أنقرة / الأناضول
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن أحفاد السلطان ألب أرسلان وصلاح الدين الأيوبي سيعملون يدا بيد وقلبا بقلب ولن يسمحوا للصهاينة بتنفيذ عمليات جديدة في المنطقة.
جاء ذلك في كلمة ألقاها، الخميس، خلال مأدبة إفطار مع عناصر الأمن في العاصمة التركية أنقرة.
وشدد أردوغان على أنه "إذا كانت تركيا لا تعاني من ضعف أمني رغم كل الخيانات والهجمات التي تعرضت لها فإن السبب في ذلك الخطوات ذات الرؤية البعيدة التي اتخذناها في الوقت المناسب".
وأكد أن تركيا تقع في قلب ثلاث قارات، وتوفر فرصا استراتيجية فريدة من نوعها، لكنها في الوقت نفسه تواجه تحديات كبيرة.
وقال أردوغان: "نحن في تركيا نتأثر مباشرة بكل التطورات، لأن التنافس العالمي على القوة يجري في منطقتنا".
وأضاف: "لا نملك رفاهية الاكتفاء بمشاهدة الأحداث من المدرجات، بل إننا مضطرون لأن نكون مستعدين لمواجهة كل أشكال السيناريوهات ولإدارة وتوجيه الأحداث في منطقتنا بما يخدم مصلحة بلادنا".
وأشار أردوغان إلى أن تركيا قدمت اختبارا ناجحا جدا في هذا الصدد خاصة خلال السنوات الأخيرة.
وبشأن سوريا، شدد على أن تركيا فعلت ما هو صحيح وأخلاقي ووجداني على مدى 13 عاما ونصف عام، حتى لو كان ذلك على حساب دفع الأثمان.
وذكر أنه في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، أطاح الشعب السوري بالنظام الظالم ونال حريته بعد أن عانى 61 عامًا من الظلام.
ولفت أردوغان إلى عودة 133 ألف سوري من تركيا إلى أراضيهم طوعا وبكرامة منذ سقوط نظام بشار الأسد.
وأوضح أن إجمالي عدد العائدين إلى سوريا بأمان بلغ بذلك 873 ألف شخص، وأنه مع تعزيز النظام والاستقرار في سوريا، سيزداد هذا العدد أكثر.
وتابع: "كما أكدت سابقا، لن نجبر أحدا، لكننا سنوفر التسهيلات اللازمة لأشقائنا الذين يرغبون في العودة".
وفيما يخص التطورات بغزة، قال أردوغان إن تركيا وقفت بشجاعة إلى جانب أشقائها الفلسطينيين "على الرغم من كل ضغوط اللوبي الصهيوني العالمي على مدى 471 يوما من الإبادة الجماعية والمذابح".
وأشار إلى أن تركيا كانت واحدة من الدول القليلة التي اجتازت اختبار الإنسانية في غزة بفخر.
وقال: "اليوم، بينما العديد من الدول لا تستطيع حتى النظر في وجه الشعب الفلسطيني، ننال الدعوات الصادقة من إخواننا في غزة".
وأكد أن تركيا واجهت خيارات مماثلة في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، فبينما كان الجميع تقريبًا يصبون الزيت على النار، كانت تركيا في جانب السلام.
وتابع أردوغان: "الآن ترون أن كل الذين انتقدونا في الماضي مجبرون على الاعتراف بسياسة حكومتنا المتوازنة".
وأردف: "سواء كانوا منافسين لنا أو أصدقاء، الجميع تقريبًا يؤكدون أن تركيا قامت بخطوات صحيحة وذات رؤية بعيدة في أوقات حرجة للغاية".
وعن مكافحة الإرهاب، أشار أردوغان إلى أن القرى التركية والمزارع والمراعي التي كانت في يوم من الأيام مليئة بالإرهابيين، أصبحت اليوم تنعم بالأمن والسلام.
وقال: "من خلال عملياتنا في العراق وسوريا، أبعدنا العناصر الإرهابية عن حدودنا. أي أنه في السنوات الثماني إلى الـ10 الماضية، قمنا بإزالة العديد من الحجارة والألغام والعقبات في طريقنا نحو تحقيق هدفنا الذي نعرفه اليوم بـ’تركيا خالية من الإرهاب’".
وأضاف: "تعرضت إرادتنا في مكافحة الإرهاب، وخاصة العمليات خارج الحدود، لانتقادات متكررة جدا. بل حاول البعض تخريبها، لكننا لم نستسلم أبدًا، ولم نستسلم لليأس، وسرنا بخطوات واثقة نحو أهدافنا".
وأوضح أردوغان أن بلاده تقف اليوم في موقع أقوى وأكثر حزما وامتيازا لتحقيق هدف "تركيا خالية من الإرهاب".
وأكمل: "نحن اليوم أقرب من أي وقت مضى للتخلص من آفةٍ (الإرهاب) استنزفت دماء شعبنا وأرواحه وموارده منذ 40 سنة".
وزاد: "في الأيام التي تعلن فيها شبكة الإبادة الجماعية نواياها لتقسيم منطقتنا بخرائط جديدة، يتعين علينا تحديد سياساتنا وفقًا لذلك".
وشدد أردوغان على أنه "إذا سمحنا بتكرار اللعبة التي مورست قبل قرن، فلن يغفر لنا أجدادنا ولا الأجيال القادمة".
واستطرد: "باعتبارنا أحفاد السلطان ألب أرسلان وصلاح الدين الأيوبي سنعمل يدا بيد وقلبا بقلب، ولن نسمح للصهاينة بإجراء عمليات جديدة في منطقتنا بإذن الله".
ولفت أردوغان إلى ضرورة هدم جدار الإرهاب الذي بني لتقسيم أواصر الأخوة الممتدة منذ ألف عام.
وقال: "حينها ستتاح لنا فرصة للتقدم بسرعة أكبر في الديمقراطية والحريات والرفاهية والتنمية الإقليمية".
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.