مسيرات مليونية في طهران ومدن ايرانية مختلفة تحت شعار “السائرون نحو القدس”
انطلقت مسيرات حاشدة في جميع أنحاء إيران، اليوم الأحد، بمناسبة اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي وذكرى السيطرة على السفارة الأمريكية. وتشارك مختلف شراح الشعب بحضور ملحمي في مسيرات مقارعة الإستكبار العالمي للتنديد بالاستكبار العالمي والتأكيد من جديد على ولائهم والتفافهم حول قائد الثورة الإسلاميّة وتمسكهم بمبادئ الشهداء وإمام الشهداء.
وانطلقت مراسم “يوم الله 13 آبان، اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار” تحت شعار “أمريكا محور الشر في العالم”، بمشاركة الطلاب، والجامعيين، وشرائح المجتمع المختلفة في جميع أنحاء البلاد. وانطلقت هذه المراسم في طهران من ساحة فلسطين وستستمر نحو مقر السفارة الأمريكية، وشعار يوم 13 آبان لهذا العام هو “السائرون نحو القدس”.
وفي هذا المسار، تم نصب محطات ثقافية مختلفة من قبل المؤسسات الشعبية والطلاب، حيث يوضحون بطريقتهم ابتكاراتهم حول طبيعة الإستكبار. وحمل المشاركون في هذه المراسم أعلام إيران وفلسطين وحزب الله وفصائل المقاومة، بالإضافة إلى صور الشهداء، بما فيهم الأمين العام السابق لحزب الله الشهيد السيد حسن نصرالله.
وأكد المشاركون في المسيرات أن مسار المقاومة بدأ مع استشهاد الجنرال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس والسيد حسن نصرالله وباقي الشهداء، وسيستمر حتى تحرير القدس. وشددوا على مواصلة المقاومة بثقةٍ بنصر الله، وتحت شعارات مثل “الموت لأمريكا” و”هيهات منا الذلة” لنقل معاناة الشعب الفلسطيني وغزة ولبنان إلى مسامع العالم. وبهتاف “الله أكبر” و”الخامنئي قائدنا”.
وقال المشاركون إن “ولاية الفقيه” هي الضامن لاستمرارية الثورة الإسلامية وضرب مؤامرات الأعداء، ودعوا إلى ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية والتماسك الثوري تحت قيادة الإمام السيد علي الخامنئي. وأعلن المشاركون الدعم الكامل لجبهة المقاومة الإسلامية وصمود الشعبين الفلسطيني واللبناني، وحذروا داعمي الصهيونية والمجتمع الدولي من استمرار صمتهم المخزي
وطالب المشاركون المنظمات الدولية بالسعي لتحقيق وقف إطلاق نار عادل، وحذروا بعض الحكام العرب، الذين اكتفوا بالصمت أو التواطؤ التاريخي، أن عار السكوت سيلاحق كل من أدار ظهره لمعاناة غزة.
وأكد المشاركون في بيان المسيرات على الدفاع عن مبادئ الثورة الإسلامية، ودعوا الأجهزة القضائية والرقابية في البلاد إلى اتخاذ إجراءات مشددة ضد المندسين وعملاء الأعداء الذين يهدفون إلى زعزعة الأمن والاستقرار الاجتماعي.
واعرب بيان المسيرات على التقدير للإجراءات والمواقف الشجاعة التي اتخذتها الدبلوماسية الإيرانية في الرد على التعديات الصهيونية وإعلان العقاب الحتمي للكيان الصهيوني، دفاعاً عن سلامة الأراضي والسيادة الوطنية. كما وثمنوا دور حماة الأمن وحراس الحدود في كافة أركان القوات المسلحة بوصفهم “يداً واحدة”، سواء في عملية “الوعد الصادق” أو في الجهود الدفاعية المنتصرة لحماية أمان إيران الإسلامية.
