وقال السيد الحوثي في خطاب له اليوم الأحد بمناسبة مرور عام على عملية طوفان الأقصى إن من النتائج الإيجابية "لطوفان الأقصى" أنها أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة، وأفشلت المخططات بشكل كامل، كما أنها أعادت ثقافة الجهاد إلى الواجهة، وأنهت حروب العدو الإسرائيلي الخاطفة، وأدخلته في المواجهة الطويلة، وأنهكت العدو وداعميه.
وأشار إلى أن أطماع العدو الإسرائيلي في الأراضي العربية ليست سرديات، وإنما مشاريع يجري العمل عليها، وتوفر لها إمكانات ضخمة، وتشهد لها الحروب الضخمة، منوهاً إلى أن المجرم نتنياهو حمل خريطة إلى الأمم المتحدة لما تسمى "إسرائيل الكبرى"، وأعلن بصراحة عن معركته التي يسعى من خلالها لتغيير الشرق الأوسط، وذلك الإعلان يوضح حقيقة تلك الأطماع كما يقول السيد القائد.
وأضاف :"الكيان المغتصب يريد أن يكون المهيمن والمسيطر على المنطقة برمتها، وأن يوظف سيطرته تلك لتشكل نفوذاً له أمام بقية العالم، كما يريد أن يكون الجميع في المنطقة العربية والإسلامية خاضعين له بذل وهوان واستسلام"، معتبراً أن هذه الأطماع تشكل تهديداً حقيقياً لكل العرب والمسلمين.
وبشأن تعامل الأمة العربية والإسلامية مع أحداث غزة خلال عام من طوفان الأقصى أبدى السيد القائد أسفه للواقع المخزي لها تجاه ما يحدث، موضحاً أن بعضها تلتزم الصمت، والبعض الآخر ينفق المليارات في إلهاء الشعوب، من أجل تمييعها والزج بها في مسارات أخرى نحو التفاهة، وإنفاق المليارات للإفساد وحفلات الرقص، كما أنهم يعملون على احتواء أي تحرك عربي جاد لنصرة الشعب الفلسطيني، لافتاً إلى أن التقارير الغربية تكشف عن حالة من الاندهاش إزاء هذا الخذلان والتواطؤ العربي.
كيان زائل
ويواصل حديثه قائلاً :"وعلى الرغم من الأطماع الصهيونية والأهواء التي لا تستند إلى شرعية، وحالة التخاذل العربية، إلا أنها لن تنقذ هذا الكيان المجرم من حتمية الزوال".
وبين أن هذه الحالة تسيطر على هواجس قادة الكيان وفلاسفتهم، حيث لا تخلو تصريحاتهم من الحديث عن زوال الكيان، في خططهم وأبحاثهم، ومنها المجرم نتنياهو الذي يدرك بحتمية الزوال، وكذلك ايهود باراك وغيرهم، مشيراً إلى أن هذه الحقيقة لا تخفى كذلك على الداعمين للعدو الإسرائيلي، وعلى رأسهم ترامب الذي أعلن أن "إسرائيل" سوف تزول في غضون عامين إذا لم يتم انتخابه.
وواصل السيد الحوثي :"المخابرات الأمريكية كذلك توقعت سقوط الكيان عبر الهجرة العسكرية، وعودة أكثر من 2 مليون إلى أمريكا وروسيا وأوروبا"، مؤكداً أن العدو الإسرائيلي لا يستطيع الخروج من أزمة الوجود مهما أجرم.
وأوضح أن إسرائيل باتت منبوذة في هذه المرحلة دولياً أكثر من أي وقت مضى، وهناك اعترافات أمريكية بأن الصهاينة يواجهون أضراراً قد تمتد لسنوات.
وكشف قائد حركة انصار الله عن الجرائم المتوحشة للكيان الصهيوني في قطاع غزة خلال عام من عملية "طوفان الأقصى" المدعوم أمريكياً وغربياً بشكل غير مسبوق.
وقال إن العدو المجرم شن أكثر من ربع مليون غارة على قطاع غزة خلال عام من "طوفان الأقصى"، إضافة إلى القصف المدفعي، استهدفت نطاقاً جغرافياً محدوداً، مشيراً إلى أن هناك ما يقارب 150 شهيد، ومفقود، وجريح خلال هذا الإجرام.
