العراق يطلق حزمة مساعدات ضخمة لإغاثة لبنان
قال مسؤول عراقي في بغداد، لـ"العربي الجديد"، إن لجنة مؤلفة من عدة وزارات سيادية وخدمية، ستعقد اليوم الأربعاء اجتماعا، لتحديد آلية تنفيذ قرارات حزمة المساعدات المالية والإنسانية للشعب اللبناني، التي أُقرت ليلة أمس باجتماع لمجلس الوزراء العراقي.
ومن المتوقع أن تصل، اليوم الأربعاء، دفعة جديدة من العائلات اللبنانية النازحة بفعل العدوان الإسرائيلي من مناطق جنوب لبنان إلى العراق، عبر الأراضي السورية، حيث تتواجد لجنة مشتركة من وزارات الداخلية والصحة والهجرة العراقية، لاستقبالهم في معبر القائم الحدودي مع سورية، ونقلهم إلى مناطق سكنية حددتها الحكومة لاستقبالهم في كربلاء والنجف وبغداد، مع منح العائلات حرية اختيار مكان اقامتها
الهلال الاحمر العراقي يعلن استقبال 290 مواطنا لبنانيا عبر منفذ القائم الحدودي حتى الان//t.co/OdCzARkj3H
— الهلال الاحمر العراقي (@iraqircs) October 2, 2024
وأبلغ مسؤول عراقي بارز في الحكومة، "العربي الجديد"، إن حزمة قرارات حكومية اتخذت ليلة أمس لمساعدة الشعب اللبناني، أبرزها، السماح بدخول العائلات اللبنانية التي لا تمتلك جوازات أو وثائق سفر إلى العراق، بدون قيد أو شرط، سواء من المنافذ البرية أو المطارات، مع تكليف وزارة الصحة بالإجراءات العلاجية والصحية اللازمة لهم مجانا.
وأكد المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه كونه غير مخول بالتصريح، أن لجنة مشتركة من عدة وزارات ستجتمع اليوم، لبحث قرار الحكومة بتخصيص 40 مليار دينار (نحو 25 مليون دولار)، لإغاثة الشعب اللبناني، مبينا أن حسابين في مصرف الرافدين الحكومي، ستتولى استقبال تبرعات المواطنين والمؤسسات العامة والخاصة، وتكون مقيدة رسميا لإغاثة الشعب اللبناني وأهالي غزة، وتكون تحت إشراف رئيس الوزراء، ومن المقرر أن تبدأ استقبال التبرعات غدا الخميس.
كما تضمنت القرارات الجديدة، السماح للطلاب اللبنانيين الانخراط بالتعليم والمدارس الحكومية العراقية، فورا مع منح تسهيلات للذين لا يملكون وثائق دراسية بالتنسيق مع السفارة اللبنانية في بغداد.
وفي سياق الطاقة، أكد المسؤول ذاته، قرار استمرار شحنات النفط (الفيول) الخاص بتشغيل محطات الكهرباء اللبنانية، مع مواصلة عمليات نقل المساعدات الطبية خاصة فيما يتعلق بأدوية الأمراض المزمنة، ومعدات العمليات الجراحية.
وأمس الثلاثاء، عقدت الحكومة العراقية اجتماعا استمر عدة ساعات، وذكر القصر الحكومي في بغداد، عقب الاجتماع في بيان له، إن "المنطقة دخلت في مرحلة صعبة وبالغة الخطورة، كان العراق قد حذّر منها منذ أحداث 7 أكتوبر 2023، في ظل عجز المجتمع الدولي، بكل منظماته ومؤسساته الدولية والأممية، وفشله في إبداء أي موقف أو الاتفاق على قرار إدانة، مع استمرار حكومة الاحتلال بارتكاب عمليات إبادة جماعية بهدف توسيع ساحة الصراع". مؤكدا استمرار العراق "الاتصالات مع الأشقاء والأصدقاء لإيجاد موقف إقليمي دولي لإيقاف الحرب على لبنان".
ونقل البيان عن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، تأكيده: "مواصلة العراق توفير الاحتياجات الإنسانية للأشقاء في لبنان وفلسطين"، ونوه بـ "المضيَّ في جهود إغاثة أشقائنا في لبنان، في ظل موجة النزوح والتضييق التي يمارسها الاحتلال، موضحاً أن الحكومة أرسلت مساعدات إلى لبنان منذ بداية الأزمة، تضمنت موادّ غذائية وأدوية وسيارات إسعاف".
ومن المتوقع وصول دفعة هي الثالثة من نوعها لعائلات لبنانية إلى معبر القائم البري بين العراق وسورية، حيث وصلت يومي أمس وأول أمس أولى قوافل العائلات بواقع يصل إلى 500 عائلة حتى الآن، تتولى فرق من وزارات الصحة والداخلية والهجرة تتواجد في المعبر عملية استقبالهم ونقلهم بحافلات إلى بغداد ومن ثم مدن أخرى جنوبي البلاد أبرزها كربلاء والنجف حيث تتوفر مدن سكنية مخصصة لضيافة الزائرين خلال المناسبات الدينية وتتبع للعتبة الحسينية، التي قررت فتحها لهم.