ارتفاع أعداد السياح يعزز هوية المطبخ العراقي
ويقول مهند فيصل، من هيئة السياحة العراقية، إن أكثر من ألف مطبخ عراقي افتُتِحت بالفترة الأخيرة لتقديم الوجبات الأكثر شهرة بالعراق للسيّاح الذين بطبيعة الحال يصلون إلى البلاد للسؤال عن أهم الأكلات الموجودة لديهم. ويشرح فيصل، لـ"العربي الجديد"، أن زيادة أعداد السياح، وأغلبهم من قاصدي العتبات الدينية في جنوب البلاد ووسطها، دفعت إلى تعزيز هوية عراقية مشتركة وجامعة بين مختلف من البلاد، وهي المطبخ العراقي، ومحاولة تقديمه إلى الآخرين، حيث نرى أن العقود الماضية لم تكن مُنصفة للطعام العراقي الذي يتميز بأكلات وأطباق مهمة. فالسمك المسكوف، والدولمة، المكونة من خضروات محشوة بالأرز واللحم، والكباب العراقي، والقمير، والكبة النجفية أو الموصلية، أصبحت جميعاً أيقونات المطبخ العراقي بين الزوار.
لا تقتصر التجارب على هذه الأطباق فقط، بل تشمل العديد من الأكلات الشعبية، مثل البرياني والقوزي وأنواع المرق والكاهي، التي يقدمها العراقيون بكرم وضيافة تترك انطباعاً قوياً لدى الزوار. في زيارة حديثة للعراق، أشار السائح المصري، عمر فتحي، في حديثه لـ"العربي الجديد" أنه يزور العراق لأول مرة بعد أن اطلع على مقاطع لمشاهير على مواقع التواصل يتحدثون عن كرم العراقيين والأمان الذي يعيشه البلد والطعام الفريد بنكهته.
يؤكد فتحي أن رحلته إلى العراق كانت من أغنى التجارب الثقافية، خصوصاً من حيث المطبخ.
الصور ومقاطع الفيديو التي ينشرها زوار العراق على منصات مثل "إنستغرام" و"فيسبوك" و"يوتيوب"، ساعدت كثيراً في تعريف الناس من جميع أنحاء العالم كيف تُعَدّ الأطباق العراقية، بدءاً من اختيار المكونات الطازجة، وصولاً إلى طرق الطهي التقليدية التي تضفي طابعاً خاصاً على كل طبق.
ويرى أصحاب المطاعم العراقية هذا النشاط عبر الإنترنت "فرصة ذهبية" لتعريف العالم بالمطبخ العراقي، وهو ما يؤكده مصعب العلي، الذي يملك مطعماً للأكلات الشعبية، مبيناً لـ"العربي الجديد" أن "السيّاح سفراؤنا، عندما ينشرون صوراً وفيديوهات عن أطباقنا، فإنهم يُظهرون جانباً رائعاً من ثقافتنا وتراثنا". ويضيف: "السمك المسكوف والكباب العراقي وأطباق القوزي أصبحت أطباقاً يطلبها الكثيرون من الزوار بعد أن يشاهدوها على مواقع التواصل الاجتماعي". وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت كثيراً في نشر الأطباق العراقية التي تُعَدّ رمزاً للتراث الغني والمتنوع للبلد، وجعلت المطبخ العراقي محل تقدير دولي متزايد.
وتحول الطعام العراقي إلى نافذة تفتح أمام العالم جمال التراث العراقي وعمقه الثقافي، لتصبح المائدة العراقية أكثر من مجرد طعام، بل جزءاً من هوية العراق التاريخية والإنسانية، بحسب ما يقول هاشم الفراتي، وهو شيف متخصص بالطعام الشرقي، تحدث لـ"العربي الجديد".