فرار ألفي جندي من النظام السوري من المعارك إلى العراق
مع استمرار تقدّم المعارضة السورية في مناطق عدة من البلاد، وسيطرتها، اليوم السبت، على مدينة حمص، وتطويقها دمشق، فرّ المئات من جنود النظام السوري باتجاه العراق، حيث نقلت وكالة رويترز عن رئيس بلدية القائم العراقية خلف جدعان المحلاوي قوله إن نحو ألفي جندي سوري عبروا الحدود، وطلبوا اللجوء في العراق.
وكان مصدر أمني عراقي، قد قال اليوم السبت، إن أكثر من ألف جندي من جيش النظام السوري دخلوا العراق عبر معبر القائم الحدودي في محافظة الأنبار غربي البلاد. ونقلت وكالة الأنباء العراقية عن المصدر قوله، إن "أكثر من ألف جندي من الجيش السوري طلبوا الدخول إلى العراق، عبر معبر القائم الحدودي غربي الأنبار". وأكد أنه "تم استقبال الجنود، وقدمت لهم الرعاية اللازمة وتلبية احتياجاتهم".
مصدر: عناصر لواء الحرس الجمهوري السوري سلموا أسلحتهم وأجهزة اللاسلكي للقوات العراقية قبل دخولهم عبر منفذ القائم الحدودي#الشرقية_نيوز pic.twitter.com/0g2tfzdhVy
— AlSharqiya TV - قناة الشرقية (@alsharqiyatv) December 7, 2024
يجري ذلك في وقت تواصل فصائل المعارضة السورية إحراز تقدّم لافت، إذ أعلنت إدارة العمليات العسكرية لـ"ردع العدوان"، أنّ قوات المعارضة بدأت تنفيذ المرحلة الأخيرة بتطويق العاصمة دمشق، بعدما تمكنت من السيطرة على فرع سعسع في ريف دمشق، مشيرة إلى أنّ الزحف مستمر نحو العاصمة. كما سقطت في أيدي فصائل السويداء آخر المراكز الأمنية، وتم إخلاء الأفرع الأمنية الثلاثة تباعاً، وانسحاب القوات العاملة في مطار الثعلة العسكري، لُتعلن الفصائل إسدال الستار على تاريخ من حكم العسكر لمحافظة السويداء.
في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، اليوم السبت، أن بغداد لن تتدخل عسكرياً في سورية، مشيراً في تصريحات صحافية، إلى أن "الحكومة العراقية ملتزمة بحماية حدودها وسلامة أراضيها، وأن العراق لن يسمح بأن يكون جزءاً من الصراع السوري". وأضاف أن "أي هجوم على الجانب العراقي سنواجهه بقوة، وحماية حدودنا هي مسؤوليتنا"، مشيراً إلى أن "سياسة بغداد تقوم على عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، ولكنها طرحت مبادرة لحل الأزمة السورية، والعراق يركز على التهدئة، ويعمل على تقديم المساعدة للنازحين السوريين".
وفي وقت سابق من اليوم، كشفت مصادر عراقية لـ"العربي الجديد"، انسحاب 300 مسلح يتبع للفصائل العراقية من داخل العمق السوري إلى الأراضي العراقية ليل أمس الجمعة، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ سنين. ويتزامن ذلك مع تراجع الحكومة العراقية بشكل واضح عن طرح الخيار العسكري للتدخّل في سورية، بعد أن كانت صعّدت أخيرا بهذا الاتجاه، معتبرة أن أحداث سورية تهدد أمن العراق، فيما تتجه حكومة بغداد نحو البحث عن الحلول الدبلوماسية.