وأشار إلى أن العدو الإسرائيلي استخدم 100 ألف طن من المتفجرات من القنابل والصواريخ والقذائف التي قدمها الأمريكي، ليقتل بها الأهالي في قطاع غزة، ويسعى لإبادتهم جميعاً رجالاً ونساء، أطفالاً وكبار، وأن هناك أكثر من 10 آلاف طن عبارة عن ألغام مؤقتة لم تنفجر بعد بهدف تفخيخ قطاع غزة، وإلحاق الخسائر المستمرة بالأهالي والسكان، لافتاً إلى أن
عدد جثامين الشهداء التي لم تحظى بالدفن، ولم تصل إلى المستشفيات 7820، وهي أعداد تقديرية نتيجة للظروف الصعبة، واختفاء الكثير من الجثث، بسبب استخدام العدو لأسلحة وقنابل أمريكية محرمة، بما يعرف أنها محرم استخدامها دولياً.
وبين السيد القائد أن العدو حشد كل مقدراته، ومن خلفه أمريكا وبريطانيا والغرب لمهاجمة غزة المدينة الساحلية التي هي من أصغر المدن، وهي مكتظة بالسكان، وهاجمها العدو بجيش يقدر بحوالي 350 ألف من النظاميين والاحتياط، ودفع بعدد من الفرق العسكرية ما يقارب 5 فرق، وبغطاء ناري بحري وجوي وحربي وتجسسي هو الأعنف والأكثر همجية في تاريخ الحروب، وعلى مدى الدقيقة بشكل مكثفة.
وأكد أن العدو الإسرائيلي وخلال عام من طوفان الأقصى نفذ ما يقارب3700 مجزرة، من أبرزها، مذبحة المعمداني، والتي ارتقى فيها 500 شهيد و700 جريح، بضربة واحدة، ومجازر مخيم جباليا، ومدرسة الفاخورة، ومذبحة الطحين، ومذبحة مستشفى الشفاء، ومذبحة الموصي، و مجزرة مدرسة التابعين، منوهاً إلى أن العدو الإسرائيلي استخدم كل الوسائل للقتل والإبادة، والتدمير، والتجويع، للشعب الفلسطيني بما ليس له مثيل في العالم، وعلى مرأى ومسمع في العالم.
أمريكا شريكة في الجرائم
وفيما يتعلق بالدور الأمريكي خلال عام من معركة "طوفان الأقصى "فضح السيد القائد هذا الدور، مؤكداً أن أمريكا شريك وممول، وهي تضخ كميات كبيرة من الأسلحة للعدو الإسرائيلي، وتولت رعاية الكيان الإجرامي.
وأشار إلى أنه وخلال عام من العدوان على غزة شيد شيطان الحروب جسراً جوياً وبحرياً لإمداد الصهاينة بأفتك الأسلحة، حيث نزلت مئات الطائرات وأكثر من 100 سفنيه، وعشرات الأطنان، وكان الأمريكي يسارع في العدوان وبشكل فوري، وقدم أسلحة بمليارات الدولارات، لدعم كيان العدو، من اليوم الثاني الثامن من أكتوبر، كما قدم 2 مليار دولار، وأكثر من 100 صفقة سلاح، خلال 3 أشهر، وسيرت الكثير من الصفقات الضخمة من الطائرات والمسيرات، وارسال الأساطيل لإسناد العدو ومشاركته في عدوانه واجرامه.
وبين أن العدو الإسرائيلي لديه صناعة أسلحة إلا أنه يعتمد بشكل كبير على الطائرات والأسلحة الأمريكية في العدوان على غزة، مشيراً إلى أن أمريكا شحنت عشرات الآلاف الأطنان من الأسلحة التي يقول جيش الاحتلال الإسرائيلي إنها كانت حاسمة في دعمه على العدوان على غزة.
وفي سياق التحرك السياسي أوضح السيد القائد أن الولايات المتحدة الأمريكية منعت 5 قرارات في مجلس الأمن الدولي، واستخدمت الفيتو لمنع وقف إطلاق النار على قطاع غزة، كما تحرك قادتها للتضامن والدعم وعلى رأسهم المجرم بايدن، وقمعت السلطات الأمريكية التظاهرات الطلابية في الجامعات الأمريكية بوحشية، وتصرفت بكل وحشية ضدهم، كونهم رفضوا الجريمة البشعة في غزة.
