مقتل قيادية بـ"العمال الكردستاني" في عملية عسكرية تركية داخل العراق
أدت غارة نفذتها طائرة مسيّرة تركية في منطقة جبل سنجار، 115 كيلومتراً غربي الموصل، شمالي العراق، إلى مقتل قيادية بارزة في حزب العمال الكردستاني، المنصف على لائحة الإرهاب في تركيا، والذي أعلنته بغداد أخيراً منظمة محظورة.
وللعام الثالث على التوالي، تواصل القوات التركية سلسلة من العمليات الجوية والبرية داخل العمق العراقي، لضرب معاقل حزب العمال الكردستاني الموجود داخل البلدات الحدودية العراقية المتاخمة لتركيا، ويتخذها منطلقاً لشن اعتداءات إرهابية على أهداف عسكرية ومدنية داخل تركيا. وأدت تلك العمليات إلى مقتل المئات من أفراد الحزب المسلح، وتدمير مواقع ومقرات له في مناطق قنديل، وسيدكان، وسوران، والزاب، وزاخو، والعمادية، وسنجار، شمال أربيل، وشرقي دهوك، وفي غرب محافظة نينوى ضمن مدينة سنجار، ومثلث فيشخابور العراقي الحدودي مع سورية وتركيا.
ووفقاً لبيان صدر ليل أمس الأحد عن "وحدات حماية المرأة"، الجناح النسوي لحزب العمال الكردستاني، فإن غارة تركية استهدفت القيادية في الحزب هيفي أومود في جبل سنجار، شمالي العراق، ضمن محافظة نينوى، أدت إلى مقتلها. وأضاف البيان الذي نقلته وسائل إعلام كردية عراقية ناطقة بالعربية، أن القيادية هيفي أومود انضمت لحزب العمال سنة 1999، وعملت خلال السنوات الـ23 الماضية في مناطق كردستان العراق ضمن صفوف الحزب.
مقتل قيادية بارزة في رفوف وحدات حماية المرأة بقصف مسيّرة تركية في شنگال
— دارکا مازي عربي (@DarkaMaziArabic) November 24, 2024
تابعونا على تلغرام//t.co/yynijV9c9j//t.co/IWkmkDY6Nt pic.twitter.com/UhGVrSW3Rj
وفي وقت سابق من يوم أمس، بثت وزارة الدفاع التركية مشاهد لأحد مخابئ مسلحي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق بعد تطهيره من الإرهابيين. وبحسب بيان لوزارة الدفاع التركية، فإن العملية تمت في إطار أنشطة المسح والتمشيط التي تجريها القوات التركية بمنطقة عملية المخلب - القفل.
Kahraman Türk Silahlı Kuvvetlerimiz, Irak’ın kuzeyinde arama tarama görevine ara vermeden devam ediyor.
— T.C. Millî Savunma Bakanlığı (@tcsavunma) November 24, 2024
Son olarak Pençe-Kilit Operasyonu bölgesinde teröristler tarafından barınma ve saklanma maksadıyla kullanılan, çok sayıda bölümü bulunan bir mağara daha teröristlerden… pic.twitter.com/ROddjbXCLO
وفي السياق الأمني في شمالي العراق، قال ضابط في قوات البيشمركة ضمن اللواء 80 المرابط على أطراف أربيل لـ"العربي الجديد"، إن عام 2024 كان ثقيلاً على حزب العمال من ناحية الخسائر التي تكبدها على مستوى قياداته والجغرافيا التي انحسر أو انسحب منها نهائياً لصالح الجيش التركي. وأضاف طالباً عدم الكشف عن هويته كونه غير مخول بالتصريح، أن "الكردستاني فقد ما لا يقل عن 50 قيادياً بالصف الأول للجناح المسلح منذ مطلع العام الحالي بضربات جوية تركية أو عمليات إنزال نفذتها قوات خاصة داخل العراق"، وأكد انحسار مساحة سيطرته أو أنشطته داخل العراق في بلدات سيدكان، وسوران، والزاب، ومنطقة حفتانين، وجبل متين، وكارا، لصالح الجيش التركي الذي شيد مقرات ومواقع فيها لضمان عدم عودة مسلحي الحزب مجددا للمناطق التي خسرها".
ويُمثّل ملف مسلحي حزب العمال الكردستاني داخل العراق، حيث يتخذه منطلقاً لشن اعتداءات إرهابية متكررة داخل تركيا، الملف الأبرز بين بغداد وأنقرة، وخلال الأشهر الماضية حقق البلدان تقدماً واضحاً بعد اعتبار بغداد الحزب المسلح منظمة محظورة، وتعهد بالعمل مع تركيا في هذا الإطار، وسط تحديات غير خافية، أبرزها العلاقة الجيدة بين الحزب وفصائل عراقية مسلحة توصف عادة بأنها حليفة لإيران، خصوصاً في مناطق سنجار، غربي نينوى.