الجيش التركي يدمر سلسلة كهوف وخنادق لمسلحي "الكردستاني" شمالي العراق
قال عناصر أمن وناشطون في محافظة دهوك الحدودية مع تركيا شمالي العراق، اليوم الأربعاء، إن الجيش التركي دمّر العشرات من الكهوف والملاذات الجبلية التابعة لمسلحي حزب العمال الكردستاني خلال الأيام القليلة الماضية، في واحدة من أوسع العمليات التي تستهدف البنى التحتية لحزب العمال داخل العراق، منذ دعوة مؤسسه عبد الله أوجلان، في السابع والعشرين من فبراير/شباط الماضي، إلى إلقاء السلاح وحل الحزب، في رسالة وجهها مطلع الشهر الحالي.
واليوم الأربعاء، نقلت وسائل إعلام عراقية كردية، عن ناشطين في فريق كردي تطوعي، تأكيدهم تنفيذ الجيش التركي سلسلة تفجيرات داخل الكهوف والملاذات الجبلية التي تُعتبر معاقل لحزب العمال الكردستاني في منطقة العمادية، شمالي محافظة دهوك، على الحدود مع تركيا. وقال كامران عثمان، أحد المتطوعين الحقوقيين في المنطقة، إن الجيش التركي فجّر بواسطة مادة الـ"تي إن تي" سلسلة من الكهوف في القرية (سكير)، يوم أمس الثلاثاء، مبيناً أن التفجيرات أدت إلى تدمير تلك الكهوف.
من جهته، أكد مسؤول أمني في محافظة دهوك، ضمن اللواء 80 في قوات البشمركة، لـ"العربي الجديد"، إن القوات التركية دمّرت مقرات وكهوفا وجدتها بمناطق جبلية، وقرى كان حزب العمال يسيطر عليها، وخسرها في الفترة الأخيرة بفعل تقدم القوات التركية. موضحاً، في اتصال عبر الهاتف، أن عشرات الكهوف التي كان مسلحي "العمال" يختبئون فيها، في مناطق زاخو، والعمادية، وسيدكان، وسوران، وبرزان، تم تدميرها في الفترة الماضية، لمنع عودة الحزب إليها. وأشار إلى أن الجيش التركي بات يسيطر على الشريط الحدودي العراقي مع تركيا، وشرع في بناء تحصينات حدودية، هدفها منع التسلل إلى داخل الأراضي التركية.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية، الخميس الماضي، عن تحييد 21 عنصراً من حزب العمال الكردستاني خلال 7 أيام بعمليات جرت شمالي العراق وسورية، في إطار العمليات التركية المتواصلة لتحييد مسلحي العمال الكردستاني. وتستهدف العمليات العسكرية التركية المتواصلة منذ منتصف عام 2021، مقرات ومواقع حزب العمال الكردستاني، المصنّف على لائحة الإرهاب في تركيا، والمتواجد في مدن وبلدات شمالي العراق على مقربة من الحدود التركية، بغية منع الاعتداءات التي ينفذها مسلحو الحزب داخل الأراضي التركية، انطلاقاً من العراق.
وخلال السنوات الماضية، وسّعت أنقرة من عملياتها في عدة مناطق ضمن إقليم كردستان العراق، يقع أغلبها بمحاذاة الحدود مع تركيا، في محاولة منها لإنشاء شريط أمني عازل يمنع تسلّل مسلحي الحزب إلى داخل الأراضي التركية، وتنفيذ اعتداءات مسلحة إرهابية تستهدف منشآت أمنية وعسكرية واقتصادية تركية.
وفي 27 فبراير/شباط الماضي، دعا مؤسس حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان المسجون مدى الحياة في تركيا، إلى حلّ كل المجموعات والهياكل التابعة لحزب العمال الكردستاني، وذلك في رسالة وجهها باللغتين التركية والكردية، من سجنه في جزيرة إمرالي.
"العمال" يطرح شرط إطلاق سراح أوجلان قبل أي خطوة لحل نفسه
في السياق، قال عضو الهيئة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني، مراد قره يلان، إن جميع تنظيمات حزب العمال الكردستاني والهياكل التابعة له ملتزمة بدعوة عبد الله أوجلان لإلقاء السلاح وحلّ نفسها، ولكنه أكد أن ذلك يجب أن يكون بعد إطلاق سراحه. وقال مراد قره يلان، في تصريحات أوردها موقع "داركا مازي" الكردي، أمس الثلاثاء، إنه "إذا لم تفعل تركيا (إطلاق سراح أوجلان) ذلك، فإن عملية الحلّ ستصل إلى طريق مسدود".
وتحدث عن "الاستعداد" لكافة السيناريوهات، بما فيها الحرب، قائلاً إن حزبه بات مستعداً لخوض "حرب الأنفاق"، مهدداً بأن لديهم الإمكانية لضرب أهداف داخل العمق التركي تصل إلى 800 كيلومتر. واعتبر أن شرط إطلاق سراح أوجلان من قبل الدولة التركية، هو "ليشارك بشكل فعال في عملية نزع السلاح، لأن نزع السلاح عملية ولا يستطيع قيادتها إلا عبد الله أوجلان"، وفقاً لقوله.