استهداف القطاع التربوي والصحي والمساجد
ومن ضمن جرائم العدوان على قطاع غزة، يلفت إلى ما لحق بالقطاع التربوي من أضرار جراء القصف الصهيوني المتوحش.
ويقول إنه "استشهد منذ بداية العدوان ما يقارب 12 ألف طفل في سن التعليم و750 معلماً وتربوياً، واستشهد 1100 طالب في التعليم الجامعي و130 عالماً وأكاديمياً وأستاذاً جامعياً، مؤكداً أن العدو الإسرائيلي دمر في قطاع غزة 93% من المباني المدرسية بشكل كلي أو جزئي وما يقارب 650 مدرسة، و130 منشأة إدارية وجامعية، كما حرم 800 ألف طالب، وأكثر من 100 ألف طالب في التعليم العالي، واستشهد منذ بداية العدوان 12 ألف طفل في سن التعليم، و750 موظفاً تربوياً.
وواصل: "دمر العدو الإسرائيلي في قطاع غزة 93 من المباني المدرسية بشكل كلي أو جزئي.
أما فيما يتعلق بالمستوى الصحي، فيقول السيد الحوثي إن العدو الإسرائيلي استهدف كل المستشفيات، وبلغ عددها 162 منشأة صحية ومستشفى، وخرج نسبة كبيرة منها عن العمل كلياً، ولم يتبق منها لا يقدم إلا الحد الأدنى، فيما استشهد ما يقارب ألف، واختطف 300 من الكادر الصحي.
وبخصوص الاستهداف للمساجد، أوضح أن العدوان الصهيوني على قطاع غزة، دمر 814 مسجداً في قطاع، حيث انتهك حرمات المساجد، وأحرق المصاحف فيها، وقتل المصلين، كما استهدف 19 مقبرة.
وأثنى قائد حركة انصار الله على صمود المجاهدين في غزة ولبنان وقال : إن العدو الإسرائيلي صُدِم عندما رأى مجاهدي حزب الله بأكثر مما عرفهم سابقاً من الثبات والاستبسال والصمود، مؤكداً أن مجاهدي حزب الله برزوا لمواجهة العدو من المسافة صفر وكبدوه الخسائر المباشرة.
وأضاف: ها هم مجاهدو حزب الله تحت نداء لبيك يا نصر الله يوجهون الضربات المستمرة للعدو بالقصف الصاروخي إلى مختلف المناطق"، مبيناً أن أغلب الأطياف اللبنانية تدرك أن العدوان الإسرائيلي هو خطر على لبنان بكله، وأن العدو الاسرائيلي هو عدو لكل اللبنانيين.
وأشار إلى أن الله أنجز على أيدي مجاهدي حزب الله انتصار التحرير ودحر العدو في 2006، وينجز على أيديهم انتصاراً تاريخياً عظيماً في هذه الجولة المهمة من المواجهة والتصعيد، لافتاً إلى أن العدو إذا كان يتصور أن قتله لسماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله -رضوان الله عليه- سيوهن العزائم ويحطم المعنويات ويدفع إلى الاستسلام فهو واهم ومخطئ، مؤكداً أن "أثر تضحيات القادة العظماء والشهداء الأبرار هو المزيد من العزم والاستبسال والثبات والتفاني والشعور بالمسؤولية أكبر مما قد مضى"، مشيراً إلى أن نداءات وكلمات وخطابات سماحة الأمين العام لحزب الله هي اليوم أكثر وأعمق وأقوى تأثيراً في الوجدان والنفوس والمشاعر، كما أن نداءات وكلمات وخطابات السيد الشهيد حسن نصر الله هي اليوم أكثر حافزاً ودافعاً للعمل وثباتاً في الموقف.
ولفت إلى أن العدو الإسرائيلي لا يتعلم الدروس مما قد مضى لا في فلسطين ولا في لبنان، وأنه توقع من استهداف الشهيد المجاهد الكبير إسماعيل هنية -رضوان الله عليه- أن تنهار معنويات كتائب القسام ويحبط الشعب الفلسطيني، لكن النتيجة معاكسة، كما أن إخوتنا في جبهة فلسطين الجبهة الأولى والخندق الأول في مواجهة العدو ثابتون وينطلقون بوعي وبصيرة عالية للجهاد في سبيل الله.
