العراق يتحرّك دولياً لمنع هجوم إسرائيلي محتمل
وجّهت وزارة الخارجية العراقية، اليوم السبت، رسائل رسمية إلى مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، طلبت فيها إلزام الاحتلال الإسرائيلي بوقف العنف المستمر في المنطقة والكف عن إطلاق التهديدات، مؤكدة أهمية تدخل المجتمع الدولي لوقف السلوكيات العدوانية الإسرائيلية التي تشكل انتهاكاً صارخاً لمبادئ القانون الدولي، ويأتي ذلك وسط تصاعد احتمالات تعرض العراق لهجوم إسرائيلي وتزايد التهديدات التي يطلقها قادة الاحتلال.
وقالت الخارجية العراقية في بيان على منصة فيسبوك إن "العراق يُعدّ ركيزة للاستقرار في محيطه الإقليمي والدولي، ومن بين الدول الأكثر التزاماً بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وإن رسالة الكيان الإسرائيلي إلى مجلس الأمن تمثل جزءاً من سياسة ممنهجة لخلق مزاعم وذرائع بهدف توسيع رقعة الصراع في المنطقة". وأضاف البيان أن لجوء "العراق إلى مجلس الأمن يأتي انطلاقاً من حرصه على أداء المجلس لدوره في حفظ السلم والأمن الدوليين، وضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لوقف العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة ولبنان، وإلزام الكيان الإسرائيلي بوقف العنف المستمر في المنطقة والكف عن إطلاق التهديدات".
وأكدت الوزارة أن "العراق كان حريصاً على ضبط النفس فيما يتعلق باستخدام أجوائه لاستهداف إحدى دول الجوار، إضافة لأهمية تدخل المجتمع الدولي لوقف هذه السلوكيات العدوانية، التي تشكل انتهاكاً صارخاً لمبادئ القانون الدولي"، مشددة على أن "العراق يدعو إلى تضافر الجهود الدولية لإيقاف التصعيد الإسرائيلي في المنطقة وضمان احترام القوانين والمواثيق الدولية، بما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، كما طلب العراق تعميم الرسالة على الدول الأعضاء وإيداعها كوثيقة رسمية لدى المنظمات المعنية".
من جهته، قال عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، عامر الفايز، لـ"العربي الجديد" إن "تحرك العراق دولياً بهذا الشكل العاجل، يؤكد وجود نية حقيقية لدى الكيان الصهيوني لشن عدوان مرتقب على العراق والعراقيين، وهذا التحرك يأتي من أجل منع هذا العدوان من خلال الضغوطات الدولية، لمنع اتساع دائرة الحرب في المنطقة". وبين أن "موقف العراق واضح ومعلن برفض أي اتساع لدائرة الحرب في المنطقة، ورفضه بأن يكون جزءاً من الحرب الدائرة في المنطقة، لكن بنفس الوقت لن يبقى العراق مكتوف الأيدي في حال تعرضه لأي اعتداء من الكيان الصهيوني، الذي يسعى من البداية إلى اتساع دائرة الحرب وجر العراق وسوريا وإيران إلى الحرب المباشرة معه".
وأضاف الفايز أن "العراق سيبقى يواصل تحركاته الدبلوماسية الدولية المختلفة لمنع أي ضربة محتملة إسرائيلية على العراق، وهناك تحشيد دولي واضح مع العراق برفض أي عدوان عليه، خصوصاً أن العراق له علاقات طيبة وجيدة مع كافة دول المنطقة والعالم، وهذا قد يشكل حاجزاً كبيراً أمام الكيان الصهيوني في تنفيذ أي ضربة للعراق خلال المرحلة المقبلة، تحت ذريعة الرد على عمليات الفصائل العراقية".
وتحاول الحكومة العراقية منع الهجوم الإسرائيلي المحتمل وعلى هذا الصعيد وجه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بملاحقة أي نشاط عسكري خارج إطار الدولة، لا سيما الفصائل المسلحة. وشهدت بغداد، الأسبوع الماضي، سلسلة اجتماعات سياسية وحكومية مع قياديين عسكريين وأمنيين، ركزت على التطورات في المنطقة وأهمية تجنيب العراق أي حرب أو عدوان إسرائيلي. كما عقد المجلس الوزاري للأمن الوطني العراقي اجتماعاً ترأسه السوداني، بمشاركة وزراء الأمن والدفاع والأمن القومي ورئيس أركان الجيش وجهاز الأمن الوطني وقيادات عسكرية مختلفة، واستمر عدة ساعات لبحث الملف.