استياء شعبي في العراق من تعذيب الشرطة شاباً مزق صورة لقاسم سليماني
أثارت صور لشاب عراقي محتجز داخل مركز للشرطة في محافظة ديالى شرقي بغداد، بسبب تمزيقه صورة لقائد فيلق القدس الإيراني الراحل، قاسم سليماني، موجة استياء شعبي، بعدما ظهرت آثار تعذيب على جسد الشاب إثر تعرضه للضرب المبرح خلال اعتقاله، وسط دعوات لوضع حد للتعذيب "الممنهج" أثناء التحقيق في السجون العراقية.
واحتجزت قوة عراقية أول أمس الجمعة، الشاب عبد الله حسين العبيدي، في مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى، بعد أن مزّق صورة سليماني في أحد شوارع منطقته. ولاقت صورة التقطت للشاب ردات فعل غاضبة في الشارع العراقي، وهو ما دفع قيادة الشرطة إلى إصدار توضيح مساء أمس السبت، مبررة فعلها بأن إجراءاتها "قانونية لحساسية الموقف".
قيادة شرطة ديالى تنشر صورة "متهم" بتمزيق صورة لقاسم سليماني، الشاب من ديالى ظهر في الصورة المسربة غير المغوشة وهو تحت اثار ضرب و تعنيف بعد اعتقاله.
— Steven Nabil (@thestevennabil) December 13, 2024
هل تم ضرب و تعنيف الشاب لقيامه بتمزيق صورة؟ بماذا تفرقون عن حزب البعث؟ ديالى يهيمن عليها المناصرون لحركة بدر. pic.twitter.com/Zi3of99h3O
وقالت في بيان إن "الإجراء الذي اتخذته الشرطة بحق المتهم جاء قانونياً، ولحساسية الموقف، وخشية حدوث ردود أفعال سلبية"، مؤكدة أن "التحقيقات الأولية كشفت عن معاناة المتهم من اضطرابات نفسية، وهو ما أكدته إفادات ذويه". ونفت الشرطة "تعرض المتهم للتعذيب"، مؤكدة أن "الصورة المتداولة له وهو مقيد بالأصفاد قديمة، وأن التقييد تم بناءً على طلب ذويه".
من جهته، أكد الناشط المدني في محافظة ديالى، علي المجمعي، خلال حديث مع "العربي الجديد"، خطورة ما أسماه بـ"التعذيب الممنهج" في السجون العراقية، متسائلاً عن الاختلاف بين السجون العراقية وسجون النظام السوري، في إشارة إلى وحشيتها وقسوتها. وطالب بوضع للانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان، مشيراً إلى أن رئيس الحكومة وعد بإنهاء التعذيب لانتزاع الاعترافات، إلا "أن الحقائق تثبت استمرارها بشكل ممنهج"، محملاً قيادة شرطة المحافظة مسؤولية ذلك، مطالبة بـ"محاسبة قانونية لكل لضابط المركز وعناصره ممن تورطوا بكل هذا التعذيب الجسدي للشاب رغم علمهم واعترافهم بأنه يعاني أمراضاً نفسية".
وقال الباحث بالشأن العراقي، صهيب الزبيدي عبر منصة إكس، إن العبيدي كان ذنبه الوحيد إزالة صورة قاسم سليماني التي وضعت أمام منزله، وتعرض للتعذيب على إثر ذلك، متسائلاً "هل يمكن لمجتمع يُمارس فيه القمع بهذا الشكل أن يحافظ على تماسكه؟ وهل يدرك من يمارسون هذا الظلم أنهم يزرعون بذور الكراهية والتفرقة بيدهم؟"، فيما دعت الإعلامية منى سامي عبر المنصة ذاتها، عائلة العبيدي إلى رفع دعوى قضائية ضد وزارة الداخلية وشرطة ديالى و"مطالبتهم بالتعويض المادي والمعنوي عمّا جرى لابنهم المريض لتكون هذه الحادثة رادعاً للجميع".
عبدالله العبيدي، شاب صغير من محافظة ديالى #العراق، كان ذنبه الوحيد هو إزالة صورة قاسم سليماني التي وُضعت أمام منزله، ربما بحثًا عن مساحة شخصية أو تعبيرًا عن رأيه البسيط في رفض فكر ايدلوجي وسياسي معين.
— صهيب الزبيدي (@SuhaibalZubaidi) December 14, 2024
وبدلاً من أن يُترك عبدالله لحياته اليومية، تعرّض للتعذيب والتنكيل، وهذه الصور… pic.twitter.com/gsaFk6S1lR
وفتح رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022 ملف انتزاع الاعترافات قسراً خلال التحقيقات القضائية، والتي زج بسببها آلاف العراقيين داخل السجون خلال السنوات السابقة، فيما خصص بريداً إلكترونياً لاستقبال شكاوى من تعرضوا للتعذيب. وتم لاحقاً إعلان تسلم الحكومة 5 آلاف شكوى عن حالات تعذيب وانتهاكات داخل السجون، ووسط دعوات لمعالجة الملف، لم تكشف الحكومة والجهات المسؤولة عن أي خطوات للمعالجة.
وكان وزير الداخلية العراقي، عبد الأمير الشمري، قد أعلن في مارس/ آذار الماضي "انتهاء" ظاهرة التعذيب داخل السجون العراقية، بعد سنوات من انتقادات لظاهرة انتزاع الاعترافات بالإكراه من المعتقلين.