وبين أن مجاهدي حزب الله كان شعارهم "إنا على العهد يا نصر الله في كل معاركهم" قبل استشهاد السيد حسن نصر الله، أما بعد استشهاده فقطعاً فإن هذا العهد صار أقوى، ويجري في الشرايين"، منوهاً إلى أن أن جبهة لبنان ستتحول إلى وحل وكمين وهاوية وجهنم لجيش العدو كما أكد الشهيد القائد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله.
وواصل :"نقول لسماحته، ها هم رجالك الأبطال يوفون بما توعدت به كاملاً غير منقوص وها هو عويل الأعداء وصراخهم يرتفع من أول تقدم متري، فهم يتحدثون عن الخسارة، وهاهم الأبطال يستمرون في استهداف المواقع والثكنات العسكرية رداً على استهداف العدو للمدنيين، وها هم يوسعون العمليات بوتيرة عالية، فهل فقد المجرمون الصهاينة الأغبياء السيد حسن نصر الله في قلب ووجدان وروح وسواعد ووجدان عشرات الآلاف من المقاتلين المجاهدين الأبطال".
وأكد أن خطابات الشهيد القائد السيد حسن نصر الله، وكلماته وتوجيهاته تحيي فيهم روح المسؤولية، وتمدهم بالمزيد من العزم، وهذه الشهادة، قد حولتهم إلى مجاهدين مستبسلين منتصرين بإذن الله.
وجدد السيد القائد عبد الملك بدرالدين الحوثي التأكيد على مضي اليمن في معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس" بكل قوة، راسماً مساراً تصاعدياً يقود إلى مراحل متقدمة من التصعيد ضد العدو الصهيوني المجرم ونصرة للشعب الفلسطيني المظلوم.
وتطرق إلى حصيلة العام التاريخي البطولي الملحمي الذي أعاد قضية الأمة إلى الواجهة، مستعرضاً إحصائيات العام من البطولات اليمنية في هذا الجانب، ومن الجانب الآخر مستعرضاَ احصائيات الجرائم والمجازر البشعة التي ارتكبها العدو الصهيوني بدعم أمريكي غربي لا محدود، ووسط صمت عربي ودولي وإسلامي مخزٍ، فيما نوه القائد إلى أن اليمن سيظل على العهد وعلى الموقف الديني والإنساني والأخلاقي، مؤكداً أن "من أهم المميزات لهذه الجولة في الصراع مع العدو الإسرائيلي على مدى عام كامل هو جبهات الإسناد في لبنان والعراق واليمن".
وقال السيد الحوثي إن "جبهات الإسناد تتجه للتصعيد أكثر وأكثر ضد العدو الإسرائيلي وتسعى لتطوير قدراتها في التصدي للعدو الإسرائيلي وإسناد الشعب الفلسطيني ومجاهديه"، مضيفاً أن "جبهة الإسناد في اليمن اتجهت بفاعلية منذ اليوم الأول لعملية طوفان الأقصى بعمليات جادة وقوية"، مشيراً إلى أن "من نتائج عمليات اليمن المهمة هو منع العدو الإسرائيلي من الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب وبحر العرب".
وتابع بقوله: "من نتائج عمليات اليمن استهداف العدو الإسرائيلي إلى داخل فلسطين المحتلة واستهداف ما يرتبط به من سفن إلى المحيط الهندي وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط، كما أن عمليات اليمن تطورت وصولاً إلى المرحلة الخامسة مع تطوير القدرات العسكرية وصنع صاروخ فلسطين 2 ومسيّرة يافا".
وفي السياق ذاته أكد أن "الجهود في جبهة اليمن مستمرة في تطوير القدرات والارتقاء في مستوى الأداء وفي زيادة العمليات أكثر وأكثر"، في إشارة إلى أن جبهة الإسناد اليمنية ستظل متصاعدة بلا سقف محدد، أي بما يواكب متطلبات المرحلة ومواجهة كل التحديات.
