فيدان: ثمة احتياجات عاجلة للشعب السوري لا يمكن تأجيلها

وكالة الأناضول
  • منذ 1 شهر
  • العراق في العالم
حجم الخط:
Ankara
أنقرة/ الأناضول
وزير الخارجية التركي:
- يجب الوقوف إلى جانب الشعب السوري
- "واي بي جي" الامتداد السوري لتنظيم "بي كي كي" الإرهابي يشكل تهديد رئيسيًا لتركيا
- الإدارة الجديدة في سوريا يُنظر إليها على أنها محاور شرعي والتواصل معها بدأ
قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن "هناك احتياجات عاجلة للشعب السوري لا يمكن تأجيلها" خلال الفترة الحالية.
جاء ذلك في مقابلة مع قناة الجزيرة تطرق خلالها إلى التطورات في الشرق الأوسط.
وعن مزاعم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب حول دور تركيا في تغيير النظام بسوريا، قال فيدان: "لا يمكن وصف ذلك بأنه عملية استيلاء، ووصف الأحداث في سوريا بهذه الطريقة سيكون خطأ جسيما، وبالنسبة للشعب السوري، لا يعد ذلك استيلاء، وما حدث هو سيطرة إرادة الشعب السوري، هو توليها السلطة هناك".
وردًا على سؤال "أليس من الصواب القول إن القوة التي ستدير سوريا في أيدي تركيا؟"، أكد فيدان أن بلاده لا ترغب أبدًا بأمر من هذا القبيل، مضيفًا: "أعتقد أننا جميعا تعلمنا دروسا عظيمة مما حدث في منطقتنا".
وشدد أن ثقافة الهيمنة هي التي جلبت الدمار إلى المنطقة.
وأردف: "لذلك لا ينبغي أن تكون هناك هيمنة تركية، ولا هيمنة فارسية، ولا هيمنة عربية، وعلينا جميعا أن نأخذ التعاون كأساس".
وأكد ضرورة الوقوف إلى جانب الشعب السوري وألا يعتبر ذلك هيمنة.
- "واي بي جي" امتداد لـ"بي كي كي"
وأوضح فيدان أن "واي بي جي" الامتداد السوري لتنظيم "بي كي كي" الإرهابي يشكل تهديد رئيسيًا لتركيا، مشيرًا إلى أن "واي بي جي" يسعى للحفاظ على وجوده وهيمنته في المناطق التي يحتلها في سوريا.
ولفت إلى أن "واي بي جي" يحاول إظهار نفسه للغرب كمجموعة تكافح تنظيم "داعش"، مشددًا أن "هذا ليس وصفًا يعكس هويتهم الحقيقية بدقة، لأنهم هناك كتنظيم إرهابي".
وأكد أن مكافحة داعش وحدها لا يمكن أن تعتبر "مؤشرا على حسن النية"، وقال: "واي بي جي بالأساس امتدار لبي كي كي وهو تنظيم صفوفه مليئة بالمقاتلين الإرهابيين الأجانب الدوليين القادمين من تركيا وإيران والعراق وبلدان أوروبية".
وأعرب عن أسفه لتغاضي أصدقاء تركيا في الغرب عن حقيقة أن تنظيم "واي بي جي" هو بالأساس امتداد لـ"بي كي كي".
وتطرق فيدان إلى اعتراف وزير الدفاع الأمريكي عام 2016 آش كارتر في الكونغرس بوجود ارتباط بين "واي بي جي" و"بي كي كي"، مبينًا أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر "بي كي كي" تنظيما إرهابيا.
وشدد أن تركيا دعت مراراً لقطع الولايات المتحدة مساعداتها لقوات "قسد" التي يشكل "واي بي جي" عمودها الفقري.
وأشار فيدان إلى أن ذلك يشكل تهديداً للمصالح الوطنية التركية، وقال: "لا نريد أن تختل التوازنات في المنطقة، ولكن علينا أن ننظر إلى مصالحنا الوطنية ونحميها، ومحادثاتنا مع الولايات المتحدة بشأن هذه القضية مستمرة".