اللواء سلامي: أمريكا هوية متناقضة في العالم
واكد القائد العام للحرس الثورة الاسلامية اللواء “حسين سلامي” على انه يجب على العالم معرفة الهوية المتناقضة لأمريكا في العالم كما هي، موضحا بأن ظاهرة الإرهاب التكفيري وخلق الانقسامات الدموية في العالم الإسلامي هي نتاج سياسات الادارة الأمريكية.
وفي مراسم احياء اليوم الوطني لمقارعة الإستكبار العالمي ويوم الطالب في ايران، هنأ الطلاب بيومه هذا معتبرا اياه يوما مجيدا سطّر ملحمة عظيمة في مناهضة الظلم والاستكبار، واضاف بأن الطلاب يناهضون الاستكبار في الميدان الحقيقي من أجل الارتقاء بالوطن الإسلامي الى مكانة عالمية مرموقة.
وبالاشارة الى ان امريكا صاحبة الهوية المتناقضة في العالم، صرح بأن ما يثير التعجب ان أمريكا التي تتحدث عن السلام والأمن والنظام العالمي، هي نفسها أصل كل الجرائم والمجازر والابادة الجماعية والاحتلالات، والتاريخ يشهد على ان امريكا اشتهرت بإلقاء القنبلتين الذريتين على هيروشيما وناكازاكي، واللتين اوديتا بأكثر من 100 ألف شخص في لحظة واحدة.
واشار اللواء سلامي الى ان الادارة الامريكية التي انتجت ظاهرة الإرهاب التكفيري وخلق الانقسامات الدموية في العالم الإسلامي، عاجزة عن فرض ارادتها على الشعوب اليقظة وبالتالي لم تثمر سياساتها وباءت كل مؤمراتها بالفشل في العديد من الدول، فقد عجزت عن كسر شوكة الشعب الإيراني من خلال الحصار عليه، وفشلت في الانتصار على لبنان من خلال الحرب الاقتصادية أو في الحرب على سوريا،ولم تستطع تمرير ما تسميه “التطبيع الإبراهيمي”.
وقال “كما انها تقوم بدعم الطغاة وتعزيز الأنظمة الاستبدادية والديكتاتورية في جميع أنحاء العالم ، فهي من تدعم الانقلابات المخربة في الكونغو وتشيلي والبرازيل وفنزويلا، وهي من تدعم الكيان الصهيوني وتزوده بالاسلحة والقنابل لقتل الشعب الفلسطيني واللبناني، وايضا هي من تعزز الظلم في الفلبين والسودان وغيرها من دول العالم لانها جشعة تريد الاستيلاءو السيطرة على الإرادة السياسية للأمم من خلال الحروب والاحتلالات والاعتداءات في افغانستان والعراق واليمن كما انها سجنت المناضلين العالميين من أجل الحرية”.
واوضح اللواء سلامي بأن امريكا فشلت في كل حساباتها التي كانت تعتقد انه كلما ضغطنا على الشعب الايراني من خلال فرض عقوبات هائلة سيؤدي ذلك الى استسلام الشعب الايراني والرضوخ لارادتها وهيمنتها، لكن التجارب والواقع اثبتا عكس ذلك بتاتا وفشلت في تمرير اي من مؤمراتها ومخططاتها في ايران، مستعرضا سجلات إخفاقات الادارة الامريكية في المنطقة وفي انحاء اخرى بالعالم.
وتابع “بأن امريكا اليوم تعيش في حالة غروبها السياسي لان ركائز القوة الأمريكية تتراجع تباعا ولم تعد أمريكا قادرة على اتباع هذه السياسة حاليا كما مارست سلطتها مسبقا على الحكومات والدول خلال الحرب الباردة لأن العالم تغير”، مشيرا “الى ان المؤمنين في غزة استطاعوا أن يبثوا الأمل للعالم رغم تحالف الغرب عليهم، مبيّنا بأن الشعوب الإسلامية ومن خلال وحدتها تستطيع أن تنتصر على الولايات المتحدة”.