وقال في كلمته: "إننا في جبهة اليمن مستمرون في موقفنا المبدئي الإنساني الأخلاقي الديني الإيماني لنصرة الشعب الفلسطيني ومجاهديه وإخوتنا في لبنان ومجاهدي حزب الله ومع الجمهورية الإسلامية في إيران ومع إخوتنا في العراق ومع كل أحرار الأمة"، مؤكداً أن "مسؤوليتنا جميعاً هي أن نقف ضد العدو الإسرائيلي عدو الأمة ولا يقف معه إلا مجرم ظالم فاسد سيء مستبيح للدماء والحرمات".
ونوه إلى أن اليمن ماضٍ في مسار تصاعدي على مستوى التطوير في القدرات والعمليات، وهو ما يوحي بأن اليمن قادم بعمليات نوعية أكثر تأثيراً على العدو الصهيوني.
ووجه السيد مخاطبته: "أقول لإخوتنا في حركة حماس وفي كتائب القسام وفي الحركات الفلسطينية المجاهدة في حركة الجهاد الإسلامي، وسرايا القدس وكل الحركات التي تجاهد في فلسطين نحن إلى جانبكم وشعبنا هو سند لكم، يتحرك معكم بكل ما يستطيع"، وهي رسالة توحي بأن اليمن لن يتخلى عن هذا الدور الكبير والفاعل مهما كانت التحديات والأخطار.
ولفت إلى الإحصائيات العسكرية التي شارك بها اليمن في العام الأول للطوفان، موضحاً أن "نحن في جبهة اليمن قصفنا على مدى عام بأكثر من 1000 صاروخ ومسيّرة، وكذلك استخدمنا الزوارق في البحار، وقواتنا المسلحة استهدفت 193 سفينة مرتبطة بالعدو الإسرائيلي، ومرتبطة بالأمريكي والبريطاني".
ولفت إلى أن "قواتنا المسلحة أسقطت 11 طائرة مسيّرة مسلحة أمريكية من نوع "إم كيو 9".
وجدد السيد عبدالملك التأكيد على أن "جبهتنا العسكرية مستمرة مع تطوير القدرات ونسعى لما هو أكبر"، وهنا رسالة توحي بأن الكثير من العمليات الكبرى النوعية ما تزال قيد التخصيب، وأن العدو الصهيوني ما يزال على موعد مع عمليات موجعة تعجّل في زواله.
وتطرق إلى أن "أنشطتنا على كل المستويات مستمرة شعبيا وفي مجال التبرعات وغير ذلك"، مكرراً قوله "نحن ثابتون في إطار هذا الموقف الذي هو جهادٌ في سبيل الله تعالى وحملٌ لراية الإسلام"، مردفاً بالقول "مسارنا مستمر في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس".
ونوه إلى أن "المسار الأمني هو مسار هام ومنَّ الله فيه بالكثير من التأييد وافتضحت الكثير من شبكاتهم وخلاياهم".
وبالتوازي مع الموقف اليمني العسكري، لفت إلى أن الموقف اليمني الشعبي الذي لا مثيل له سيظل أيضاً متصدراً لأولويات أحرار اليمن العظيم، مؤكداً أن "ما يخرج من مظاهرات ومسيرات مليونية بشكل مستمر كل هذا العام دون كلل ولا ملل لم يسبق له مثيل في اليمن تجاه أي قضية أو موقف"، مبيناً أن "الأنشطة الشعبية بلغت إلى 746972 نشاطا بين مسيرة ووقفة وفعالية مساندة لفلسطين"، موضحاً أن "أنشطة التعبئة على مستوى المسير العسكري والعروض والمناورات والأنشطة العسكرية بلغت 2866 نشاطا".
وأكد قائد حركة انصار الله ان "جبهتنا الإعلامية تتحرك باستمرار في إطار هذه المعركة وفي هذا الموقف المقدس"، متبعاً حديثه "نحن نتحرك كشعب مسلم هويته إيمانية، يمن الإيمان والحكمة، جهاده من إيمانه، وموقفه من إيمانه، وعزته من إيمانه".
الغلبة لأنصار الحق والخسارة لعملاء العدو
كما جدد التأكيد على أن المسار اليمني المناصر لفلسطين لم ولن يتأثر بأي من العراقيل التي تضعها أمريكا وبريطانيا وكيان العدو وأدواتهم في المنطقة، سواء من عدوان مباشر أو حرب شاملة في كل المستويات،
وقال "مهما بلغ عدوانهم العسكري على بلدنا ومهما كانت التضحيات فلن يثنينا عن موقفنا"، وهنا تأكيد جديد على ثبات ورسوخ المعادلة اليمنية الإيمانية في مواجهة العدو الصهيوني ومناصرة الشعب الفلسطيني.
