أنور الدرويش.. فوتوغرافيا مدينة الموصل
يُفتتح، عند السادسة والنصف من مساء غدٍ الخميس، في "المعهد الثقافي الفرنسي" ببغداد معرض "خلجات موصلية" للفوتوغرافي العراقي أنور الدرويش (1964)، ويتواصل حتى الثالث عشر من الشهر المقبل.
يمثّل المعرض امتداداً لمشروع الفنان في توثيق المكان بالموصل من خلال تصوير الأحياء القديمة في المدينة؛ في مشاهد بانورامية أو تُبرز مقاطع من النوافذ والأبواب والأقواس وحركة المارّة في الشوارع وأفعالهم الاعتيادية اليومية أو لعب الأطفال أو العبارات المكتوبة على الجدران.
ويسجّل أيضاً المحال والمنازل المهدمة التي هجرها أصحابها خلال الحروب والصراعات التي شهدتها المدينة في السنوات الماضية، والبيوت التي ما زال بعضهم يسكنونها بالرغم من الدمار الذي تعرّضت له، وآثاره ماثلة للعيان تستعيد ذاكرة المكان وصولاً حتى اللحظة.
وتمّ اختيار الصور المعروضة من كتاب "أنور الدرويش.. عين حاذقةٌ وفكر متقد" للباحث العراقي هيثم فتح الله عزيزة، الذي صدر نهاية العام الماضي عن "دار الأديب" في عمّان، وتضمّن قراءة نقدية توزّعت بحسب التقنية المستخدمة في إنتاج الصورة إلى أربعة فصول؛ هي: التصوير بالأسود والأبيض، والتصوير باعتماد العتمة والنور، والتصوير الملون، وفنتازيا الفوتوغراف.
في إحدى صور المعرض، يسير فتى نحو الكاميرا خارجاً من الزقاق حيث تصدعات الجدران على يمينه ويترك الظل على يمين الصورة بعض العتمة والماء يسيل في وسط الزقاق، بينما تحضر صورة أخرى كأنها مقتطعة من فيلم سينمائي لطفلين يركبان دراجتيهما في الطريق التي يطلّ عليها بيت مهجور تحت سماء زرقاء بغيوم متفرّقة.
ويقف شخص بكاميرته التي تتدلى على صدره في صورة ثانية، يتطلع إلى جدار كُتبت عليه عبارات عديدة تحيل إلى ما عاشته الموصل من أحداث وأزمات، مثل: "الوطن غالي"، و"أريد حقّي"، و"أريد حلمي"، و"لا للفساد"، وغيرها.
بالأبيض والأسود، ثمة صور التقطت من أسواق الموصل العتيقة، حيث يجلس في واحدة منها بائع أمام محله يضع ساقاً على أخرى ويده فوق ذقنه ويمضي أمامه رجل وهو يمسك بعصا، بينما تظهر آثار خمسة كفوف على حائط إلى جانب خربشات أخرى.
يُذكر أن أنور الدرويش عمل محرراً في عدد من الصحف والمجلات العراقية، وأقام عدداً من المعارض الفوتوغرافية منذ نهاية الثمانينيات، ونال عدداً من الجوائز والتكريمات.