الصهاينة يجددون عدم ثقتهم بوعود حكومتهم باعادتهم الى المستوطنات الشمالية
جدد المستوطنون الصهاينة عدم ثقتهم بوعود حكومتهم وجيشهم باعادتهم الى المستوطنات الشمالية في ظل استمرار تعرض هذه المستوطنات لنيران المقاومة فيما حذر بعضهم من انعكاس الحرب على مستقبل الاستيطان في شمال فلسطين المحتلة.
ولم يرمم توسيع الاحتلال لدائرة عدوانه وجرائمه ضد لبنان مستوى الثقة لدى المستوطنين في الشمال الذين يرون ان الخطر لا يزال قائما رغم حديث جيش العدو عما يزعمه من منجزات العملية البرية، في حين ان المستوطنات لا تزال تحت نيران الرشقات الصاروخية التي لا تتوقف حيث عبر المستوطنون عن تشاؤوهم وعدم ثقتهم بالعودة الى مستوطناتهم فيما لا يزال حزب الله يفرض بالنار حزاما امنيا داخل الجليل وهذا ما يطرح اسئلة عميقة حول المستقبل ونية الكثير من المستوطنين حول عدم العودة بشكل نهائي.
وقال زوهر ليفي، مستوطن من نطوعا “يقال ان الكثيرين لن يعودوا الى الشمال وهناك الكثير من النازحين نقلوا مكانهم الى المدن والاماكن الاخرى لاننا معزولون فلا توجد هنا متاجر او اي امر آخر فنحن نذهب مرة في الاسبوع الى نهاريا لنجلب احتياجاتنا فلا يوجد ما يشجع هنا لتأتي الناس وتعمّر وتسكن”.
وقال زيف يحاي، مستوطن من نطوعا “لماذا أعرض اولادي للخطر وانا كبرت على هذا الحال ووالدي قتل في لبنان وقد تعرضنا جميعا للكاتيوشا ولا اريد لابنائي ان يعيشوا هكذا وانا لا اريد ان يعيش ابنائي كما عشت”.
المستوطنون الصهاينة ركزوا على خطورة ما حصل في الشمال على اصل بقاء مشروع الاستيطان في المنطقة مع التأكيد على ان عدم التعلم من دورس هذه المواجهة سيكون كارثيا على مستقبل الكيان الصهيوني.
وقال بني كوهين مستوطن وجندي من نطوعا “اولا انا ضد الاخلاء لانني لا اؤمن بمغادرة المنزل واذا غادرنا المكان هنا فهذه نهاية المشروع الصهيوني فهل عندما يكون هناك خطر علينا ان نقوم ونغادر لذا لن تكون هناك اي مستوطنة عند الحدود لا هنا ولا في اي مكان”.
وقال ورون افمان، قائد سابق في جيش الاحتلال “حتى السابع من اكتوبر كان كل ام واب في الشمال يعرفون ان الجيش الاسرائيلي يحميهم ولا يمكن ان اقول ان هذا الامر تصدع بل انكسر وهذا ما علينا اصلاحه واذا لم نحقق في هذا الامر حتى النهاية ولم نستخلص العبر ولا نطبق الدروس من هذه العبر فإننا لن نتمكن ابدا من ترميم ما حصل”.
العديد من رؤساء السلطات المحلية في الشمالية رفضوا الدعوات التي اطلقها الجيش الصهيوني بعودتهم الى مستوطناتهم قرب الحدود واصفين هذه الخطوة بغير المسؤولة وانها بمثابة تعريض لحياة المستوطنين للخطر.
المقاومة الإسلاميّة تبدّد بالنار وعود القادة الصهاينة لمستوطني الشمال بالعودة إلى منازلهم+
وبددت المقاومة الإسلاميّة بالنار وعود القادة الصهاينة لمستوطني الشمال بالعودة إلى منازلهم. وكأنّ واقع الميدان عند الحدود الجنوبية سيعود إلى ما كان متى ما أرادوا.. تصريحات قادة ومسؤولين صهاينة توحي بحال من السلم والاستقرار وكأن شيءً لم يكن، لكنّ واقع الميدان يخبر عن قدرة المقاومة على التحكّم والسيطرة والاستخبار في عمق المنطقة الحدودية.
