استقبل وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة، محمد عرقاب، الاثنين الماضي، بالعاصمة الجزائر، وفدا من لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإسلامي الإيراني، برئاسة رئيس اللجنة إبراهيم عزيزي، في إطار تعزيز التعاون وتنسيق المواقف، وبحث تطوير التبادل بين البلدين.
حسب بيان لوزارة الطاقة الجزائرية، تناول اللقاء الفرص المتاحة للتعاون والشراكة، خاصة في مجالات صناعة النفط والغاز، والبتروكيمياء، والطاقة الكهربائية، والطاقات المتجددة، فضلاً عن القطاع المنجمي الذي يشمل البحث الجيولوجي، والاستكشاف، واستغلال وتحويل الموارد المعدنية.
حول اللقاء الأخير، قال الخبير الطاقوي الجزائري، أحمد طرطار، إن التعاون بين إيران والجزائر يتجسد في رؤية استراتيجية بين البلدين.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن التعاون بين البلدين يأتي في سياق
تنسيق المواقف، خاصة أن الجزائر عضو فاعل في منظمة "أوبك"، كما هو الحال بالنسبة لإيران، بما يسهم في تعزيز التعاون على المستوى الثنائي والدولي.
ولفت إلى أهمية دور إيران والجزائر في منتدى الدول المصدرة للغاز، باعتبار أن إيران تحتل مكانة متقدمة، فيما تحتل الجزائر مرتبة سابعة، ما يمنح تطوير التعاون بين البلدين مكانة هامة.
وشدد على أن المباحثات بين البلدين شملت العمل على تطوير التعاون والتبادل، خاصة بشأن قضايا التسعير الخاصة بالبترول والغاز، واهمية استقرار الأسعار، وتبني الاستراتيجيات المتبعة من قبل "منظمة أوبك".
وفق الخبير الطاقوي، فإن العديد من المجالات محل الاهتمام والتعاون، والتي تشمل صناعة الغاز، والكهرباء والطاقات المتجددة، والبحث الجيولوجي، والمناجم، والموارد المعدنية.
وأشار إلى عدم وجود أي
مشروعات مشتركة مستقبلية بين البلدين، خاصة أن البلدين يصدران الغاز المواد البترولية.
تسعى الجزائر أخيرا للتخلي عن التبعية الاقتصادية للمحروقات، وترى أن العلاقات مع إيران في هذا الإطار يمكن أن تحقق نتائج مهمة، بالنظر للاستفادة من التجربة الإيرانية، التي باتت تعتمد في ميزانيتها على نحو 35 %، بعدما كانت تعتمد على المحروقات بنسبة 95 % من الميزانية.
مساعدة الجزائر للتخلي عن التبعية للمحروقات
وفي فبراير/ شباط 2019، أكد سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الجزائر، رضا عامري، وجود مفاوضات متقدمة بين الجزائر وطهران بخصوص الاستثمارات الاقتصادية في مجالي السيارات والدواء.
وأوضح السفير رضا عامري حينها بشأن مساعدة الجزائر في التخلي عن التبعية الاقتصادية للمحروقات، بقوله: "العقوبات الظالمة التي فرضتها قوى الاستكبار العالمي على بلدنا بحجج واهية أدت إلى توظيف إيران إمكانياتها ومواردها الضخمة الاقتصادية والبشرية والعلمية، بغية الوصول إلى
الاكتفاء الذاتي في الكثير من مناحي الحياة وتحرير اقتصادها من التبعية للمحروقات، حيث انخفض معدل اعتماد ميزانية الدولة على البترول من 95% في بداية الثورة إلى حوالي 35% في الوقت الحاضر".
كانت إيران من أوائل الدول المعترفة باستقلال الجزائر سنة 1962، وترجمته بفتح سفارتها في الجزائر سنة 1993، ثم تطورت العلاقات بالوساطة الجزائرية الناجحة في عهد الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين سنة 1975، بين العراق وإيران في الصراع الحدودي بشأن شط العرب.
وفي يوليو/ تموز 2023، أكد الرئيس الإيراني الراحل، إبراهيم رئيسي، خلال استقباله وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، في طهران أنه يمكن تعزيز العلاقات بين الدولتين انطلاقا من المواقف الإقليمية والدولية الوثيقة.
وقال رئيسي، في بيان نشرته الرئاسة الإيرانية، حينها: "
العلاقات بين إيران والجزائر علاقة بين دولتين صديقتين وشقيقتين وإسلاميتين يمكن توسيعها انطلاقا من المواقف الإقليمية والدولية الوثيقة في مختلف المجالات، بما في ذلك المجالات التجارية والاقتصادية".
وفي السياق ذاته، قال الوزير الجزائري: "الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون كلفني بإبلاغكم بتصميم الجزائر وعزمها واستعدادها لتوسيع العلاقات مع إيران على أعلى مستوى ممكن".