مسيحيو العراق يطالبون بتمثيل عادل في البرلمان: الكوتا غير منصفة
أبدى رئيس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، الكاردينال لويس روفائيل ساكو، اعتراضه على نسبة التمثيل السياسي للمسيحيين في البلاد معتبراً أنه غير منصف، وطالب بحصر التصويت على مقاعد الكوتا بين المسيحيين بسجل خاص بالناخبين يضمن عدم استغلال أصوات المكون. وحث روفائيل ساكو في بيان، أمس الأربعاء، جميع العراقيين والمسيحيين بشكل خاص على "تحديث سجلهم الانتخابي والحصول على بطاقة الناخب ليتمكنوا من التصويت"، مشيراً إلى أنه "لم يتبق سوى أشهر قليلة على إجراء الانتخابات لضمان دولة القانون ودولة مدنية تحافظ على حقوق جميع المواطنين على حد سواء وتوفير الأمن لهم والخدمات".
وأكد روفائيل ساكو أن "المسيحيين مكون أصيل في بلدهم العراق ومتجذرون فيه، ومتمسكون بهويتهم، حتى الذين هاجروا وقدموا من أجله تضحيات كثيرة"، مشدداً أن "تمثيلنا الحالي خاطئ، ونرفض أن نكون وقوداً لمصالح هذا وذاك، ومن هذا المنطلق أتوجه إلى الشيعة والسنة والكرد في الحكومة الاتحادية لمساعدتنا في استعادة تمثيلنا ودورنا وحقوقنا"، مقترحاً "حصر التصويت على مقاعد الكوتا بين المسيحيين بسجل خاص بالناخبين ليختاروا من يعتقدونه قادراً على أن يخدم بلدهم ويخدمهم"، وشدد على أن "كنيستنا تقف مع من يخدم الوطن ويعمل من أجل مواطنيه ويحقق لهم العدالة والأمن والأمان، ونحن على استعداد لوضع كل إمكانياتنا في خدمة العراق حيث جذورنا وتاريخنا وتراثنا".
ويبدو موقف الأقليات الدينية والقومية في العراق مربكاً في ظل وجود محاولات تقوم بها أحزاب متنفذة في العراق من أجل التهام المقاعد المخصصة لها ضمن كوتا فرضها الدستور العراقي، حيث منح قانون الانتخابات الأقليات تسع مقاعد، من أصل 329 مقعداً، ضمن مبدأ الكوتا في الدوائر الانتخابية على أن يحصل المسيحيون على خمسة مقاعد بواقع مقعد واحد في محافظات بغداد ودهوك ونينوى وأربيل وكركوك، ومقعد واحد لـ"الشبك" في محافظة نينوى، ومثله لـ"الأكراد الفيلين" في محافظة واسط ومقعد واحد للصابئة في بغداد.
ويأتي بيان الكاردينال مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية، المقرر إجراؤها بعد نحو سبعة أشهر، ويأتي على وقع نجاح الأحزاب والقوى السياسية في العراق باستمالة نواب ومرشحي الكوتا، ومنهم المسيحيون، وضمتهم إلى صفوفها بعد أن ساعدتهم على تشكيل مليشيات خاصة بهم خلال فترة الحرب على تنظيم داعش 2014 – 2017، ليضمنوا بذلك انضمامهم إلى كتل تلك القوى وتكون مقاعد المسيحيين ضمن تلك الكتل.
وأكد السياسي العراقي والناشط في منطقة سهل نينوى، عماد جرجيس، في حديث مع "العربي الجديد" أن "المسيحيين في العراق لم يحصلوا على حقهم في التمثيل السياسي، وأن نظام الكوتا لم ينصفنا، إذ إن خمسة مقاعد للمسيحيين لا تضمن التمثيل الحقيقي له، فهم يستحقون 10 مقاعد على الأقل، ومع ذلك فإن المقاعد الخمسة تُستغل من قبل المكونات المتنفذة، خاصة الشيعية والكردية، التي استغلت نفوذها وتمكنت من ضم النواب المسيحيين إلى كتلها السياسية وبذلك ضاعت أصوات المكون في البرلمان".
وأوضح جرجيس أن "المطالبة بحصر التصويت على مقاعد الكوتا بين المسيحيين بسجل خاص بالناخبين ليس مطلباً جديداً، لكنه لم يلق آذاناً مصغية في البرلمان، وأنه لا داعم له من قبل القوى التي تعمل دائماً على استغلال أصوات الأقليات لصالحها وضمن قوائمها الانتخابية"، مشدداً على أن "الهيمنة السياسية واضحة على الأقليات التي بُخست حقوقها في نسبة التمثيل السياسي".
من جهته، قال الناشط المسيحي نادر عيسى إن "المكون المسيحي مكون أصيل في العراق لكنه فقد الكثير بعد العام 2003، وقد تعرض لانتهاكات وظلم كبير من قبل داعش ومن قبل المليشيات التي سيطرت على أملاكه، ومن قبل الحكومات والقوى السياسية المهيمنة على العراق، التي لم تراع حقوق المكون ولم توفر له الحماية من الجهات التي تسعى لاستغلال المكون والسطو على أصواته وعلى أملاكه". وأضاف لـ"العربي الجديد": "اليوم نواجه صعوبات كبيرة في استعادة حقوقنا، نوابنا في البرلمان تحت سيطرة القوى المتنفذة التي ضمتهم إلى كتلهم، وتمثيلنا في الحكومة ضعيف، لذا فإن المكون المسيحي مع الأقليات الأخرى يعانون فقدان مبدأ المواطنة في بلد يفترض أن يدعم الحريات ويدعم الديمقراطية".