وردًا على سؤال حول ادعاءات عزم تركيا تنفيذ عملية عسكرية في سوريا، لفت فيدان إلى أن مرحلة إدارية جديدة بدأت في دمشق، مشددًا أن "هذه القضية هي في المقام الأول مسألة تخص الإدارة الجديدة، وإذا تم حلها فلن تكون هناك حاجة لتدخل تركيا".
وأكد فيدان على ضرورة بسط الإدارة الجديدة سيطرتها على كامل سوريا.
- محاور شرعي
وردًا على سؤال حول وجهة نظر تركيا بإمكانية وجود منطقة كردية تتمتع بحكم ذاتي أو كيان كردي في سوريا؟ قال فيدان: "لن يكون من الصواب أن أتحدث باسم الشعب السوري، وهذه مسألة عائدة للشعب السوري، وقرار هم من سيتخذونه".
واستطرد: "ولكن يمكنني أن أقول هذا كأمنية وكسياسة لتركيا، نريد أن يعيش الجميع بما في ذلك الأكراد والعرب والتركمان وجميع المدنيين في سوريا في أماكنهم الأصلية".
وأضاف: "لا يجوز إزعاج أحد أو إجباره على مغادرة مدنه وقراه، وينبغي أن يتمكن أولئك الذين أجبروا على الهجرة إلى مكان آخر من العودة إلى مناطقهم، وباختصار، يجب على الأكراد وعلى رأسهم المدنيون، أن يعيشوا في مناطقهم الأصلية".
وأكد أن الوجود العسكري التركي في سوريا له هدفان، الأول يتمثل في منع حدوث هجرة جماعية أكثر إلى تركيا والثاني هو مكافحة الإرهاب.
وشدد فيدان على أنه لن يكون لتركيا أي سبب للبقاء في سوريا إذا تم حل هاتين القضيتين، مشيرًا إلى أنه تم اتخاذ خطوات صحيحة بهذا الاتجاه.
وأوضح الوزير التركي أن الإدارة الجديدة في سوريا يُنظر إليها على أنها "محاور شرعي" وأن التواصل معها بدأ، مذكّرًا بأن سفارة تركيا في دمشق عادت للعمل مرة أخرى.
وأعرب فيدان عن اعتقاده بأن الاتحاد الأوروبي سيرفع العقوبات المفروضة على سوريا في نهاية المطاف.
وتطرق إلى لقائه رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في أنقرة مؤخرا، فقال: "تلقينا رسالة مفادها، أن إدارة دمشق إذا اتخذت الخطوات الصحيحة، فأعتقد أنه (الاتحاد الأوروبي) مستعد لرفع العقوبات".
وشدد على ضرورة رفع العقوبات حتى تتمكن الحكومة السورية الجديدة من اتخاذ خطوات نحو التنمية وتلبية الاحتياجات الأساسية للناس وخلق بيئة مناسبة لعودة اللاجئين.
ولفت أن هناك بعدان للاعتراف بالحكومة الجديدة، الأول هو البعد القانوني، والثاني البعد العملي.
وأضاف: "نتحدث الآن عن الخطوات العملية، وكما تعلمون فإن الاتصالات والاجتماعات مع الحكومة في دمشق قد بدأت بالفعل. نرى مسؤولين من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وبعض الدول الأوروبية بدأوا في إجراء اتصالات مع الحكومة في دمشق".
وأعرب عن أمله أن يعود اللاجئون السوريون في تركيا بشكل طوعي وآمن، بعد تقييم الوضع الجديد في بلادهم، مرحبًا برغبتهم في العودة إلى سوريا.
وأشار إلى تسجيل زيادة طفيفة في عدد اللاجئين السوريين العائدين إلى بلادهم، مضيفا أنه المرتقب أن تزداد عمليات العودة مع توفير المزيد من الاستقرار وبيئة أكثر أماناً، "لكن من المبكر الحديث عن ذلك حاليا".
وردا على سؤال حول "قلق الغرب من العلاقات السابقة لهيئة تحرير الشام مع تنظيمات مثل القاعدة، وهل تعتقد أن الهيئة قطعت علاقاتها مع الماضي؟"، أشار فيدان إلى أنه شغل منصب رئيس الاستخبارات التركية لمدة 13 عاما، قبل توليه وزارة الخارجية.
