"قسد" تسيطر على معبر البوكمال على الحدود السورية العراقية
اتجهت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) يوم الجمعة نحو الحدود العراقية السورية في محور البوكمال وسيطرت على المعبر الذي يحمل الاسم ذاته، كما اتجه "مجلس دير الزور العسكري"؛ أحد فصائل قواتها، باتجاه مدينة دير الزور والمدن المحيطة بها غرب الفرات، وسط أنباء عن استلام المربعات الأمنية في كل من الحسكة والقامشلي، وكذلك فوج طرطب وكوكب العسكريين مع الإبقاء على "قوات الأمن الداخلي" والمؤسسات الخدمية مثل مكاتب النفوس.
وقال الناشط الإعلامي جاسم علاوي، المتحدر من ريف مدينة دير الزور لـ"العربي الجديد"، إن "قسد" استطاعت الدخول إلى كامل محافظة دير الزور بدءاً من القرى السبع التي شهدت اشتباكات خلال الأيام الماضية الواقعة في الطرف الشرقي لنهر الفرات، ثم عبرت النهر باتجاه مركز مدينة دير الزور. وأضاف أنها في البداية سيطرت على المطار العسكري وعلى اللواء 137 ثم تحولت باتجاه الميادين ومن ثم باتجاه البوكمال، المدينة الاستراتيجية الواقعة على الحدود العراقية التي يقع فيها معبر البوكمال الحدودي.
ومع السيطرة على هذا المعبر الحدودي تكون "قسد" للمرة الأولى منذ ظهورها عام 2015 قد سيطرت على أول معبر دولي، وهذا المعبر يكتسب أهمية استراتيجية بالنسبة لها، وللعديد من الأطراف في المنطقة، لا سيما أن الطرف العراقي أعلن أن ليس هناك مخاوف من إبقاء المعبر مفتوحاً، وكان هناك تواصل بين قيادة "قسد" والحكومة العراقية للإبقاء على المعبر مفتوحاً والانتشار الذي حصل في دير الزور كان بعلم الحكومة العراقية.
وتتجه "قسد" إلى تشكيل إدارة مدنية لإدارة هذا المعبر ربما ستبدأ عملها في غضون أيام، وسط معلومات بأنها ستمد سيطرتها إلى قاعدة التنف مروراً بمدينة البوكمال، ومنطقة الباغوز التي كانت تحت سيطرتها سابقاً، وبذلك تكون قد اقتربت من درعا القريبة من الحدود الأردنية، وهذا تطوّر لافت يعني السيطرة على الحدود العراقية بشكل كامل، وقطع الجسر البري بين إيران وحزب الله في لبنان الذي كان يمرّ عبر العراق وسورية.
وقال الإعلامي جان علي من القامشلي لـ"العربي الجديد" إنه "لا يوجد أي اتفاق بين النظام السوري وقسد على انسحاب قوات النظام من دير الزور وإحلال عناصر "قسد" مكانها، لكن على الأرض هذا ما حصل فعلاً". ووفق المراقبين، فإن جميع الفصائل التي انسحبت من دير الزور انشقت إلى قسمين؛ بعضها رافق قوات النظام المنسحبة باتجاه حمص لمساندة النظام هناك في المعارك ضد فصائل المعارضة السورية، والآخرون اتجهوا نحو معبر القائم (يقابل معبر البوكمال في مدينة القائم العراقية في محافظة الأنبار) ودخلوا إلى الأراضي العراقية.
تعقيباً على هذه التطورات، قال عضو العلاقات الدبلوماسية بحزب "الاتحاد الديمقراطي" شفان الخابوري لـ"العربي الجديد" إن "قوات سوريا الديمقراطية تشكلت من الفسيفساء السوري، ومهمتها الحفاظ على مكتسباته"، لافتاً إلى أنه "لم يسبق لقسد التصادم العسكري مع هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)". وأشار إلى وجود تصريحات رسمية وعسكرية من "الإدارة الذاتية" (قسد ذراعها العسكرية) تؤكد الاستعداد للتعاون والتفاوض مع أي طرف يؤمن "بأخوة الشعوب والعيش المشترك والفسيفساء السوري وطبيعة الشعب السوري".
وقال: "هناك بعض التصريحات والنداءات من قبل قائد هيئة تحرير الشام (أحمد الشرع) بخصوص مستقبل المنطقة. بصراحة نحن حتى الآن نجدها إيجابية نوعاً ما، إذا تم ترجمتها عملياً على الأرض لذلك نحن نتابع هذه التصريحات بشكل جدي".