عودة 4500 نازح من العراق إلى لبنان براً
أعلنت السلطات العراقية، اليوم السبت، تسجيل عودة 4500 لبناني إلى بلادهم من طريق البرّ، فيما لم تحدد بغداد حتى الآن موعداً لإعادة الرحلات الجوية إلى بيروت، التي توقفت الأحد الماضي إثر أحداث سورية.
وكانت وزارة النقل العراقية قد أوقفت الأحد الماضي "مؤقتاً" الرحلات الجوية بين بغداد وبيروت، بما في ذلك الرحلات المجانية المخصصة لنقل اللبنانيين الراغبين في العودة طوعاً إلى بلدهم، وجاء القرار بسبب أحداث سورية، وقالت الوزارة في حينها "إن القرار يأتي حرصاً على سلامة المسافرين للرحلات المجدولة إلى لبنان، وامتثالاً لمعايير الأمن والسلامة الجوية الدولية".
واليوم السبت، ووفقاً للمتحدث باسم وزارة الهجرة العراقية، علي عباس جهانكير، فإن "عدد اللبنانيين اللاجئين إلى العراق الذين عادوا إلى بلادهم بلغ 4500 من طريق البر، وجواً 300 شخص، بواقع 150 شخصاً لكل رحلة". وأوضح في تصريح صحافي، اليوم السبت، أن "هذه الأرقام هي وفق ما سجلته الوزارة ضمن برنامجها"، مشيراً إلى أن "قسماً من اللبنانيين غادروا إلى بلادهم على حسابهم الخاص".
ولم يدل المسؤول العراقي بأي معلومات بشأن إمكانية إعادة الرحلات الجوية إلى بيروت من مطار بغداد، إلا أن مسؤولاً في وزارة النقل العراقية المسؤولة عن مطار بغداد، أكد أن قرار تعليق الرحلات "أمني"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، ومشترطاً عدم ذكر اسمه، باعتباره غير مخوّل بالتصريح، أن "القرار اتخذ بسبب أحداث سورية، وأن أجواءها ما زالت غير آمنة، ولا يمكن نقل اللبنانيين جواً في هذه الظروف". وأكد أنه "لا توجد حتى الآن أي خطوة لإلغاء القرار. ننتظر الوضع في سورية، ونعتمد التقارير المرسلة من قبل الجهات الأمنية العراقية، التي تقيّم الوضع الأمني في سورية، وفي ضوئها يُلغى القرار أو يستمر العمل به".
وكان أكثر من 40 ألف مواطن لبناني قد دخلوا إلى العراق في الشهرَين الماضيَين، بسبب العدوان الإسرائيلي الذي تصاعد على لبنان في سبتمبر/ أيلول الماضي قبل أن يُعلَن اتفاق لوقف النار في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. وقد تركّز هؤلاء اللبنانيون في مناطق يجنوب البلاد ووسطها، حيث وفّرت لهم السلطات مدناً سكنية ومساعدات طبية وإنسانية ومنحتهم صفة اللجوء المؤقّت.
وكان العراق قد أوقف الرحلات الجوية إلى بيروت بعد تصاعد العدوان الإسرائيلي على لبنان، وتهديد الرحلات الجوية المتجهة إلى مطار بيروت الدولي. لكن وزارة النقل العراقية قررت نهاية نوفمبر، استئناف الرحلات الجوية من جميع مطارات العراق إلى مطار بيروت الدولي، اعتباراً من بداية شهر ديسمبر/ كانون الأول الجاري، قبل أن تعود وتوقفها مرة أخرى.
ووفد عشرات الآلاف من اللبنانيين إلى العراق عبر المطارات ومعبر القائم الحدودي مع سورية، بعد قرار عراقي حكومي باستقبالهم، دون حاجة لجوازات أو تأشيرات سفر، ووفر لهم مدناً ومباني للسكن مع إطلاق حملة مساعدات ضخمة لمساعدتهم، وتوفير العلاج بالمستشفيات الحكومية لجرحى العدوان الإسرائيلي.