوني استنفذ كل قواه واظهر كل ما لديه وكشف لنا كل إمكاناته وقدراته
وفي الداخل اليمني وحول عدوان الكيان الصهيو-أميركي على الحديدة اعتبر الديلمي ان العدو عندما أطلق عدوانه على الحديدة جاء تحت عنوان ردّ فعل، ردّه هو على عمليتنا في البحر الأحمر وعلى العملية التي قطعت شريان النقل البحري على الكيان الصهيوني وايضاً كما يقول رداً على استهداف منطقة يافا بمسيرة يافا وهو ما يسميها بـ "تل أبيب"، وبالتالي هو من كان بموقع ردّ الفعل، ولكن هذا حتّم علينا وخصوصاً بعد استهداف الحديدة في تلك الفترة واستهداف السيد فؤاد شكر في لبنان واستهداف المجاهدين العراقيين بغارة أميركية قتلت مجموعة من المجاهدين الذين كانوا يستعدون لإطلاق بعض المسيرات والصواريخ بإتجاه الكيان الصهيوني ، ثمّ توّج ذلك بالعدوان على الساحة الإيرانية بإستهداف الشهيد اسماعيل هنية، هذا كله نقل العدو من موقع رد الفعل الى موقع الفعل، ونحن نتعامل مع الفعل الذي قام به الصهيوني والأميركي بإسلوب "الحرب المفتوحة" والحساب المفتوح وتغيير الاهداف، هدفنا كان في السنة الماضية هو ايقاف العدوان ورفع الحصار عن غزة، الآن ينبغي علينا ان نتدارس جميعاً في هذا المحور المبارك: تغيير الهدف الاساسي ليس فقط لإنهاء العدوان على غزة ولبنان، انما ايضاً الدخول في المرحلة الحقيقية في المرحلة الثانية، اجتثاث الوجود والكيان الصهيوني والذي صار قريباً والذي لم يعد صعباً كما كان في البداية أو كما كانت حساباتنا في البداية، العدو الصهيوني استنفذ كل قواه واظهر كل ما لديه وكشف لنا كل إمكاناته وقدراته بينما لا زلنا نحن لأننا مسار مقاوم لدينا الكثير وعملنا هو تدريجي، وأدخلنا العدو حقيقة في حرب استنزاف نهايتها القضاء على الكيان الصهيوني وإزالته.
دول الطوق تدافع عن الكيان الصهيوني ولا تحاصره
وحول موقف اليمن في حال قامت بعض دول المنطقة وتحركت لإعتراض أي هجوم يمني في إطار الرد، قال الديلمي في هذا الموضوع أن اعتراض القدرات العسكرية كالصواريخ والطائرات المسيرة وبعض العمليات البحرية من قبل دول الطوق المدافع مع الأسف الشديد عن الكيان الصهيوني وليس دول الطوق تحاصر الكيان الصهيوني ليس جديداً، ونحن تعاملنا معها كجبهات ثانوية امام الجبهة الاساسية جبهة العدو الصهيوني ، هذا ايضاً يحتّم علينا خلال المرحلة القادمة دراسة هذا التغيير في كيفية التعاطي مع الجبهات الثانوية التي تشكّل من قدراتها وإمكانياتها وجغرافياتها درعاً للصهاينة.
لدى اليمن الكثير ليقدمه لليمن ولساحات محور المقاومة ككل
وفي الحديث عن مسيرة يافا التي استطاعت أن تتجاوز كافة أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية قبل الصهيونية والوصول إلى عمق الكيان الإسرائيلي، والأسلحة الجديدة في اليمن، رأى الديلمي أن اليمن لا زال في المرحلة الخامسة من معركة الإسناد التي اطلقها الى جانب الشرفاء في ساحات المقاومة المختلفة، وان اليمن لديه الكثير من ما يمكن أن يقدمه والساحات الأخرى في محور المقاومة، نحن لا نخوض هذه المعركة وفقاً لحسابات كل ساحة بمفردها، وإنما نخوضها كساحات متعددة نزلت الى المعركة لمساندة الإخوة في فلسطين ولمجابهة العدو الصهيوني في معركة فرسانها نحن، لكن يكون فرسانها غيرها، ولن نتوقع من الآخرين ان يكونوا بين ليلة وضحاها فرساناً لمعركة ما، بل بالعكس، كل هؤلاء الساكتين والشامتين هم ارتضوا لأنفسهم أسوأ دورين: الدور الاول هو المشاركة للعدو الصهيوني، والدور الأخر هو دور المتفرّج، بينما نحن في حقيقة الأمر وهذا الشرف الذي حُمّلناه وتحلمناه ان نكون نحن من نقود هذه المعركة ومن ننخرط فيها ولا ننتظر لغيرنا، ونحن قادرون.
