تركيا تكثّف ضرباتها على معاقل حزب العمال الكردستاني شمالي العراق

العربي الجديد

تركيا تكثّف ضرباتها على معاقل حزب العمال الكردستاني شمالي العراق

  • منذ 4 شهر
  • العراق في العالم
حجم الخط:

كثّفت تركيا ضرباتها الجوية، خلال الأيام الماضية، على مخابئ مسلحي حزب العمال الكردستاني في مناطق متفرقة من أطراف إقليم كردستان العراق، مخلفة خسائر كبيرة بين صفوف المسلحين، وتحديداً القادة منهم، وسط التزام حكومتي بغداد وأربيل الصمت، على خلاف العادة في إصدار بيانات وتصريحات رافضة عمليات القصف التركي المتكررة، التي تعتبرها الخارجية العراقية انتهاكاً للسيادة العراقية.

وأعلنت وزارة الدفاع التركية، منذ مساء الخميس الماضي، تدمير نحو 20 هدفاً لمسلحي حزب العمال الكردستاني، وتحييد (قتل أو أسر أو جرح) العديد من "الإرهابيين" في العمليات الجوية التي نفذت داخل حدود إقليم كردستان. وجاء في بيانات متفرقة صدرت عن وزارة الدفاع التركية، أن الضربات طاولت مناطق متين وكارا وخواكورك وأسوس، وهي مناطق عراقية حدودية مع تركيا، وتقع ضمن إقليم كردستان، وتخضع لسيطرة مسلحي حزب العمال المعارض لأنقرة.

كما استهدف الطيران التركي مواقع لمسلحي الحزب في نينوى ضمن مدينة سنجار (غرب الموصل 115 كيلومتراً).

ووفقاً لمصادر أمنية كردية، فإن القصف التركي المكثف بالأيام الماضية أوقع خسائر بشرية ومادية بصفوف الحزب، وأدى لتدمير ما لا يقل عن 3 مخازن عتاد تابعة له، قرب قنديل وزاخو شمالي العراق.

وبيّنت المصادر، التي فضلت عدم ذكر اسمها، لـ"العربي الجديد"، أن القصف المركز دفع مسلحي الحزب إلى منع دخول الفلاحيين والسكان المحليين مناطق وجوده، خوفاً من أن يكون الجيش التركي قد جنّد عدداً منهم لحسابه.

"ضربات مباشرة ودقيقة" على مسلحي العمال الكردستاني

الناشط السياسي في دهوك، علي عقراوي، قال لـ"العربي الجديد"، إن مسلحي حزب العمال الكردستاني تعرضوا لضربات مباشرة ودقيقة، تسببت بسقوط خسائر لهم، لكن في المقابل اعتقلوا عدداً من المواطنين (أكراد عراقيين) بتهمة التجسس لصالح الجيش التركي خلال اليومين الماضيين، وهم من سكان قرى قريبة على مواقع مسلحي الحزب".

من جانبه، قال عضو بارز في الحزب الديمقراطي الحاكم بأربيل إن "القصف التركي الأخير لم يتسبب بأي خسائر بين المدنيين في المناطق التي يستخدمها العمال الكردستاني للاختباء، كما أن حكومة الإقليم طالبت حزب العمال بإخلاء المناطق الحدودية التي يسيطر عليها، تحاشياً لتعرض السكان والقرويين للقصف".

وبين المصدر ذاته لـ"العربي الجديد" أن "أربيل وبغداد تتابع هذه العمليات، وهناك اجتماعات مستمرة تعقد بين هذه الأطراف".

وجاءت هذه الغارات بعد إعلان وزارة الدفاع التركية عن ارتفاع عدد قتلى الجيش التركي إلى 12 جندياً الأسبوع الماضي، نتيجة هجمات لمسلحي حزب العمال الكردستاني استهدفت الجيش التركي داخل مناطق حدودية عراقية تركية.

الخبير بالشأن الأمني العراقي ماهر جودة أشار إلى أن "أربيل متخوفة من أي أنشطة عسكرية وأمنية قد تمارسها جماعات من العمال الكردستاني، لذلك فهي متفاهمة مع أنقرة بهذا الخصوص، وبغداد تقدر موقف أربيل وفقاً للمصالح المشتركة".

وأكمل جودة، في حديثٍ مع "العربي الجديد"، أن "الصمت في أربيل وبغداد هو إجراء طبيعي في ظل وجود اتفاقات مع تركيا، لكن هناك غضباً كبيراً من فصائل عراقية تجاه حكومتي محمد شياع السوداني ومسرور بارزاني من هذا الصمت الذي تعتبره الفصائل مؤامرة ضد مصالحها مع العمال".

ومنذ منتصف عام 2021، تستهدف العمليات العسكرية التركية البرية والجوية مقار وعناصر حزب العمال الكردستاني في الشمال العراقي، وتحديداً مناطق ضمن إقليم كردستان، وتقع أغلبها بمحاذاة الحدود مع تركيا، حيث يتخذ الحزب منها منطلقاً لشن الهجمات بالداخل التركي.

وأدت تلك العمليات خلال الفترة الماضية إلى مقتل المئات من مسلحي حزب العمال، وتدمير مقار ومخازن سلاح ضخمة تابعة للحزب، وفقاً لبيانات وزارة الدفاع التركية.

وينتشر "العمال الكردستاني" في مناطق متفرقة من إقليم كردستان العراق إلى جانب مناطق غرب نينوى، أبرزها سوران وسيدكان وقنديل وزاخو والزاب والعمادية وحفتانين، وكاني ماسي، إلى جانب مخمور وسنجار.

ويحظى مسلحو "العمال" بعلاقة مباشرة مع مليشيات عراقية مسلحة حليفة لإيران، أبرزها "كتائب حزب الله" العراقية، و"عصائب أهل الحق"، كما نجح في تجنيد المئات من المسلحين المحليين من الأكراد الأيزيديين في سنجار وضواحيها، وشكّل ذراعاً محلية له تعرف باسم "وحدات حماية سنجار".



عرض مصدر الخبر



تطبيق موسوعة الرافدين




>