وأضاف السيد الحوثي "نحن نواجه الأعداء على كل مستوى، وهناك عدوان معلن وواضح على بلدنا من الأمريكي والإسرائيلي، نحن نواجه الأعداء ونتصدى لهم ونضرب بعون الله سفنهم وبارجاتهم وحاملات طائراتهم، ولن نتردد في فعل ما نستطيع في هذا السياق".
وقد أشار إلى ان "عمليات القصف الجوي والبحري للأعداء على بلدنا تم بـ 774 عدوانا، ونتج عنه 82 شهيدا و340 مصابا".
وأوضح ان "الأعداء يحاولون أن يضغطوا علينا اقتصاديا وإنسانيا واتجهوا في هذا المسار، وشعبنا صابر بالرغم من حجم المعاناة الكبيرة"، لافتاً إلى أن "حرب الأعداء الإعلامية مستمرة على الدوام وأبواقهم لا تسكت لا ليلا ولا نهارا، وهي توجه كل ما لديها من أكاذيب ودعايات نحو شعبنا، كما أن حرب الأعداء السياسة مستمرة وحربهم الأمنية أيضا مستمرة"، وهنا توضيح بأن اليمن في ما مضى وفي ما سيأتي سيتجاوز كل العراقيل الأمريكية الصهيونية البريطانية.
وعرّج على أهمية تعزيز الوعي ورفع مستوى اليقظة والجاهزية، مبيناً أن "شعبنا اليوم على مستوى عالٍ من الوعي والبصيرة، فلا إعلامهم يؤثر عليه في وعيه، ولا يشككه في موقفه، ولا يضعفه في توجهه".
ونوه السيد عبدالملك إلى أن "النتيجة الحتمية للموقف الإيماني لأداء الواجب المقدس بالجهاد في سبيل الله هي الغلبة مهما واجهنا في الطريق من صعوبات ومهما قدمنا من تضحيات".
وقال مطمئناً جميع الأحرار "نحن على ثقة تامة ونؤمن إيمانا قاطعا ويقينيا بأن وعد الله سيتحقق في زوال العدو الإسرائيلي، وحتمية زوال العدو نؤمن بها إيمانا يقينيا بإيماننا بكتاب الله وآيات الله وبالله سبحانه وتعالى".
ولفت كذلك إلى أن "خسارة الموالين للعدو الإسرائيلي نؤمن بها قطعا كما ذكر الله ذلك في كتابه الكريم وتوعدهم جميعا".
وكرر "نحن على ثقة بالله تعالى أن العاقبة الحسنة لكل هذا الجهد والجهاد ولهذا الموقف المشرف لشعبنا العزيز هي نصر محتوم وعزة وكرامة"، مؤكداً أن "الخزي واللوم هو على المتواطئين مع العدو الإسرائيلي ومن يقفون في صفه على الذين يناصرونه حتى بالكلمة"، محذراَ "من يؤيد العدو الإسرائيلي بكلمة واحدة يصبح شريكا معه في كل تلك الجرائم التي يرتكبها".
وفي ختام كلمته كرر قائد حركة انصار الله خطابه للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة بقوله "عندما توجهون مثل هذه الدعوة ستجدون شعبنا اليمني المسلم العزيز بوفائه بصبره باستجابته المميزة يخرج يوم الغد إن شاء الله تعالى خروجا مليونيا مشرفا لا مثيل له في أي بلد في العالم"، متبعاً بالقول "أنا أعرف شعبنا العزيز في استجابته ووعيه ومنطلقه الإيماني ووفائه وكرمه واهتمامه الكبير بهذه القضية".
ودعا الشعب اليمني للخروج عصر الإثنين خروجاً مليونيا في العاصمة صنعاء وكل المحافظات والمناطق الحرة، مؤكداً ان "ذكرى العملية البطولية العظيمة التي صنعت تحولاكبيرا في مسار القضية الفلسطينية هي جديرة بالخروج الشعبي الواسع والتفاعل الكبير".
المصدر: المسيرة
انتهى/