يعتقد رئيس الأركان الصهيوني هرتسي هاليفي أنه يمكن البدء بإعادة سكان خط المواجهة في الشمال المحتل إلى منازلهم بصورة تدريجية خلال الأشهر المقبلة، وكلها تبقى أضغاث أحلام متى ما أرادت المقاومة الإسلاميّة نسفها.
سهلٌ هو الكلام وتقديم الوعود على بساط من الأوهام، وهذا حال المستوطنين ومسؤوليهم، لكن الفعل يبقى لرجال أولي بأس، بينهم وبين العدو الأيام والليالي والميدان.
أوساط صهيونية: المقاومة تفرض رؤيتها حول عودة المستوطنين إلى الشمال
ألقى الاخفاق الصهيوني في توفير الحماية للمستوطنات الشمالية ووسط فلسطين من صواريخ المقاومة بظلاله على تقييم الصهاينة للحرب لا سيما مع الحديث عن اقتراب انتهاء العمليات البرية ورفض المستوطنين للعودة الى في حال توفر الظروف الكافية لعودتهم.
وبقي التصعيد المتراكم لعمليات المقاومة يفرض نفسه على كيان الاحتلال مسقطا كل محاولات الاحتلال المستميتة في الحد من استهداف العمق الصهيوني ومبددا كل الامال التي بنى عليها قادة العدو للتمهيد لعودة المستوطنين الامنة الى مستوطناتهم قبل وقف اطلاق النار، ولم تفلح اللقاءات التي عقدها رئيس اركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي مع روؤساء المجالس المحلية في الشمال في تبديد مخاوفهم واقناعهم بالبدء بالعودة الى بعض المستوطنات.
وقال اوريا كيشت، مراسل للقناة نيوز 24 الصهيونية “يوم اضافي من الحرب في الشمال بداءا من ساعات الصباح الباكر وحتى المساء حيث اُطلقت رشقات ثقيلة نحو المستوطنات ، واشغلت الطائرات المسيرة صفارات الانذار في منطقة الكرمل ومناطق اخرى ، وبعد ذلك اطلقت رشقات ثقيلة نحو منطقة عماكيم في خليج حيفا وفي منطقة الشارون ، وقد اطلق نحو سبعين صاروخا وعددٌ كبيرٌ من الطائرات المسيرة، ونحن نرى بالامس واليوم أنه على الرغم من الهجمات الجوية الاسرائيلية العنيفة ورغم المناورة البرية ، فإن حزب الله نجح في رفع رأسه واطلاق نيران ثقيلة نحو المستوطنات”.
وفي المسار نفسه، اعتبر معلقون صهاينة أنَّ جيش الاحتلال يواجه معضلة جوهرية فيما يتعلق باحتمال اعلانه انتهاء العملية البرية قريبة من دون ان تكون ظروف التسوية السياسية قد نضجت بعد.
وقال اور هيلر، مراسل عسكري للقناة 13 الصهيونية “العملية البرية للجيش الاسرائيلي قريبة جدا من نهايتها ، وأكثر من تسعين بالمئة من بنك أهداف العملية نفد ، وهناك الكثير من جنود الاحتياط الذين خرجوا من لبنان ، والجيش يعلن قريبا انهاء العملية البرية ، لكنه عالق في نوع من الفخ في هذا الامر ، فهو لا يريد الاعلان عن انهاء العملية قبل التلاقي مع مسار سياسي ، ورئيس الاركان هرتسي هاليفي يدرك انه اذا لم يلتقِ المسارُ السياسي بالمسار العسكري ، فإن السكان في الشمال لن يعودوا ، ومن جهة اخرى هو سيضطر للتقدم الى خط القرى الثاني في جنوب لبنان”.
يشار الى أن أوساط الاحتلال تتحدث عن احتمال التوصل الى وقف لاطلاق النار في الاسابيع المقبلة مع التشديد على أنَّ الاحتلال يصر على اعطائه الحق بالتدخل في حال حصول أي خرق للقرار الف وسبعمئة وواحد من الجانب اللبناني.