وحذر اللواء سلامي الامريكيين والصهاينة انه في حال عدم تغيير سلوكهما فسوف يتجهان نحو الانهيار، لافتا الى ان الامة الاسلامية لن تسمح بعد الآن بأن تُضحى وتذبح كرامتها على يد الصهيونية وأمريكا
واكد على ان ايران تعرف كيف تكبد العدو الضربات وستواصل طريقها في مواجهة الاستكبار العالمي ودعمها لمحور المقاومة في مواجهة الكيان الصهيوني الذي يتم توجيه الصفعات له تلو الاخرى من قبل مجاهدي حزب الله في لبنان.
العميد جواني: إطالة الكيان الصهيوني أمد الحرب يعجّل من الاقتراب الى زواله
وصرح مساعد القائد العام لحرس الثورة الاسلامية للشؤون السياسية العميد “يدالله جواني” بأن إطالة الكيان الصهيوني لأمد الحرب لايؤدي لتحقيق اهدافه فقط انما ايضا يعجّل من الاقتراب الى زوال هذا الكيان الغاصب قاتل الاطفال.
وخلال مشاركته في مراسم احياء اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي ويوم الطالب في ايران، اشار مساعد القائد العام لحرس الثورة الاسلامية للشؤون السياسية العميد “يدالله جواني” بان مسؤولي الكيان الصهيوني اعترفوا بانفسهم أنهم و بعد 13 شهرا من هذه الحرب غير المتكافئة، لم يحققوا أيا من أهدافهم.
واضاف “ان العدو الصهيوني يحاول باجرامه والابادة الجماعية والحصار والتجويع واغتيال قادات المقاومة ان ينال من عزيمة الشعب وجعل فجوة بينه وبين المقاومة الا ان ذلك يثبت ارادة الشعب والمقاومة في الاستمرار بالنضال وفضح جرائم هذا الكيان حتى تحقيق النصر”.
وتابع العميد جولاني انه وعلى الرغم من التجييش الاعلامي لصالح سرديات الصهاينة عبر وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاعلامي، الا ان ذلك لم يفلح من منع الحراك الطلابي عبر العالم والذي وصل الى جامعاتهم من التنديد بجرائم الكيان الصهيوني ودعم القضية الفلسطينية ونصرة المظلوم.
كما اوضح بأن الشعب الإيراني، الذي اصبح ملهما لاحرار العالم في مناهضة الاستكبار والظلم، يتحرك الان في الاتجاه الصحيح لإرساء أسس نشوء الإسلام وحضارته، وتظهر هذه التحركات أن المستقبل للإسلام والمسلمين والمستضعفين.
ولفت الى ان الاعداء يستهدفون الإيمان والأمل في المجتمع لانهما مصدر احياء حركات مناهضة الاستكبار، موضحا بأن حركة الشعب الإيراني القائمة على الدين كانت مبنية على خطة توحيدية في سبيل الله، لذا فإن صحة هذه الحركة مضمونة، و لا ينبغي للمرء أن يتردد ولا يتأثر بحرب العدو الناعمة.
وأضاف بأن التجارب التاريخية اثبتت ان الوقوف والقتال ضد أمريكا ومحاولة ازالة الورم السرطاني في المنطقة (الكيان الصهيوني ) هو طريق صحيح.
واكد على ان الرد على العدو من قبل أبناء الشعب الإيراني في القوات المسلحة، بما فيها حرس الثورة الاسلامية والجيش ليس شعارا، بل حقيقة مؤيدة، مشيرا الى ان الاعداء اليوم يشعرون بالقلق من التغيرات الميدانية والإخفاقات المتلاحقة مقابل تعزيز قوة واقتدار الشعب الايراني والمقاومة.
واشار العميد جواني الى انه ينبغي على الأميركيين والأوروبيين أن يلاحظوا صحوة الشعوب الإسلامية، لأن جبهة المقاومة اصبحت ذات حاضنة شعبية واسعة ولن تنهار امام هذا الكيان الغاصب.