العراق: عمليات تمشيط وانتشار عسكري مكثف في مناطق حزام بغداد
لليوم الثالث على التوالي، تواصل قوات الأمن العراقية عمليات تمشيط في مناطق محيط العاصمة بغداد (مناطق حزام بغداد)، ضمن استراتيجية بدأت تنفيذها أخيراً لضبط أمن العاصمة ومحيطها، وسط تكثيف عسكري في قلب العاصمة. وتحيط العاصمة بغداد مناطق عدة يطلق عليها مناطق "حزام بغداد"، وهي مناطق واسعة ذات طبيعة زراعية تربط العاصمة بالمحافظات الأخرى المحيطة بها، وكثيراً ما تشكّل تلك المناطق مصدر قلق للحكومة بسبب طبيعتها الجغرافية الوعرة، لذا تعمل على ضبط الأمن فيها.
ووفقاً لبيان لقيادة عمليات بغداد (المسؤولة عن أمن العاصمة) اليوم السبت، فإنّ "قوات من الجيش ووحدات ملحقة بها، وبإسناد من الأجهزة الاستخبارية، نفذت اليوم عمليات أمنية للبحث والتفتيش المناطقي والاستطلاع المسلح في محيط بغداد الشمالي"، مبينة أنّ "العمليات شملت مناطق أم الصون، كف علي، بستان البو بندر، البو محسن، البوركيبه، القصير، الخزنة، سيد حمد، والمنطقة المحيطة بجسر الطارمية". وأكدت أنّ "العمليات جاءت لتعزيز الأمن والاستقرار والحفاظ على المنجز الأمني المتحقق".
وكانت القوات الأمنية في العراق قد بدأت، يوم الأربعاء الماضي، تنفيذ عملية عسكرية واسعة لتأمين مناطق حزام بغداد، شملت المناطق المحيطة بالعاصمة ومنها بزايز العبيد وعكاشات وشاخة 5، والسعيدات وحي القادسية والشعار والغريباويين والفداغة والرعاط والسعدان وفزع الشنيتر والجهيم والبو عيس والفلوجيين وكرطان البو عباس والجنابيين والبو يونس والعبايچي وبستان التميمي والغزيلية والخزنة، التي تقع شمال وجنوب العاصمة.
ومطلع الشهر الجاري، أعلنت القوات العراقية تأمين بلدة الطارمية بشكل كامل، وهي التي تمثل محوراً مهماً من محاور العاصمة بغداد، وسجلت على فترات متفاوتة ارتباكاً أمنياً وأعمال عنف، وسط تأكيدات أن دور الأهالي وتعاونهم مع الأجهزة الأمنية دعّما الأمن فيها.
من جهته، أكد ضابط في قيادة الجيش العراقي، لـ"العربي الجديد"، أنّ "العملية تهدف إلى سدّ الثغرات وإجراء عمليات تمشيط في تلك المناطق"، مبيّناً أنّ "تلك المناطق تحتاج بين فترة وأخرى إلى عمليات تمشيط كإجراء أمني احترازي لتأمينها، بسبب طبيعتها الجغرافية الوعرة ومساحاتها الشاسعة".
وأوضح، مشترطاً عدم ذكر اسمه، أن "القوات تعمل ضمن خطة لضبط أمن المناطق المحيطة ببغداد بشكل شامل، وأن العمليات ستتكرر بين فترة وأخرى لمنع أي محاولات لتسجيل خروقات أمنية"، مشدداً على أنّ "ضبط أمن مركز العاصمة يعتمد على ضبط أمن حزامها". العملية جاءت بموازاة انتشار عسكري وحواجز أمنية متنقلة تنشط ليلاً في مناطق العاصمة منذ حملة الاعتداءات التي طاولت عدداً من المطاعم الأميركية في بغداد، منذ نهاية مايو/ أيار الماضي.
وانتقد النائب كاظم الفياض ما أسماه "تحويل شوارع العاصمة بغداد إلى ثكنة عسكرية بسبب الانتشار العسكري الكثيف". وقال، في تصريح سابق، إنّ "ضبط الأمن أمر ضروري ومهم لمنع الخروقات الأمنية، ومنها الاعتداءات على المطاعم وغيرها"، مستدركاً بأنّ "الانتشار الأمني وجعل شوارع بغداد عبارة عن ثكنة عسكرية ليسا الحل لضبط الأمن والاستقرار، وهذا الانتشار يعطي رسائل سلبية". ودعا إلى "تفعيل دور الأجهزة الاستخباراتية بمنع أي تحرك خارج عن القانون قبل وقوعه".
يُشار إلى أن رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني يتابع بشكل متواصل الملف الأمني، ويطالب القيادات الأمنية باستحداث خطط جديدة وتنفيذ عمليات مستمرة لضبط الأمن ومنع أي محاولات لزعزعة الأمن، خاصة في العاصمة بغداد.