ويرى الخبراء أن إيران فهمت المساعي الغربية، وأيقنت أن تقاربها مع الدول العربية هو المسار الأفضل، فيما تميل الدول العربية لذات النهج، لتجنيب المنطقة المزيد من الصراعات.
كما أن نتنياهو يريد إشعال المنطقة ومنع
التقارب العربي الإيراني، من خلال دعوته لتحالف "إبراهام"، إلى جانب الدول التي وقّعت اتفاقيات سلام في وقت سابق مع إسرائيل، بحسب الخبراء.
وشدد الخبراء على أن المغرب لن يشارك في مثل هذا التحالف أو أي خطوة ضد
إيران، إلى جانب إسرائيل، رغم
المواقف الإيرانية من وحدة الأراضي المغربية.
ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في خطابه أمام الكونغرس الأمريكي الأربعاء الماضي، لإنشاء تحالف دولي في الشرق الأوسط يجمع إسرائيل ودولا عربية وأمريكا، لمواجهة إيران.
وقال نتنياهو إن "التحالف الجديد سيكون امتدادا طبيعيا
لاتفاقات أبراهام"، مشيرًا إلى أن "جميع الدول التي ستصنع سلاما مع إسرائيل مدعوة للانضمام لهذا التحالف".
من ناحيته، قال الخبير الأمني والسياسي محمد الطيار، إن "المغرب لا يمكن أن يشارك في أي تحالف يدعو له نتنياهو، خاصة أن الرباط بعيدة كليا عن سياسة رئيس الحكومة الإسرائيلي الحالي".
وأضاف في حديثه مع "
سبوتنيك"، أن "دعوة رئيس الحكومة الإسرائيلي لن تجد أي استجابة من جانب الدول العربية، رغم التوترات مع
إيران، في حين أن المغرب أدان بشكل واضح وصريح عمليات القتل في غزة".
ويرى أن "نتنياهو يريد من هذه الدعوة تقليب الأوضاع في المنطقة وجرها لتوترات بين الدول العربية وبعضها وكذلك مع إيران، لتستفيد إسرائيل من هذه التوترات، وحالة التشرذم".
ولفت الطيار إلى أن "التقارب بين إيران والدول العربية، عرف بعض التقدم، غير أن المشاورات بين
الرباط وطهران ليست واضحة في الوقت الراهن، خاصة بعد أن ثبت تورط جماعات مدعومة من إيران لجبهة البوليساريو، وهو الأمر الذي يعد أبرز العوائق أمام التقدم في العلاقات بين البلدين".
فيما قال المحلل السياسي المغربي، علي السرحاني، إن "الوضع الراهن يؤكد استحالة إقامة أي تحالف مع إسرائيل إلا في حال تنازل الأخيرة عن الكثيرة من الأشياء، وهو أمر مستبعد في ظل حكومة نتنياهو".
وشدد السرحاني، في حديثه لـ"
سبوتنيك"، على استحالة "إقامة أي تحالف عربي- إسرائيلي ضد إيران، وحتى بعد سنوات من الآن، سيظل الأمر محل دراسة".
ولفت إلى أن "المغرب لن يشارك في أي تحالفات ضد إيران أو تحالفات ضد
دول إسلامية، بالنظر لسياستها التي تحافظ عليها طوال عقود".
وشدد على أن "نتنياهو أشعل المنطقة من خلال الحرب في غزة، وكذلك التوترات مع
لبنان، وهو أمر مرشح لفتح جبهات إقليمية أكبر من المستوى الحالي".
وفي العام 2018، قال وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة في تصريح صحفي، إن "الرباط قررت قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران على خلفية صلة "حزب الله" اللبناني بجبهة البوليساريو، التي تسعى لاستقلال الصحراء".
وأكَّد وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، خلال لقائه مع أبو ريطة مطلع العام 2023، أن "خطوة
مملكة المغرب في إعادة افتتاح سفارتها في بغداد ستكون منطلقا لشراكة تنسجم مع حجم العلاقات التاريخيَة بين البلدين".
يشار إلى أن كلا من الإمارات والبحرين قد وقعتا على اتفاق سلام مع إسرائيل، في 15 من سبتمبر/ أيلول 2020، برعاية أمريكية.
وتلتهما السودان التي وقعت على اتفاق تطبيع مع إسرائيل، أيضا، في الثالث والعشرين من أكتوبر/ تشرين الأول من العام نفسه، ثم المغرب في العاشر من ديسمبر/ كانون الثاني 2020، برعاية أمريكية من الرئيس السابق، دونالد ترامب.
استئناف العلاقات مع السعودية
وفي مارس/ آذار 2023، أصدرت كل من السعودية وإيران والصين، بيانا ثلاثيا مشتركا، أعلنت فيه قيام إيران والسعودية بتوقيع اتفاقية لاستئناف العلاقات بين البلدين، برعاية من الرئيس الصيني شي جين بي.
ونشرت وكالة الأنباء السعودية (واس)، ووكالة الأنباء الإيرانية (تسنيم)، البيان الثلاثي الذي أكدت فيه كل من إيران والسعودية توقيع اتفاقية لاستئناف العلاقات الدبلوماسية، مؤكدة أنه "من المقرر فتح سفارتي (البلدين) في غضون شهرين".
وأشار البيان إلى أن الاتفاق وقّع بعد عدة أيام من المفاوضات بين رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ونظيره السعودي
29 أكتوبر 2022, 11:06 GMT
أعلنت إيران والبحرين عزمهما بدء محادثات استئناف العلاقات السياسية بين البلدين، في وقت سابق.
والتقى وزير الخارجية البحريني، عبد اللطيف الزياني، في وقت سابق، نظيره
الإيراني بالوكالة علي باقري كني، وعقدا اجتماعاً ثنائياً في طهران.
وأفادت وزار ة الخارجية البحرينية، في بيان لها، بأن الطرفين اتفقا في هذا اللقاء، على إنشاء الآليات اللازمة من أجل بدء المحادثات بين البلدين لدراسة كيفية استئناف العلاقات السياسية بينهما.
وكان ملك البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة، قد أعلن خلال لقائه بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في موسكو، مايو/ أيار 2024، دعم بلاده للتطبيع مع إيران، مشيرًا إلى زوال المشكلات بين الجانبين.