العراق يبدأ إجراءات إعادة مئات العسكريين السوريين إلى بلادهم
قال مسؤولون عراقيون إن إجراءات إعادة الجنود السوريين الذين دخلوا البلاد قبيل انهيار نظام بشار الأسد قد بدأت، مؤكدين أن العودة طوعية والجنود مخيرون في البقاء أو العودة. وكان العراق استقبل رسمياً مئات الجنود السوريين الفارين من المعارك، وجرى إيواؤهم في مخيم على حدود محافظة الأنبار غربي العراق، وكان من المفترض إعادتهم بطائرات إلى دمشق لكن إسقاط نظام الأسد دفع إلى تأجيل ترحيلهم لغاية الآن.
وأكد مسؤول أمني عراقي أن غالبية الجنود السوريين يرغبون بالعودة الى بلادهم، وقال لـ"العربي الجديد"، مشترطاً عدم ذكر اسمه، أن "هؤلاء تلقوا تطمينات بأن عودتهم إلى بلادهم لا تشكل أي خطر على حياتهم. خاصة أنهم يتواصلون مع زملاء لهم في الجيش السوري لم يتعرضوا لأي أذى". وأشار إلى أن "الجنود يتواصلون هاتفياً مع عائلاتهم في سورية الذين شجعوهم على العودة"، مشدداً على أن "الجانب العراقي وفر الدعم الكامل للجنود من الناحية الإنسانية".
وقال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار سعد المحمدي إن "الإجراءات بدأت أمس الأربعاء لإعادة الجنود السوريين إلى بلادهم عبر منفذ القائم الحدودي"، مبيناً في تصريح صحافي أنه "من الممكن أن يُعادوا اليوم الخميس". وأشار إلى أن "عدد هؤلاء الجنود يبلغ 2490 شخصاً، وأن لهم الحرية في الاختيار بين العودة أو البقاء في العراق"، مؤكداً أن "العائدين سيوقعون على تعهد يؤكدون بموجبه أنهم يعودون بإرادتهم الحرة عبر منفذ القائم الحدودي، وأنهم لم يتعرضوا لأي ضغط من قبل الجانب العراقي". ووفق تصريحات صحافية لنائب قائد العمليات المشتركة في الجيش العراقي، الفريق أول ركن قيس المحمداوي، فإن "الإجراءات ذاهبة باتجاه إعادة الجنود السوريين الموجودين في العراق إلى بلادهم".
وكان مئات من العسكريين السوريين، بينهم ضباط، فروا باتجاه العراق قبل سقوط النظام السوري ببضع ساعات، حيث سلموا أسلحتهم على الحدود، وأكدت مصادر عراقية في وقت سابق لـ"العربي الجديد" أنه لا يوجد أي توجه لقبول الجنود السوريين باعتبارهم لاجئين، لكن الجهات العراقية المختصة تنتظر استقرار الأوضاع في سورية من أجل ترتيب عودتهم وضمان سلامتهم، وأنهم سيبقون في ضيافة العراق خلال المرحلة المقبلة لحين ترتيب أوضاعهم وضمان عودتهم بسلام.