وأردف أن "إدلب تقع بالقرب من تركيا، وبطبيعة الحال، نتابع عن كثب الإرهابيين والأنشطة المرتبطة بالإرهاب، وأعتقد أن هيئة تحرير الشام اتخذت خطوات كبيرة لتنأى بنفسها عن تنظيم القاعدة وداعش والعناصر المتطرفة المماثلة".
وأكد أن تركيا لا تريد أن ترى حربا أهلية في سوريا مرة أخرى، "ولهذا السبب، قدمنا توصيات بناءة لجميع جماعات المعارضة للعمل معًا وتشكيل حكومة شاملة".
ولفت إلى أن الشعب السوري لديه "احتياجات ملحة لا يمكن تأجيلها في هذه المرحلة"، وأنه يجب ضمان إمكانية عودة اللاجئين إلى سوريا.
وأضاف أن "ثمة مشاكل مؤسساتية أيضا في سوريا، وللأسف انهارت الخدمات العامة هناك، ولذلك من الضروري جعلها تعمل مجددا".
وقال "ينبغي توفير الخدمات الأساسية والصحة والنقل والغذاء والتعليم والاتصالات للناس في أسرع وقت ممكن. بهذه الطريقة فقط يمكن للناس أن يشعروا أن الحياة أصبحت طبيعية".
وأوضح أن تركيا أجرت محادثات مع روسيا وإيران خلال المرحلة الأخيرة، مؤكدا أن "المنطقة تعلمت دروساً عظيمة من الماضي القريب".
وشدد على أن أنقرة تحدثت "بوضوح وشفافية" مع روسيا وإيران، مضيفا أنهما "شاهدا أن مسار نظام الأسد ليس جيدا بسبب عملهما معه لفترة طويلة في سوريا، وكانا يعرفان مشاكل النظام عن قرب، ولذلك، خلصا إلى أن رسائل أنقرة كانت صحيحة".
- تركيا لا تسعى للهيمنة على سوريا
وأشار فيدان إلى أن تركيا لم تكن على علم بأن المعارضة في سوريا ستشن هجوما كبيرا في هذا التوقيت.
وقال: "تركيا كانت على علم بأن هيئة تحرير الشام لديها مثل هذه النية منذ فترة طويلة".
وأضاف: "لكن اهتمام تركيا كان منصبا على قضيتين: تدفق أكبر للاجئين وزيادة مخاطر الإرهاب نتيجة عدم الاستقرار".
وأردف: "كنا نعلم أن النظام ضعف منذ ثلاث سنوات، وأن أي عملية عسكرية مفاجئة من قوات المعارضة من الشمال ستكون ناجحة إلى حد ما".
ولفت إلى أنه لم يكن هناك "أي ضامن على عدم استخدام الإيرانيين والروس الأسلحة الثقيلة وقصف المدنيين بصورة عشوائية".
وأوضح أن الدبلوماسية كانت لها أهمية خاصة في تحرك المعارضة نحو دمشق، وإبقاء الوضع تحت السيطرة والتأكد من انتهاء العملية بسلام.
وشدد على أن مسؤولية تركيا في المنطقة زادت مع التطورات الأخيرة، وأنه عليها أن تبذل قصارى جهدها لتقديم المساعدة الفنية للحكومة المشكلة حديثا في سوريا.
وذكّر بأن جميع مؤسسات الدولة في سوريا انهارت، وأن الحكومة الجديدة يجب أن تعمل بجد لإعادة بناء البلاد.
وأفاد بأن تركيا تريد استخدام نفوذها لتقديم المزيد من المساعدات والتعاون للشعب السوري.
وقال: "لا نريد انطباعا، لا سيما في دول المنطقة، بأن تركيا تسعى إلى أي هيمنة في سوريا".
وأضاف: "لا نريد أن نكرر الأخطاء التي ارتكبتها بعض دول المنطقة في الماضي، فالسعي للهيمنة سيكون أولا عدم احترام للشعب السوري، وثانيا، لا يمكن لأي دولة أن تحل مشاكل سوريا وحدها، لذلك نحن جميعا بحاجة إلى العمل معا".
- حكومة شاملة
وأكد الوزير التركي على أن بلاده يجب أن تعمل مع جيرانها، لا سيما مع دول مثل العراق والأردن ومصر والسعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة، في حل قضايا التنمية والاستقرار السياسي في سوريا.
