75 حكماً بإعدام تجار ومروجي المخدرات في العراق منذ بدء 2024
أعلن مجلس القضاء الأعلى في العراق، اليوم الخميس، أن قوات الأمن دهمت معملاً لصنع حبوب الكبتاغون والكريستال المخدرة في محافظة السليمانية بإقليم كردستان (شمال)، وكشف إصدار محكمة الجنايات 75 حكماً بإعدام تجار ومروجي مخدرات، من بينهم 6 أجانب، وأيضاً 20 حكماً بالسجن المؤبد، وضبط أكثر من طن من المواد المخدرة منذ مطلع العام الحالي.
تزامن ذلك مع استمرار تنفيذ قوات الأمن حملات واسعة لملاحقة شبكات ترويج المخدرات التي تنتشر في مدن مختلفة. وأدت هذه الملاحقات إلى مقتل ضباط وأفراد أمن خلال مواجهات مسلحة مع الشبكات التي تتركز في بغداد ومدن جنوب ووسط البلاد. وتعتبر إيران وسورية المصدرين الرئيسين لدخول المخدرات إلى العراق، لكن الأشهر الأخيرة شهدت دهم معامل أو مراكز لصناعة المواد المخدرة داخل البلاد أيضاً.
واليوم الخميس، أورد بيان أصدره مجلس القضاء الأعلى أنه "جرى ضبط أكثر من 151 كيلوغراماً من المواد المخدرة استناداً إلى معلومات توفرت عن وجود معمل لصنع حبوب الكبتاغون ومادة الكريستال المخدرة في منطقة جنوب بحيرة دربندخان بمحافظة السليمانية ضمن إقليم كردستان العراق". تابع: "المكان عبارة عن مصنع للإطارات يحتوي على 4 آلاف ليتر من مادة أمفيتامين الأساسية في صنع الحبوب المخدرة، وثمة معلومات عن تمرير شحنة 100 كيلوغرام من هذه الحبوب إلى دول خليجية".
ووسعت القوات العراقية منذ مطلع العام الحالي عمليات ملاحقة تجار المخدرات والمتعاطين، في خطوة حظيت بدعم شعبي واسع في ظل الانعكاسات السلبية الكبيرة للظاهرة التي رفعت نسب الجريمة المنظمة والتهديدات الأمنية في مناطق مختلفة. والشهر الماضي، قال رئيس لجنة مكافحة المخدرات في البرلمان عدنان الجحيشي إن الأمن ضبط أربعة مصانع مخدرات أحدها في السليمانية ينتج كميات كبيرة من مادة الكريستال.
وقال عضو منظمة "التوعية" المعنية بمكافحة المخدرات، طلال حلفي، لـ"العربي الجديد": "تخوض قوات الأمن العراقية حرباً حقيقية مع تجار المخدرات الذين يملكون المال والسلاح، ويرتبط قسم منهم بالفصائل المسلحة أو بشخصيات نافذة في السلطة". أضاف: "لا تزال أراضي سورية المصدر الرئيس لحبوب الكبتاغون التي تدخل بطرق مختلفة وتباع بأسعار في متناول المراهقين والشباب، وقد انتشرت في الجامعات والمدارس الثانوية أخيراً". ووصف عمليات قوات الأمن المتواصلة منذ أشهر بأنها "لا تقل أهمية عن تلك لمكافحة الإرهاب".
وفي أغسطس/ آب الماضي، أعلن جهاز الأمن الوطني العراقي ضبط مزروعات من نبتة "داتورا" المخدرة في أرض بمساحة سبعة دونمات جنوب شرقي العاصمة بغداد. ولم تكن هذه الحادثة الأولى في العراق، إذ شهدت الفترات السابقة حوادث مماثلة. وتُعَدّ المخدّرات من أبرز التحديات التي يواجهها المجتمع العراقي بعدما اتسعت تجارتها بشكل خطر في الفترة الأخيرة. وتحوّلت البلاد إلى ممرّ لهذه المواد من إيران نحو عدد من الدول العربية.