وقال في حديثه لـ"
سبوتنيك"، اليوم الأربعاء، إن "تحميل حكومة محمد شياع السوداني مسؤولية حماية القوات الأمريكية في البلاد في هذا التوقيت الحساس من جانب الخارجية الأمريكية له أبعاد خطيرة، وتعد هذه المرة الأولى التي تحدث في تاريخ العراق والعملية السياسية الحالية، أن تحاول أمريكا إيجاد حالة من الأمن لقواتها داخل البلاد بعد تعرضها لهجمات متكررة".
وأضاف النايل: "من الدلالات الخطيرة لتصريح بلينكن أن أمريكا قد وضعت السوداني في مقام أنه ممثل الجماعات المسلحة الشيعية والفصائل المحسوبة على إيران، مما سيدفعه إلى بذل الجهود الواسعة في عدم استهداف القوات الأمريكية حتى لا يتم استهدافه، لا سيما وأنه طامح إلى تجديد الولاية الثانية له".
وأشار عضو الميثاق الوطني إلى أن "رغبة السوداني في ولاية جديدة تقابلها رغبة أخرى مضادة من جانب المالكي والآخرين من الفصائل المسلحة الذين لا يريدون تجديد ولاية ثانية للسوداني، وسوف يستغلون هذا التهديد الأمريكي وسيقدمون على استهداف القواعد الأمريكية حتى تضع أمريكا السوداني في دائرة الاستهداف".
ولفت النايل إلى أن "الصراع الداخلي داخل الإطار التنسيقي بعد تهديد بلينكن سيزداد بقوة، لأن قرار التصعيد ليس بيد السوداني إنما بيد الجماعات المسلحة الشيعية وإيران، وبعض القوى الأجنبية التي تتواجد في العراق، لذلك نحن أمام سيناريو جديد في العراق".
وأكد النايل، أن "السوداني قادر على حماية القوات الأمريكية في العراق، وأتوقع أن يسلك السوداني هذا الطريق من خلال استخدام قوات الجيش التابعة لوزارة الدفاع وجهاز الإرهاب والمخابرات في مواجهة الفصائل والجماعات المسلحة، ويمكن أن يستخدم القانون في اعتقالهم ومباغتة هجماتهم قبل حصولها، مما سيجعل السوداني في موقف قوي سيحظى بدعم الولايات الأمريكية له، وتكون فرصته بالولاية الثانية قوية".
كان وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، قد أكد خلال اتصال مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني على مسؤولية العراق عن تأمين وحماية المستشارين العسكريين للتحالف الدولي لمحاربة "داعش" على أراضيه من أي هجمات، بحسب صحيفة "السياسة الكويتية".
وكان رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، قد قال في وقت سابق، إن "قدرات
قوات الأمن العراقية تنامت بصورة كبيرة تظهر في مستويات الاستقرار والأمن، التي يشهدها العراق في الوقت الحالي"، منوهًا بأن "الوضع الأمني في العراق، يؤكد أن بغداد حققت تقدما في ملف إنهاء وجود التحالف الدولي بالبلاد"، حسبما ذكرت وكالة الأنباء العراقية.
وأصبح موقف بغداد أكثر وضوحا بالنسبة لإنهاء مهمة التحالف الدولي في البلاد، منذ تنفيذ واشنطن ضربات جوية على مواقع في
سوريا والعراق، قالت إنها "كانت مصدرا لاستهداف جنودها في قاعدة عسكرية في الأردن".
وأعلنت بغداد رفضها للقصف الأمريكي، وقالت إن "استمرار وجود التحالف الدولي في العراق، يزعزع استقرار المنطقة"، كما أكد رئيس الوزراء العراقي أن "القوات الأجنبية لم يعد لها دور في البلاد بعدما أصبح العراق، يمتلك قدرات أمنية متطورة".
ومنذ بداية تصعيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، تعرضت القواعد الأمريكية التي تقود
التحالف الدولي في العراق، وكذلك القوات الأمريكية في سوريا، لهجمات منتظمة.