وأشار إلى أنه قد تكون هناك بعض التوترات في المنطقة، وأنه "يكاد يكون من المحال إرضاء الجميع وتلبية مطالبهم كاملة".
وشدد على ضرورة الالتزام بالمبادئ التي اتفق عليها المجتمع الدولي والإقليمي.
وحول التوقعات من الحكومة الجديدة في دمشق قال فيدان: "لا نريد أن نرى الإدارة الجديدة تتعاون مع الجماعات الإرهابية، لا سيما تنظيمي داعش وبي كي كي الإرهابيين".
وأضاف: "ولا نريدهم أن يشكلوا أي تهديد للدول المجاورة. ولا نريدهم أن يسيئوا معاملة الأقليات والمسيحيين والعلويين والأزيديين والتركمان".
وأردف: "نريدهم أن يشكلوا حكومة شاملة، وأن يضمنوا سلامة أراضي البلاد ووحدتها السياسية. نريدهم أن يضمنوا السيادة ويحافظوا عليها".
وفي رده على سؤال حول ما إذا كان يعتقد أن الولايات المتحدة تدعم جماعة إرهابية بدعمها تنظيم "واي بي جي"، أجاب فيدان بنعم، مؤكدا أن تركيا ذكّرت المسؤولين الأمريكيين بذلك مرارا.
وعما إذا كان الثبات على هذه السياسة الأمريكية ستضع تركيا في مواجهة مع الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة قال فيدان: "هذا هو بالضبط ما كنا نحاول تجنبه لسنوات".
وأشار إلى أن تركيا حاربت الإرهاب وحرصت في الوقت نفسه على عدم الصدام مع الولايات المتحدة، ولذلك أنشأت آلية لتجنب المواجهة مع القوات الأمريكية في سوريا أثناء تنفيذ العمليات الاستخباراتية والعسكرية ضد الأهداف الإرهابية.
وذكّر بأن الرئيس دونالد ترامب في ولايته السابقة دعا للتخلي عن هذه السياسة الأمريكية في سوريا بضع مرات، لكن لم ينصت له أحد.
وفيما يتعلق بالادعاءات بأن الولايات المتحدة طلبت من تركيا عدم شن هجوم كبير ضد تنظيم "واي بي جي/بي كي كي" الإرهابي، قال فيدان: "هناك دائما تأكيد على عدم تعطيل العمليات المرتبطة بداعش".
وأضاف: "ومع ذلك، لا يمكنهم أن يطلبوا منا عدم معالجة التهديد الإرهابي الذي نواجهه. نحن لا نستمع إلى شيء من هذا القبيل. وهم لا يستطيعون فعل ذلك..".
وشدد على ضرورة إيجاد طريقة أخرى وأن تركيا ستواصل عملياتها.
- حكومة نتنياهو تهديد للجميع
وفيما يتعلق بتوسيع إسرائيل لاحتلالها لهضبة الجولان، قال الوزير فيدان إن "الخطوات القليلة الأولى التي اتخذتها إسرائيل في الأيام الأولى من التطورات (في سوريا) يمكن أن تقرأ على أنها بعض الإجراءات الأمنية".
وأضاف: "ولكن بعد إعلان (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو مضاعفة عدد المستوطنين في الجولان المحتل أعتقد أن هذا قد اتخذ بعدا جديدا".
وأردف: "برأيي، حكومة نتنياهو ليست حكومة إبادة جماعية فقط، بل ميالة للانتحار أيضا".
وتابع: "هذه الحكومة لا تهدد مستقبل منطقتنا، العرب والمسلمين فقط، بل أيضا مستقبل اليهود والإسرائيليين".
وعن تصريح المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، الأربعاء، بأن الإطاحة بالأسد كانت نتيجة خطة أمريكية وإسرائيلية وأنها كسرت "محور المقاومة"، قال فيدان: "ليعذرنا أصدقاؤنا الإيرانيون. ناقشنا هذا الأمر معهم ربما ألف مرة. من الواضح أن وجودهم في سوريا لم يمنع الإبادة الجماعية الكبرى التي تقع في غزة".
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın


عرض مصدر الخبر



تطبيق موسوعة الرافدين




>