مشروع لتحويل أقدم معسكرات الجيش العراقي إلى غابة صناعية
أقرت السلطات العراقية مشروعا بيئيا كبيرا هو الأول من نوعه، يقضي بتحويل معسكر "الرشيد"، أقدم معسكرات الجيش العراقي والذي يعود إلى مطلع القرن الماضي، إلى غابة صناعية ضخمة تمتد على مساحة 5 آلاف دونم تضم مختلف أنواع الأشجار والنباتات الدائمة الخضرة، ضمن مشروع يقول القائمون عليه إنه يهدف إلى تحسين بيئة العاصمة وخلق مقصد سياحي جديد للسكان.
المشروع يقع على أرض معسكر الرشيد جنوب شرقي بغداد، والذي يعود تاريخ انشائه إلى ما قبل الحرب العالمية الأولى، خلال فترة الحكم العثماني لبغداد، وانتقل فيما بعد ليتحول إلى معسكر للجيش البريطاني ثم انتقل إلى الجيش العراقي قاعدة جوية ومعسكرا للجيش، يمتد على مساحة ضخمة تصل إلى 5 آلاف دونم (أكثر من 5 ملايين متر مربع)، وخصصت الحكومة العراقية التكاليف اللازمة لإنشائه بعد إلغاء فكرة سابقة بتحويل المعسكر الضخم إلى مجمعات سكنية وفقا للبناء العمودي.
واليوم الثلاثاء، قال المتحدث باسم أمانة العاصمة العراقية بغداد، محمد الربيعي، للصحافيين، إن مشروع "غابات بغداد"، هو أكبر مشروع استثماري ستشهده البلاد قريبا، مبينا أنه "منذ سنة 2003 استغل المكان مكبا للنفايات واستغل للتجاوزات المختلفة، والآن قررت الحكومة أن يكون عبارة عن غابات ومقصد سياحي بيئي مهم، مؤكدا أن المشروع أحيل إلى الاستثمار، وهناك شركات اذربيجانية وتركية وعراقية، قدمت خطة تتضمن غابات وبحيرات وحدائق حيوانات وفنادق مع كل ما يتعلق بالفعاليات الرياضية المختلفة، معتبرا أن المشروع سيكون له تأثير بيئي مهم جدا على العاصمة.
"توقيع العقد الرسمي لتحويل معسكر الرشيد إلى أكبر غابة حضرية خضراء مستدامة في العراق يمثل خطوة نحو بناء مستقبل مستدام وصحي للمجتمع، حيث ستلعب الغابة دوراً مهماً في تحسين جودة الهواء وتوفير مساحات ترفيهية وسياحية للمواطنين." pic.twitter.com/ooibj2PhP5
— Green Iraq (@greeniraq11) March 30, 2024
ومطلع الشهر الحالي، كشف أمين بغداد، عمار موسى كاظم، النقاب على مشروع تحويل أرض معسكر الرشيد إلى غابات ومناطق ترفيهية مستدامة معتبرا أنها "ستكون الأكبر من نوعها في العراق".
وحول ذلك قال المهندس الاستشاري في أمانة العاصمة بغداد، أحمد الفضلي، لـ"العربي الجديد"، إن الحكومة قررت الاستماع لملاحظات ونصائح بشأن الوضع البيئي في بغداد وأهمية الالتفات إلى إنشاء مشاريع خضراء لمكافحة التلوث وتحسين وضع العاصمة العام من ناحية المناخ، مضيفا أن الدولة منحت المشروع لشركات بطريقة الاستثمار لفترة زمنية ثم يعود إليها، بعد انتهاء الفترة، ونأمل أن نرى مشاريع مماثلة في مناطق أخرى من العاصمة والمدن العراقية المكتظة بالمباني والسكان".
ويحظى المشروع بترحيب واسع من قبل المهتمين والناشطين في مجال البيئة بالعراق، حيث يعتبر الناشط عدنان محمد الذي سبق وأن شارك بحملات رفع المخلفات من مياه نهري دجلة والفرات ونظم اعتصامات تنديدا بإلقاء مخلفات المعامل في الأنهار، القرار بأنه "الأهم الذي تتخذه حكومة السوداني"، مضيفا في حديث لـ"العربي الجديد"، أن القرار يجب أن يتبعه قرار آخر بوقف تحويل الأراضي الزراعية إلى سكنية وعدم السماح بالبناء فيها، خاصة بمناطق العاصمة، مؤكدا أن المشروع من شأنه أن ينقذ مناطق جنوب شرقي بغداد من حالة الاحتباس والتلوث بوجود مئات آلاف الأشجار التي من المقرر أن تحتويها الغابة".