العراق يستبعد تدخّله عسكرياً في سورية: البحث عن حل دبلوماسي

العربي الجديد

العراق يستبعد تدخّله عسكرياً في سورية: البحث عن حل دبلوماسي

  • منذ 2 أسبوع
  • العراق في العالم
حجم الخط:

تتراجع الحكومة العراقية بشكل واضح عن طرح الخيار العسكري للتدخّل في سورية، بينما تتجه نحو البحث عن الحلول الدبلوماسية، في وقت انسحبت فيه فصائل عراقية مرتبطة بإيران من سورية عائدة إلى العراق. وكانت المواقف العراقية الرسمية والحزبية قد تصاعدت بشكل لافت إزاء ما يجري في سورية من أحداث، وقد لوّح رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بأن بلاده لن تقف متفرجة حيال ما يجري في سورية، كذلك لوّح المتحدث العسكري باسم الحكومة العراقية يحيى رسول، بتدخل عسكري عراقي في سورية لضرب من قال إنها "جبهة النصرة"، رافضاً الحديث عن وجود فصائل معارضة سوريّة.

إلا أن الموقف العراقي الرسمي بدأ ينحرف عن الخيار العسكري إلى البحث عن حلول دبلوماسية، وقد احتضنت بغداد، أمس الجمعة، اجتماعاً ثلاثياً لوزراء خارجية العراق فؤاد حسين وإيران عباس عراقجي والنظام السوري بسام صباغ. وأكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، أن بلاده ستبادر بعقد اجتماع لعدد من الدول في بغداد "لمناقشة الأوضاع الخطيرة في سورية، وسنفعل كل السبل الدبلوماسية للوصول إلى التهدئة".

عقب ذلك، وفي ساعة متأخرة من ليل أمس الجمعة، أكد المتحدث باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، أن بلاده "لا تسعى للتدخل العسكري في سورية". وقال، في بيان، إنّ "العراق تمكّن من عبور التحديات التي واجهت المنطقة، ولم يتعرض لأزمة مالية أو سياسية، وأنه لولا أحداث غزة لكان وضع البلاد أفضل". وأضاف أنّ "العراق مع وحدة الأراضي السورية ويرفض أي مساس بوحدتها وتعريض أبناء الشعب السوري للمزيد من المعاناة والآلام"، مشيراً إلى أن "كل ما يجري في سورية مرتبط بالأمن القومي العراقي، وأن العراق يعمل بقوة على إيجاد حل سياسي متوازن للتداعيات الأخيرة".

وأكد أنّ "تقسيم سورية خط أحمر للعراق، الذي ما زال جزءاً فعالاً من التحالف الدولي لهزيمة داعش في سورية والعراق"، مشدداً على أن "العراق لن يتساهل بأي تعرّض لأمنه وسيادته". وأكد أن "الحكومة العراقية تبذل حالياً جهوداً سياسية ودبلوماسية استثنائية لإيجاد حل للأزمة في سورية". واختتم بالقول إنّ "العراق لا يسعى للتدخل العسكري في سورية".

ويمثل التصريح الحكومي العراقي تغيّراً واضحاً في الموقف إزاء سورية، ولا سيما بعد ضغوط واجهتها الحكومة من بعض الأطراف الفاعلة في الساحة العراقية التي رفضت التدخل في الشأن السوري، ومنها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الذي اعتبر أحداث سورية شأناً داخلياً سوريّاً، ووصف مراقبون المواقف الحكومية التصعيدية السابقة بأنها "خروج عن مبدأ الحياد".

فصائل عراقية تغادر سورية

إلى ذلك، يعمل العراق على ضبط حدوده مع سورية، وتعزيزها بقوات إضافية، وتفقد صباح اليوم السبت، وفد عراقي عسكري رفيع الحدود للاطلاع على الاستعدادات، إذ وصل رئيس أركان الجيش العراقي، عبد الأمير رشيد يار الله، ونائب قائد العمليات المشتركة قيس المحمداوي، إلى منفذ القائم لتفقد الشريط الحدودي، حسب ما ذكر بيان للعمليات المشتركة للجيش العراقي. وأكد البيان أن "الوفد العسكري ضم أيضاً معاون رئيس أركان الجيش للعمليات وقائد القوات البرية وعدداً من القادة والضباط".

وغادرت فصائل عراقية الأراضي السورية، عائدة الى داخل الحدود العراقية. وقال مستشار "حشد الأنبار" عواد الجغيفي، في تصريح صحافي، إنّ "الفصائل الموجودة داخل الأراضي السورية في منطقة البوكمال انسحبت باتجاه العراق إلى منفذ القائم الحدودي ودخلت في القائم"، مؤكداً بقوله: "لا أعلم إذا كانت ستبقى هذه القوات في قضاء القائم أو ستخرج منه".



عرض مصدر الخبر



تطبيق موسوعة الرافدين




>