القيادة اليمنية حوّلت كل المشاكل الى إنجازات وأهداف
وعن التكنولوجيا التي استخدمتها القوات المسلحة اليمنية لإرسال صواريخها وطائراتها المسيّرة إلى "تل أبيب" وحيفا، ومصدر هذه التقنيات المتطورة أمام ما يزعمه الكثير أن هذه القدرات مصدرها الخارج، قال الديلمي أن اليمنيين لديهم تجرية كبيرة جداً خصوصاً في سنوات العدوان الثمانية، تمكنوا خلالها من تطوير القدرات والإمكانيات، واستفادوا من تجارب الآخرين وامكانياتهم وما لديهم من معرفة، واضافوا لها النكهة اليمنية الخالصة، رغم ان اليمن لا زال بلداً محاصراً حتى الآن، واليمن بفضل الله تعالى ولاّدة والشعب اليمني شعب ذكي وطموح وصاحب رؤية ولدينا قيادة بفضل الله سبحانه وتعالى حوّلت كل ضعفنا ومشاكلنا الى انجازات وأهداف حققناها، ولا ننسى اليمن متمرّس على القتال ولديه تاريخ جهادي ونضالي كبير، ضد الإنكليز والبرتغاليين والفرنسيين والعثمانيين وغيرهم.
طوفان الأقصى لا زال بعنفوانه
عام على الطوفان، يقول السفير اليمني إبراهيم الديلمي، ولا زال الطوفان في عنفوانه ولا زالت سواعد المجاهدين في فلسطين التي اطلقت هذا الطوفان مستمرة في عطاءها، هذا الطوفان كفكرة وكمشروع وكمعركة انطلقت يجب أن تصل الى مآلاتها والى ختامها المؤّزر بالنصر إن شاء الله تعالى، هذا الطوفان رغم كل المآسي التي حلّت في فلسطين وفي لبنان وفي ايران وفي اليمن وفي العراق، رغم كل التضحيات لكنه كان طوفان خير وطوفان بركة وطوفان نصر ويجب أن نفتح امامه كل الطرق ونساعده في الوصول الى منتهاه واي حاجز أمام هذا الطوفان يجب أن نزيله، وقادرون بإذن الله. شعار المرحلة القادمة "قادرون" ان شاء الله.
ان حزب الله هم سادة المجاهدين في هذه الامة...
وختم السفير اليمني إبراهيم الديلمي برسالة الى بيئة حزب الله وأمة حزب الله قائلاً: "إصبروا وصابروا ورابطوا" وأنتم من قدّم الدليل وقدّم الشاهد على ان الإسلام لا يقبل الهزيمة، انتم بحق كما قال عنكم الشهيد القائد السعيد السيد حسين بدر الدين الحوثي "ان حزب الله هم سادة المجاهدين في هذه الامة"، فتحية لكم ولقيادتكم وسلام الله على سواعدكم وسلام الله على سلاحكم الذي أذاق ويذيق وسيذيق العدو كل بأس وكل هزيمة وبفضل الله سبحانه وتعالى ومن جبهة لبنان هي الساحة الأقدر والأكبر على أن تكلل طوفان الأقصى بالنصر المؤزّر وتكون هي ختام مآسينا واحزاننا وثمرة نضالاتنا وتضحياتنا وجهادنا.
انتهى/